
دراسة بريطانية نشرتها السي ان ان........جرائم قتل مروعة وراء التغير المناخي في القارة الامريكية
د. سمير مسلم الددا
في المقال السابق أوضحنا بالوقائع التاريخية ان الولايات المتحدة الامريكية منذ نشأتها قبل قرنين وثلاثة عقود تقريبا دأبت على نشر القتل والشر والخراب في كافة ربوع الارض, وبدأت عهدها الغير ميمون بقتل عشرات ملايين من الهنود الحمر اصحاب الارض الحقيقيين, وهذه الجريمة كان موضوع دراسة بريطانية نشرتها "سي إن إن" امس الاول الجمعة 01/02/2019 )
وأشارت الدراسة الى أن المجازر المروعة بحق الهنود الحمر الناتجة عن الاستعمار الأوروبي للقارة الأمريكية تسببت في ازدياد برودة مناخها مُرجحةً أن قتل 56 مليون شخص من السكان الأصليين نتيجة الحروب والأمراض التي نقلها الأوروبيون معهم أدّى إلى إهمال مساحات زراعية شاسعة ونتيجة ذلك استهلاك الأشجار والنباتات مستويات متزايدة من ثاني أكسيد الكربون مُتسببة في انخفاض ملحوظ في درجة حرارة الأرض.
يقول البروفيسور مارك ماسلين استاذ الجغرافيا في "يونيفرسيتي كوليدج لندن" وهو أحد ابرز المشاركين في الدراسة "إن قبل هذه الدراسة، كان بعض العُلماء يرجحون أن الظواهر الطبيعية هي التي أدّت إلى هبوط درجات الحرارة بين القرنين الـ 15 والـ 16 والتي تُسمّى بـالعصر الجليدي الصغير في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ولكن من خلال الجمع بين الأدلة الأثرية والبيانات التاريخية وتحليل ودراسة نسبة الكربون الموجودة في جليد القارة القطبية الجنوبية، أكد الباحثون أن إعادة زراعة المنطقة التي تزامنت مع وصول الأوروبيين هي العُنصر الرئيسي الذي ولّد البرد وتسبب بهبوط درجات الحرارة".
وأكد البروفيسور ماسلين لشبكة سي إن إن: "استطعنا لأول مرة أن نجمع كل معلوماتنا تؤكد أن السبب الوحيد وراء العصر الجليدي الصغير هو القتل الجماعي الذي راح ضحيته ملايين الهنود الحمر السكان الأصليين في القارة الأمريكية".
ويتابع البروفيسور البريطاني أن الدراسة تجاوزت علوم المناخ وجعلتهم يبحثون في الجغرافيا والتاريخ، لافتاً إلى أن عدد القتلى ساهم بشكل مُباشر وكبير في "نجاح" الاقتصاد الأوروبي.
وقال إن الموارد الطبيعية والأغذية المشحونة التي وصلت من "العالم الجديد"، بحسب تعبيره، ساعدت سكان أوروبا على التوسع وأتاحت لهم فرص التوقف عن الزراعة وبدء العمل في مجالات صناعية للحصول على الأموال.
وأضاف: "الشيء الغريب حقاً هو أن هجرة سكان القارة الأمريكية سمحت للأوروبيين بالسيطرة على العالم، رُبما عن غير قصد". ولفت إلى أن الهجرة سمحت بالثورة الصناعية وسمحت للأوروبيين بـ "مواصلة" السيطرة على العالم.
يقول باحثو الجامعة البريطانية أنهم قد درسوا بيانات السكان مُنذ عام 1492 للتعرف على تأثيرات الحروب عليهم، وإن تحليلهم لنسبة الكربون الموجودة في القارة مكّنتهم من الكشف عن نسبة ثاني أكسيد الكربون الموجودة في غلافها الجوي منذ قرون, وما الاثر الذي تركه مقتل عشرات الملايين على تغيير هذه النسبة.
