
بسم الله الرحمن الرحيم
صدفة تحمل في طياتها حلم
ولاء العاني
تقدم احد الشباب بخطى ثابتة بعد أن اجتاز الشارع مسرعا نحو السيارة التي توقفت بالقرب من مركز مدينة بغداد ليساعد رجلا لاستبدال الإطار المثقوب ... انهمك بكل جدية وعمل بصمت حتى أتم الأمر فشكره الرجل . رد عليه السلام وطلب منه شيئا لم يكن يتوقعه ...دكتور ممكن توافق على أمر نقلي من المعهد الذي ظهر اسمي فيه بعد نتائج القبول للدراسة بالجامعات والمعاهد العراقية ؟أجابه : وهل عرفت من أكون ؟قال : بالتأكيد ولهذا قلت في نفسي هذه أفضل فرصة . وهذا يعني ساعدتني فقط لأجل هذا . رد الدكتور ضاحكا لا والله أبدا لكن ظرفي صعب جدا فأنا وحيد أمي ولدي ٣ أخوات ووالدي متوفي وأنا رجل البيت من بعده . وحالتنا المادية ضاقت بسبب الحصار الظالم . وأريد البقاء لأجل كل هذا ... إذا بإمكانك أن تزورني في مكتبي وسأعطي لمدير المكتب خبر بقدومك واتمم لك كل الإجراءات . فضلا وبركة من الله لو وقعت لي ورقة الآن لانطلق عائدا إلى أهلي أبشرهم .... لكنني لا احمل أي ورقة معي .... أخرج الشاب قصاصة صغيرة من جيب السروال وقدمها للوزير ...وقع الأخير عليها وذيلها بعبارة يتم نقله إلى المعهد الذي يرغب ثم أعطاها للطالب وقال له عليك الذهاب حالا إلى مدير مؤسسة المعاهد ليكمل لك باقي الأمر ...هكذا هم رجالات الوطن وأيامهم الذهبية وهكذا تعامل وزير التعليم العالي الدكتور عبد الرزاق الهاشمي مع شابا عراقيا ساقه القدر إثر تعطل المركبة التي يستقلها دون سائق أو حماية بالقرب من كراج العلاوي مركز الحافلات الرئيسي والذي يقع وسط العاصمة .