المعاناة مستمرة
بقلم: ربحي أحمد الطيماوي
قلنا سابقاً إن الحالة السياسية الفلسطينية تعيش مرحلة من أسوأ مراحلها حيث الفرقة والانقسام والاتهامات بالتخوين والشتم علناً على الفضائيات المختلفة من قبل الجميع هذه المرحلة تنشط فيها قوى الردة والعمالة ودعاة الاستسلام ورموز السمسرة ورموز الطابور الخامس الذين يعملون على أن تبقى الأوضاع كما هي لجني المكاسب والأرباح والحفاظ على مواقعهم....حالة تتراجع فيها الحدود الدنيا لمطالب شعبنا إلى لا شيء إلى صفر أهداف يمكن أن تتحقق بفعل هذه الحالة السياسية المتردية ...العدو الصهيوني حقق في فترة الانقسام أكثر أهدافه وخصوصاً في الضفة الغربية حيث استباحها واستباح كل شبر فيها وأقام عشرات المستوطنات ليخلق واقعاً يعمل لصالحه مهيناً السلطة ورموزها وضارباً عرض الحائط بأوسلو الذي ما زالت السلطة متمسكة به ولا ينفذ منة غير بند التنسيق الأمني من قبل السلطة هذا بالإضافة تحويل الصراع مع العدو الصهيوني إلى صراع مع حماس على السلطة والمنافع والمغانم....
وبفعل هذه الحالة السياسية قطاع غزة محاصر من كل الجهات ويفتقد كل مقومات الحياة والجهات التي تحاصره معروفة لدى شعبنا ولا تحتاج إلى ذكاء لمعرفتها ورغم ذلك وبسبب تلك الحالة السياسية (القذرة) لا السلطة ولا حماس يضعون مصالح شعبهم في مقدمة برامجهم فالسلطة تضع استسلام حماس لها بالكامل شرطاً للمصالحة وحماس تصر على أن يكون لها موقع كبير في السلطة كشرط أيضاً للمصالحة...بين السلطة وحماس يقع شعبنا فريسة للعدو الصهيوني وللقتل والإعتقال وللجوع والمرض وإفتقار الدواء والكهرباء والموت على المعابر والكارثة لا أحد يهتم من قبل السلطة وحماس والفصائل التي ينطبق عليها قول ( شاهد ما شفش حاجة )...
شعبنا الفلسطيني يتحمل فوق طاقاته في الضفة والقطاع والغضب مما يجري وصل إلى حدوده القصوى ولا نغالي إذا قلنا بأن شعبنا ستأتي اللحظة التي يتحرك فيها ليحرق تلك الحالة السياسية المخزية ويحرق تلك الأصنام ألتي أوصلته إلى هذه المرحلة وتاجرت بشهدائه ودمائه ومناضليه وتاريخه المجيد .
إن التخلص من هذه الحالة يعرفها الجميع وخصوصاً اولئك المتنفذين بالقرار والعباد..
إن التخلص من هذه الحالة يتطلب إنهاء حالة الإنقسام فوراً والعودة إلى منظمة التحرير كممثل وحيد لشعبنا والعودة إلى ميثاقها وتكريس خيار المقاومة بعد الإذلال المستمر بالمطالبة بالمفاوضات.
• كاتب من فلسطين متخصص في الشأن الفلسطيني