بقلم: فايز عمر بديع
دار بخلدي سؤال مفاده: لماذا يتم تكريم الموظف في عالمنا العربي عند التقاعد أو التأبين بعد وفاته، فما الفائدة في هذا أو ذاك، ولماذا لا يتم تكريمه كل خمسة أو عشرة أو 15 عاما؟ ووقتها ستكون النتيجة أجمل معنوياً له، بل وتعطي حافزاً لزيادة إنتاجه والإصرار على الالتزام بالعمل.
فتحتُ عدسة عقلي البصرية، وبنظرة بانورامية على كل الزملاء والأصدقاء في صحيفتنا "البيان"، وجدتهم جميعهم يستحقون التقدير، هذا ليس مجاملة أو نفاقاً، بل هو رأي الآخرين فيهم، فموظف البيان يعادل 5 موظفين في مؤسسة أخرى من حيث الإنتاج والمهنية. استعنت بخاصية الزووم في العدسة، وجدت نفسي أميل لمن تعلمت منهم الكثير... كبرّت الزووم أكثر... نظرت لمختلف الأقسام، صرت أتخيل لكل قسم زياً معيناً، يترجم عمله، اقتربت أكثر من قسم أشبهه بالرجل "الشيك" الذي يرتدي بدلة سوداء "سموكن" و"ببيونة" سوداء وهو قسم "الثقافة". استلهمت هذا التشبيه من الكاتب والأديب والشاعر حسين درويش؛ الذي عمل رئيساً لقسم الثقافة سنوات طوال، وكان يعرف بشياكته.. أخذتُ اللقطة..
أعرفه منذ 20 عاماً، دمث الخلق، مثقف جداً، طيب للغاية، قليل الكلام، متواضع، يمتلك مفاتيح اللغة، ويعشق وضع العناوين المناسبة بحكم عمله كــ "ديسك في قسم الثقافة" وكأنه يستلهم لحناً جميلاً، أراه عند دخولي مكتبي في البيان، فإذا رأيت وجهه صافياً كبياض الشمس، استنتج على الفور في جزء من الثانية أنه يستمتع بالمادة التي "يدسكها"، أما إذا رأيته مكفهراً بلون غروب الشمس، أنظر لموضع يده فأجدها ماكثة على أحد مفتاحي "الكيبورد" الــ "Delete" أو "Backspace" لشطب الكلمات المتكررة، في سطر المادة أو في فقرتها، ويبتسم ابتسامة تمكنه من السيطرة على أعصابه والالتزام بهدوئه المعتاد حينما يرى المادة التي بين ناظريه تنصب الفاعل وترفع المفعول والمضاف اليه والحال وكل المنصوبات، ناهيك عن الهمزات التي توضع في غير موضعها. لا يعرف المجاملات في عمله، يعشق العمل لدرجة المرض، وكثيراً ما يتطوع للعمل الميداني، ولا يطمئن قلبه، لعمل بدأه، فيضطر للمكوث ساعات إضافية حتى ينهي ما بدأه.
منظم في حياته العملية والاجتماعية، ناهيك عن أنه مسكونٌ بمصريته؛ التي عكستها احتفاءه بنجله البكر "أحمد" الذي تخرج من أكاديمية الشرطة المصرية في السنوات الأخيرة في مشهد وطني أبكاه وأبكى الحضور، إلى جانب تخرج نجله الثاني "ساهر" من جامعة الإمارات للطيران متفوقاً على أقرانه، مديناً بالفضل لدولة الإمارات التي قضى بين ربوعها 20 عاماً.
مولع بالحياة الريفية بما تحويه من مساحة خضراء تدخل السرور لنفسه ويتنفس هواءها الصحي، الخالي من أي تلوث، من مشيته يستقر في نفسك انطباع انه كان لاعباً لكرة القدم، ولما لا فهو كان لاعباً بالنادي الإسماعيلي المصري تحت 17 سنة، لعب بجوار خالد القماش، ثم مدرباً لمنتخب منطقة الشرقية تحت 15 سنة.
بدأ حياته العملية بعد تخرجه من كلية التربية في جريدة الراية الليبية لمدة 9 سنوات، في فترة صقلته أدبياً وفكرياً، وساعدته الحياة البدوية "البكر"، التي تتمتع بها الجماهيرية الليبية، في قراءة الكثير من كتب محمد حسنين هيكل، وغادة السمان، إلا أنه تأثر بمدرسة محمد عبدالوهاب مطاوع الشهير بــ "عبدالوهاب مطاوع" صاحب القلم الرحيم الذي يستخدم أسلوبًا أدبيًا راقيًا، وكان يجمع فيه بين العقل والمنطق والحكمة وجراحة القلوب في قالب أدبي رشيق.
يرجع الفضل في تكوين شخصيته، لوالده الحافظ لكتاب الله، موجه اللغة العربية والأديب والشاعر والقاص محمد عطية.
ما ذكرته نبذة قليلة عن الصديق والزميل الكفء يحيى عطية.
وإلى الملتقى في مقالة جديدة للحديث عن زميل آخر.
