
كنتُ مع الرئيس
محمد حسب
لندن
مطلع عام ٢٠١٤ وفي العاصمة الفرنسية باريس التقيت رئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي في مقهى نسبريسو بوتيك في شارع الشانزليزيه ولم يكن يشغل وقتها منصب حكومي رغم انه كان نائبا لرئيس الجمهورية واحد اقطاب الحركة السياسية في العراق.
كان مرتدياً ملابس نصف رسمية ويبدو وكأنه أوربي الهيئة، معطف طويل اسود مع وشاح رصاصي غامق وجينز لا اتذكر لونه. وبرفقته ثلاثة اشخاص احدهم فرنسي وعرفت ذلك خلال تكلمه الفرنسي بطلاقة والاثنان الآخران اوربيان ولكن لست متأكدا من جنسيتهما. وكأي طالب علم في المهجر لما يرى ابن بلده وهو متعطش للغته وثقافة ابناء جلدته ذهبت فسلمتُ عليه ومن معه بالفرنسية ثم حييته على انفراد بالعربية وبالتحديد باللهجة العراقية :(شلون الصحة سيد؟) فسألني : ( هل انت عراقي؟) واجبت بنعم فرحب بيّ ودعاني للجلوس معهم، اثناء ذلك غادر الأوروبيان وبقى السيد عبد المهدي ورفيقه الفرنسي، بدءنا نتبادل الاسئلة لمدة لا تزيد عن النصف ساعة ثم انصرف وصديقه بعد ان اعطاني رقم هاتفه وعرض عليّ المساعدة ان كنت بحاجة لها، فشكرته لحسن لحفاوته وترحابه.
كان متذمراً، يتحدث عن سراق الوطن، وعن المليشيات التي لا لجام يكبح فرسها الجامح، وعن الأخطار التي لربما تأتي العراق ( وجائت على هيئة داعش)، باختصار حديثه لم يختلف عن اي عراقي يعاني ازمة وطن، لكنه كان يخاطب أجنبياً على عكس بقية العراقيون حين يتذمرون بعضهم لبعض.
وراحت تلك الايام وانقضت حتى تسنم منصب وزير النفط، وهي اهم وزارة في العراق لما لها من ثقل اقتصادي يتحكم في القرار السياسي والأمني والمعيشي في الوطن، وللاسف لم يظهر مختلفا عن سابقيه الا بكونه فرنسي الجنسية. وذهبت تلك السنين وبارك الله امره حتى صار رئيس وزراء العراق!
وها هو اليوم يدخل شهره الرابع من استلامه عرش الحكومة العراقية ولا يزال الواقع ذاته، والأمور تتجه نحو الاسوء، والوطن يكاد يُغتصب مرة اخرى، من قبل من؟! لا اعرف. ربما هو يعرف كوني عرفته محللا جيدا للوضع العام.
سؤال اوجهه له، هل تحاول ان تبني لنا شارعاً يشبه الشانزليزيه من حيث الجمال والأهمية السياحية والاقتصادية؟ ام ان دولتكم تحاول كسب رضا الناس برفع الكتل الكونكريتية؟ واين الكادر الحكومي المختص الذي كنت تنادي به؟ ومتى سنرى زهور عملك تتفتح او نشم رائحته؟
سيدي.. الانسان العراقي اصبح اكثر نضجاً وبدأ يفكر، لسنا بحاجة الى دعاية، ولا فتل عضلات، بقدر ما نحن بحاجة تشديد الرقابة على الفاسدين ومحاسبتهم وقطع ايدي السراق وما اكثرهم في حكومتكم الرشيدة. مع شكري لحسن ضيافتكم في فرنسا قبل أعوام.
محمد حسب
لندن
محمد حسب
لندن
مطلع عام ٢٠١٤ وفي العاصمة الفرنسية باريس التقيت رئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي في مقهى نسبريسو بوتيك في شارع الشانزليزيه ولم يكن يشغل وقتها منصب حكومي رغم انه كان نائبا لرئيس الجمهورية واحد اقطاب الحركة السياسية في العراق.
كان مرتدياً ملابس نصف رسمية ويبدو وكأنه أوربي الهيئة، معطف طويل اسود مع وشاح رصاصي غامق وجينز لا اتذكر لونه. وبرفقته ثلاثة اشخاص احدهم فرنسي وعرفت ذلك خلال تكلمه الفرنسي بطلاقة والاثنان الآخران اوربيان ولكن لست متأكدا من جنسيتهما. وكأي طالب علم في المهجر لما يرى ابن بلده وهو متعطش للغته وثقافة ابناء جلدته ذهبت فسلمتُ عليه ومن معه بالفرنسية ثم حييته على انفراد بالعربية وبالتحديد باللهجة العراقية :(شلون الصحة سيد؟) فسألني : ( هل انت عراقي؟) واجبت بنعم فرحب بيّ ودعاني للجلوس معهم، اثناء ذلك غادر الأوروبيان وبقى السيد عبد المهدي ورفيقه الفرنسي، بدءنا نتبادل الاسئلة لمدة لا تزيد عن النصف ساعة ثم انصرف وصديقه بعد ان اعطاني رقم هاتفه وعرض عليّ المساعدة ان كنت بحاجة لها، فشكرته لحسن لحفاوته وترحابه.
كان متذمراً، يتحدث عن سراق الوطن، وعن المليشيات التي لا لجام يكبح فرسها الجامح، وعن الأخطار التي لربما تأتي العراق ( وجائت على هيئة داعش)، باختصار حديثه لم يختلف عن اي عراقي يعاني ازمة وطن، لكنه كان يخاطب أجنبياً على عكس بقية العراقيون حين يتذمرون بعضهم لبعض.
وراحت تلك الايام وانقضت حتى تسنم منصب وزير النفط، وهي اهم وزارة في العراق لما لها من ثقل اقتصادي يتحكم في القرار السياسي والأمني والمعيشي في الوطن، وللاسف لم يظهر مختلفا عن سابقيه الا بكونه فرنسي الجنسية. وذهبت تلك السنين وبارك الله امره حتى صار رئيس وزراء العراق!
وها هو اليوم يدخل شهره الرابع من استلامه عرش الحكومة العراقية ولا يزال الواقع ذاته، والأمور تتجه نحو الاسوء، والوطن يكاد يُغتصب مرة اخرى، من قبل من؟! لا اعرف. ربما هو يعرف كوني عرفته محللا جيدا للوضع العام.
سؤال اوجهه له، هل تحاول ان تبني لنا شارعاً يشبه الشانزليزيه من حيث الجمال والأهمية السياحية والاقتصادية؟ ام ان دولتكم تحاول كسب رضا الناس برفع الكتل الكونكريتية؟ واين الكادر الحكومي المختص الذي كنت تنادي به؟ ومتى سنرى زهور عملك تتفتح او نشم رائحته؟
سيدي.. الانسان العراقي اصبح اكثر نضجاً وبدأ يفكر، لسنا بحاجة الى دعاية، ولا فتل عضلات، بقدر ما نحن بحاجة تشديد الرقابة على الفاسدين ومحاسبتهم وقطع ايدي السراق وما اكثرهم في حكومتكم الرشيدة. مع شكري لحسن ضيافتكم في فرنسا قبل أعوام.
محمد حسب
لندن