أخر الكلام:
الشر التي تتميز به هذه الدولة الظالمة لم يقتصر على ابادة شعب كامل قوامه ملايين البشر قبل اكثر من مئثتين سنة, ها هي اليوم تتدخل بفظاظة في شؤون دولة مجاورة لها, فتناصب قيادتها الشرعية العداء, وتطالب بصلف رئيسها المنتخب من قبل الشعب بالرحيل, لا بل تدعم بكل الوسائل خصمه المعارض بوقاحة قل نظيرها, مبررة ذلك بأنها تناصر الديمقراطية وتقف ضد الدكتاتورية وباستخفاف مكشوف لعقول العالم, والمضحك المبكي ان رئيس الولايات المتحدة يجاهر ليل نهار بدعمه وحمايته لمعظم (ان لم يكن كل) الانظمة الراديكالية وأسوأها في العالم.
أخر ما يحب ان تتحدث عنه الولايات المتحدة هو الديموقراطية والعدالة وحقوق الانسان, فهذه مجرد كليشيهات جوفاء تستعملها للانقضاض على الانظمة الوطنية في العالم للسيطرة عليها واسقاطها, اذ ان مصالح هذه البلدان تقتضي من هذا الانظمة تسخير مقدرات وثروات بلدانهم لبرامج التنمية والتطور, وهذا في حد ذاته مناقض للمصلحة الامريكية التي تتطلع للاستيلاء على ثروات تلك البلدان من خلال تنصيب انظمة هشة عميلة تسهل لها ذلك, وهذا ما يجري الان في فنزويلا الذي تتربع على اكبر احتياطي من النفط في العالم, وهذا هو السبب الحقيقي الذي يدفع الولايات المتحدة للتدخل في فنزويلا وفق تصريحات وقحة ادلى بها يوم الجمعة الماضي مستشار الامن القومي الامريكي جون بولتون.
وجاءت تصريحات بولتون تأكيدا لما صرح به الاربعاء الماضي الرئيس الفنزويلي مادورو قائلا: " أنّ الهدف الرئيسي للولايات المتحدة الأميركية في فنزويلا هو الحصول على النفط والموارد الأخرى.
وأوضح مادورو في حديثٍ لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "هناك في الواقع عدة أسباب للتدخل الامريكي في بلادنا، السبب الرئيسي هو الحصول على النفط الفنزويلي، لأن لدينا أكبر احتياطي من النفط المعتمد في العالم، ونعتمد ما سيكون أكبر احتياطي من الذهب في العالم، ولدينا رابع أكبر احتياطي للغاز في العالم، ولدينا احتياطيات كبيرة من الماس، واحتياطيات ضخمة من مياه الشرب، والألمنيوم، والحديد، والكولتان ".
العارفون بشؤون الادارة الامريكية الحالية وشجونها والمتابعون لسياساتها من السهل جدا ان يدركوا ان السبب الحقيقي الذي يدفع الولايات المتحدة للتدخل في فنزويلا هو إسقاط رئيسها المنتخب نيكولاس مادورو وتنصيب شخص موال لهم (الامريكان) يسهل ابتزازه كونهم هم الذين نصبوه وهم من يقوموا بحمايته, وبالتالي الحصول على الثروات الفنزويلية بسهولة ويسر تحت سمعه وبصره بدون ان يستطيع ان ينبس ببنت شفة, ولكن لو كان لدى هذا الشخص اي حس وطني او سياسي لادرك تماما الحقيقة الدامغة وهي اينما حلت الولايات المتحدة فيحل الدمار والخراب وله اوضح مثال على ذلك في كل من العراق وسوريا وليبيا والصومال واليمن وغيرها الكثير, فكلها تحولت الى دول فاشلة بفضل التدخل الامريكي الذي لم يهدف الا الى الاستيلاء على مقدرات الشعوب وأقواتها ولتذهب دولهم بعد ذلك الى الجحيم, الشعب الفنزويلي الثائر الصابر قطعا يستحق حياة افضل وقطعا لا يستحق السقوط تحت نير الظلم الامريكي, فأينما تجد الولايات المتحدة فلا عدل ولا اخلاق.