دار بخلدي سؤال مفاده: لماذا يتم تكريم الموظف في عالمنا العربي عند التقاعد أو التأبين بعد وفاته، فما الفائدة في هذا أو ذاك، ولماذا لا يتم تكريمه كل خمسة أو عشرة أو 15 عاما؟ ووقتها ستكون النتيجة أجمل معنوياً له، بل وتعطي حافزاً لزيادة إنتاجه والإصرار على الالتزام بالعمل.
فتحتُ عدسة عقلي البصرية، وبنظرة بانورامية على كل الزملاء والأصدقاء في صحيفتنا "البيان"، وجدتهم جميعهم يستحقون التقدير، هذا ليس مجاملة أو نفاقاً، بل هو رأي الآخرين فيهم، فموظف البيان يعادل 5 موظفين في مؤسسة أخرى من حيث الإنتاج والمهنية. استعنت بخاصية الزووم في العدسة، وجدت نفسي أميل لمن تعلمت منهم الكثير... كبرّت الزووم أكثر... نظرت لمختلف الأقسام، صرت أتخيل لكل قسم زياً معيناً، يترجم عمله، اقتربت أكثر من قسم أشبهه بالرجل "الشيك" الذي يرتدي بدلة سوداء "سموكن" و"ببيونة" سوداء وهو قسم "الثقافة". استلهمت هذا التشبيه من الكاتب والأديب والشاعر حسين درويش؛ الذي عمل رئيساً لقسم الثقافة سنوات طوال، وكان يعرف بشياكته.. أخذتُ اللقطة..
أعرفه منذ 20 عاماً، دمث الخلق، مثقف جداً، طيب للغاية، قليل الكلام، متواضع، يمتلك مفاتيح اللغة، ويعشق وضع العناوين المناسبة بحكم عمله كــ "ديسك في قسم الثقافة" وكأنه يستلهم لحناً جميلاً، أراه عند دخولي مكتبي في البيان، فإذا رأيت وجهه صافياً كبياض الشمس، استنتج على الفور في جزء من الثانية أنه يستمتع بالمادة التي "يدسكها"، أما إذا رأيته مكفهراً بلون غروب الشمس، أنظر لموضع يده فأجدها ماكثة على أحد مفتاحي "الكيبورد" الــ "Delete" أو "Backspace" لشطب الكلمات المتكررة، في سطر المادة أو في فقرتها، ويبتسم ابتسامة تمكنه من السيطرة على أعصابه والالتزام بهدوئه المعتاد حينما يرى المادة التي بين ناظريه تنصب الفاعل وترفع المفعول والمضاف اليه والحال وكل المنصوبات، ناهيك عن الهمزات التي توضع في غير موضعها. لا يعرف المجاملات في عمله، يعشق العمل لدرجة المرض، وكثيراً ما يتطوع للعمل الميداني، ولا يطمئن قلبه، لعمل بدأه، فيضطر للمكوث ساعات إضافية حتى ينهي ما بدأه.
منظم في حياته العملية والاجتماعية، ناهيك عن أنه مسكونٌ بمصريته؛ التي عكستها احتفاءه بنجله البكر "أحمد" الذي تخرج من أكاديمية الشرطة المصرية في السنوات الأخيرة في مشهد وطني أبكاه وأبكى الحضور، إلى جانب تخرج نجله الثاني "ساهر" من جامعة الإمارات للطيران متفوقاً على أقرانه، مديناً بالفضل لدولة الإمارات التي قضى بين ربوعها 20 عاماً.
مولع بالحياة الريفية بما تحويه من مساحة خضراء تدخل السرور لنفسه ويتنفس هواءها الصحي، الخالي من أي تلوث، من مشيته يستقر في نفسك انطباع انه كان لاعباً لكرة القدم، ولما لا فهو كان لاعباً بالنادي الإسماعيلي المصري تحت 17 سنة، لعب بجوار خالد القماش، ثم مدرباً لمنتخب منطقة الشرقية تحت 15 سنة.
بدأ حياته العملية بعد تخرجه من كلية التربية في جريدة الراية الليبية لمدة 9 سنوات، في فترة صقلته أدبياً وفكرياً، وساعدته الحياة البدوية "البكر"، التي تتمتع بها الجماهيرية الليبية، في قراءة الكثير من كتب محمد حسنين هيكل، وغادة السمان، إلا أنه تأثر بمدرسة محمد عبدالوهاب مطاوع الشهير بــ "عبدالوهاب مطاوع" صاحب القلم الرحيم الذي يستخدم أسلوبًا أدبيًا راقيًا، وكان يجمع فيه بين العقل والمنطق والحكمة وجراحة القلوب في قالب أدبي رشيق.
يرجع الفضل في تكوين شخصيته، لوالده الحافظ لكتاب الله، موجه اللغة العربية والأديب والشاعر والقاص محمد عطية.
ما ذكرته نبذة قليلة عن الصديق والزميل الكفء يحيى عطية.
وإلى الملتقى في مقالة جديدة للحديث عن زميل آخر.