الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القيامة تنهض مبكراً بقلم:ضياء محسن الاسدي

تاريخ النشر : 2019-02-09
القيامة تنهض مبكرا
______________ : ضياء محسن الاسدي
(( انتشرت وحدتنا الطبية العسكرية ( وحدة الميدان الطبية ) على مساحة مربعة من الأرض في وسط الصحراء الموحشة الخالية من الحياة الطبيعية سوى بضعة جنود منتشرين هنا وهناك جاهزين لكل حالة طارئة الممتدة بين حفر الباطن السعودية وجنوب البصرة حيث كنا نفترش الرمال نهارا في داخل المواضع والسواتر الترابية كأننا نبني قبورنا ونحن أحياء وكلما زاد عمق الموضع زاد الأمان فيه . أسدلت السماء ستارها الحالك في ظلمته على الأرض ورمالها الناعمة لتواري قرص الشمس البرتقالي بمنظر مهيب ومخيف وهي تسلمه إلى حقيبة الأفق البعيد لصباح آخر ونهار جديد حيث يبدأ دوي أطلاق النار وأصوات المدافع والقنابل تدك الأرض من تحت أقدامنا وهي تخلع القلوب من مكانها بين الحين والآخر كنا نموت في كل لحظة والشهادة لا تفارق حناجرنا لها طعم مرارة الموت على لساننا وأزيز الطائرات بأسرابها تشق عنان السماء ليلا ونهارا لا تكاد أن تهدأ ولو لساعة واحدة ذهابا وإيابا . الظلام شديدا في ساعات الليل حيث لا نكاد نرى يدنا وهي أمام وجهنا . أن المسير إلى واجباتنا الليلية للحراسة نتلمس أسلاك الهواتف السلكية الممتدة على الأرض بشبكتها العنكبوتية بين المواضع والمقر تأخذنا إلى نقاط الحراسة المتوزعة على حدود وحدتنا الطبية . كانت الساعة الثانية من فجر أحدى الليالي الموحشة والمخيفة تقشعر لها الأبدان وتصك معها الأسنان من البرد القارص من كانون الثاني لعام ( 1991 ميلادية ) أسقطت طائرات التحاف الدولي ما تيسر من قذائفها الصاروخية والحاويات العنقودية المحرمة على وحدتنا بالتحديد حيث الأصوات أخذت تخترق المسامع وتصمها والأضواء تعمي الأبصار من شدت الانفجار وألسنة النيران تأكل كل شيء كأن الجحيم تلقي بشررها علينا ولظاها يصهر ما تحتها من بشر وبدر . والحرائق في كل موضع يقع عليه بصرنا والصراخ يتعالى وساد الهرج والمرج بين المقاتلين والضباط الناجين من هول الواقعة وهذه الحمم السماوية . لقد بلغت الأرواح الحلقوم وتجمدت الدماء في العروق وتوقفت الأنفاس في الصدور عن الحركة من شدت الرهبة والخوف لهذا المنظر الرهيب الذي لم نشهده سابقا بعدها مزق السكون المطبق أصوات الجنود المتعالية لطلب النجدة والمتحصنين داخل المواضع مع الشهداء والجرحى وأكداس التراب المتراكم فوق الجثث والأجسام وتلك الجثث المتناثرة الأوصال أنه لمنظر بشع جدا كأن القيامة قامت ونهضت مبكرا قبل موعدها ووضعت الموازين وجفت الأقلام ونشرت الصحف للحساب . أن هذا المنظر الذي لن أنساه أبدا فهو محفور في الذاكرة لا يوصفه قلم ولا يُخط على قرطاس من الألم والقسوة أستذكرها وأنا أسأل نفسي لماذا ولِمَ كل هذا ونحن نفقد الأحبة والأصدقاء في كل موقعة من هذه الحروب المُدَمِرة التي خضناها فالأجوبة بقية مدفونة تحت طيات كتاب الحروب وصانعيها والمتاجرين بها وما نحن إلا وقودا لهذه الأتون المستعِرة في بلداننا بين الحين والآخر ) ضياء محسن الأسدي
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف