الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مصطفى العكاوي: فلنضح بالحياة لا بالشرف بقلم:عبد الناصـر عوني فروانـة

تاريخ النشر : 2019-02-04
مصطفى العكاوي: فلنضح بالحياة لا بالشرف بقلم:عبد الناصـر عوني فروانـة
"الاعتراف خيانة" شعار رفعته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ أكثر من ثلاثة عقود، فأدرجته ضمن أدبياتها ونشراتها الداخلية، ورددته قياداتها مراراً، وسمعناه من رفاقها وأعضائها كثيراً داخل السجون وخارجها.

ولم تكتفِ الجبهة برفع الشعار، بل ترجمته واقعاً عملياً في أقبية التحقيق، ولقد شهدنا في السجون إجراءات عقابية صارمة، تقع بحق العديد من القيادات الجبهاوية التي أخلت بهذا الشعار، بل إن بعضهم كان من ذوي المراتب العليا في التنظيم والحزب. ومع الوقت تحول هذا الشعار إلى ممارسة مستمرة، واساسي ثقافي راسخ.

هكذا أسست الجبهة الشعبية لفلسفة المواجهة خلف القضبان، فعززت من ثقافة الصمود في أقبية التحقيق. وإنه لمن الحق أن نعترف للجبهة بذلك. ومن حقها أن تفخر بما أسسته، وبما قدمه رفاقها من نماذج تُحتذى.

هكذا أضحى الصمود في أقبية التحقيق قاعدة لدى رفاق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. حيث تم اعتبار الاعتراف "استثناء، غير مبرر وغير مقبول. وهكذا كان لابد أن تدفع الجبهة ثمن هذا الشعار والتطبيق، فيقع الشهداء في صفوفها، خلال تعذيبهم في أقبية التحقيق. وكان من أبرز هؤلاء الشهيد الأسير "مصطفى العكاوي".

"مصطفى عبد الله العكاوي، ابن مدينة القدس المحتلة، واحد من الذين انتموا للثـورة منذ نعومة أظافره، فتتلمذ على أيدي عمالقة الثورة، ودرس في مدرسة "الحكيم" وتخرج من جامعات السجون، فأحسن التعلم وأتقن الممارسة، وأجاد لغة المواجهة في غياهب السجون وزنازينها المعتمة، وانتصر في أصعب اللحظات على السجان.

صمد مصطفى ولم يعترف، رغم كل ما مورس بحقه من صنوف التعذيب، وفضّل الاستشهاد، على أن يعترف ويبقى على قيد الحياة. فاستشهد وبقيّ حيا بين رفاقه في الجبهة، وفي قلوب أبناء شعبه. فخلد في ضمير فلسطين والرفاق، إذ جسّد مقولة المناضل الأممي التشيكي "يوليوس فوتشيك": اذا كان ولا بد من التضحية لأجل الوطن، فلنضح بالحياة وليس الشرف.

ولد الشهيد "مصطفى العكاوي" في القدس، عام 1957، متزوج ولديه ابن اسمه "عبد الله". واعتقل من قبل عدة مرات. من منزله في ضاحية البريد شمال مدينة القدس. وفي الثاني والعشرين من كانون ثاني/يناير عام 1992 اعتقل مصطفى المرة الأخيرة، في إطار حملة هي الأشرس والأوسع لأعضاء وقيادات الجبهة الشعبية.

كان مصطفى قد تسلح. إلى جانب شعوره بعدالة قضيته. بإلمام كامل بأساليب التحقيق، فسّخر كل ذلك في معركته، وتمكن بذلك من تسطير ملحمته الخاصة، وملحمة الشعب الفلسطيني عامة، ملحمة الانتصار، فنال الشهادة في زنازين سجن الخليل، في الرابع من شباط/فبراير من العام ذاته. فصان شرفه وشرف الجبهة الشعبية وشرف فلسطين.

وإنني في هذه المناسبة لأجدد دعوتي لكافة الفصائل الفلسطينية، بإعادة النظر في ثقافتها وبرامجها التعبوية، للاستفادة من تجارب الصمود السابقة، بما يؤسس لمنظومة متكاملة تجمع ما بين ثقافة النضال والاستشهاد والاعتقال في آن واحد، مع التركيز على أهمية الصمود في أقبية التحقيق في حال الاعتقال، لما لذلك من ضرورة وطنية ملحة تكفل الحفاظ على المعلومات التي يمتلكها المناضل وعدم البوح بأسرار المقاومة وفصائلها ورموزها.

لاشك بان الصمود ممكن، كما أن احتمالات الانتصار متوفرة، خصوصاً مع هذه المئات من التجارب الفردية والجماعية، التي يمكن أن تُسجل هنا، وتشكل بمجموعها نماذج رائعة. فالمناضل المصقول قبل خوض تجربة التحقيق، يمكنه الصمود في أقبية التحقيق.

تحية اجلال وإكبار للشهيد الأسير مصطفى العكاوي في ذكرى استشهاده.

وتمر قوافل الأبطال إما إلى القبور و إما إلى السجون
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف