الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دروس في الأخلاق .. التكافل الاجتماعي بقلم:عبد الخالق الفلاح

تاريخ النشر : 2019-02-14
دروس في الأخلاق .. التكافل الاجتماعي بقلم:عبد الخالق الفلاح
                     دروس في الاخلاق ...   التكافل الاجتماعي

التكافل مسؤولية اجتماعية وتعد ركنًا أساسيًا وهامًا في حياة المجتمعات والأفراد، ويتمثل في مساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين بأن يساهم المجتمع بكل مكوناته في توفير حاجاتهم وتخفيف معاناتهم والحد من سقوطهم في التكدي( التسول )، ويتمثل في مساعدة الأيتام وكفالتهم، وفي مساعدة الأرامل وتوفير احتياجاتهن… إلى غير ذلك، يقول تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 71].

واي نجاح للمسؤولية الاجتماعية في اي بلد لا يقتصر فقط على جهد واحد، بل بحاجة لتضافر جميع الجهود من أجل التعاطي الديني والانساني وروح المسؤولية لانجاز العملية والأخذ بزمام المبادرة نحو خلق واقعٍ مغاير للواقع الذي هو فيه وللحقيقة ان العراق يفتقر الى هذه الظاهرة المهمة  واذا كانت موجودة فضعيفة ولا تفي بالغرض ومؤسسة الخدمات الاجتماعية ووزارة العمل لوحدها لايمكن لها اتمام هذه المهمة  واصابتها افاة الفساد المستشري في اكثر المؤسسات الحكومية و الذي عبث بها  لان الدولة كانت غائبة عن مثل هذه النشاطات منذ تاسيس الدولة العراقية سوى المحدودة منها والتي لا تغتفر لها ، أن أساس التكافل هو كرامة الإنسان حيث قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70].

ونحن الان بأمس الحاجة للمسؤول الذي يستطيع ان يقنع كل فردٍ ومواطنٍ بأهمية المسؤولية الاجتماعية، وأن تكون نابعة من ذاته ومزروعة في داخله حتى تتوحد هذه الجهود في بناء منظومة اجتماعية يشارك فيها الكل على ان نجعلهم يشعرون بأنهم أعضاء فاعلين ولديهم القدرة على تحمل أعباء الواقع بروح طيبة، وإلا سيصبحون عندئذ أفرادًا عاجزين لا يتمتعون سوى بالكسل والعجز والاستجداء الغير المجدي من الآخرين لمساعدتهم وإنقاذهم من الواقع السلبي الذي هم فيه ، ويتحولون تدريجيًا عبر الزمن إلى مجرد هياكل بشرية تتلقى المعونات والمساعدات الإنسانية من أجل الاستمرارية في الحياة فقط، بعيدًا عن أي مبادرة او جهد أو استشعار داخلي بأهمية المسؤولية كمفهوم والشعور يجب أن يكون له تأثيرٌ فعلي على أرض الواقع. 

كما أن الشبكات المسؤولة من الجمعيات الاجتماعية مطالبة أكثر من أي جهة اخرى بتفعيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية في تقديم الممكنات عن طريق قنوات المجتمع المختلفة للوصول إلى الأهداف التي من شأنها أن تحقق العدالة الاجتماعية لكافة طبقات افراد المجتمع دون استثناء الذي يضم الجميع، وحتى تؤدي المجموعات العاملة هذه الوظيفة بشكل جيد يفترض أن تدخل في شراكات محدودة مع مختلف الأطراف وتحديد المسار الموجه نحو إدراج اهتماماتها بالمسائل الاجتماعية والبيئية والأخلاقيات واحترام حقوق الانسان والمستهلك، سواء في أنشطتها التشغيلية أو في وضعها لاستراتيجيتها ولتحقيق شعار اليوم العالمي للمسؤولية الاجتماعية وهو "القضاء على الجوع.. هدفنا ". ومن ثم تأتي المسؤولية الاجتماعية على مستوى الدولة في الأخذ بزمام المبادرة في تحمل المسئوليات الملقاة على عاتقها، وهذا يعني أن تتحمل السلطة السياسية والإدارية مسؤوليتهما في الإشراف على تأمين كافة الاحتياجات اللازمة للمواطنين ومساعدتهما. ومن هنا كذلك لا يمكن الحديث عن المسؤولية الاجتماعية بدون الحديث عن أخلاقيات أفراد وجماعات ومؤسسات المجتمع في التعامل مع المسؤولية الاجتماعية في الإطار الإنساني الذاتي والذي ينبع من مدى احترامهم لهذا المبدأ الإنساني، والذي من أجله نهضت مجتمعات وتقدمت بفعل أواصر الترابط والتماسك السائد بين أفراد المجتمع الواحد.

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف