
السـَّـــــــعَادَةُ
قيل في معنى السعادة أنها حالة ارْتياحٍ تامٍّ وشُعورٍ داخليٍّ عميقٍ بالرِّضَى والقَناعة والسُّرور والاِنْبِساط، وقيل هي طِيْب النَّفس وصلاح الحال، وهي ضدّ الشَّقاوَة. وقيل أنها شعور الإنسانِ بالرضا والفرح والارتياح، وراحة الضمير والبال، نتيجة لاستقامة السلوك المدفوع بقوة الإيمان.
والسعادة الحقيقية هي في وصول الإنسان إلى حالة الرضى عن نفسه، وأن يكون ظاهر أقواله وأفعاله مطابقا لما في باطنه، وعلى المنهج القويم الذي سنّه الله تعالى لعباده.
إذا أراد الإنسان السعادة في الدنيا والآخرة، فعليه بطاعة واهب السعادة - الله سبحانه وتعالى- والتقرب إليه بالطاعات، وفعل الخيرات، للوصول إلى محبته، فيفيض عليه بجوده وكرمه ورحماته فينشرح الصدر، ويطمئن القلب ويهنأ البال، ويُهيأ الله تعالى أسباب العيش الكريم للإنسان فيعيش في الدنيا سعيدًا، وينال سعادة الآخرة التي وعدها الله لعباده المؤمنين.
إنّ السعادة للقلب الصافي التقي صاحب العمل الصالح النقي، فالعبد الصالح التقي جمع الله عليه أمره وجعل غناه في قلبه، يرضى بالرزق القليل ويحمد الله عليه، وإن رزقه الكثير حمد الله عليه، وأنفقه في مرضاته وسعد بنفع غيره من نعمة الله عليه.
إنّ المؤمن الذي يتقي الله تعالى ويعمل صالحًا يعيش سعيدا في الدنيا، ويُسهّل الله عليه موته، ويُنعِّمه في قبره، ويُدخله الجنّة في الآخرة. قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ النحل97. ومعنى الحياة الطيّبة في الآية: حياة القلب، وسعادته، وانشراحه، وإذا رُزق شيئا من متاع الدنيا فيكون حلالا يقنع به، وعلى ذلك جاءت أقوال المفسرين.
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا، وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم من ذكر أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وأنّ هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله، بأن يُحييه الله حياةً طيّبةً في الدنيا، وأن يُجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة، والحياة الطيّبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت، وقد روي عن ابن عباس وجماعة رضي الله عنهم أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه فسّرها بالقناعة، وكذا قال ابن عباس وعكرمة ووهب بن منبه رضي الله عنهم، وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهم أنها السعادة) اهـ.
قال تعالى:﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾طه124، وهذا وعيد شديد لمن أعرض عن ذكر الله تعالى وعن طاعته، ولم يؤدّ حق الله تعالى، تكون له معيشة ضنكا، وإن كان في مالٍ كثير وسِعة، ولوكان ذا جاه وسلطان، لما يقع في قلبه من الضيق والحرج والمشقة، ثم يحشره الله يوم القيامة أعمى.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: ("وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي" أي: خالف أمري، وما أنزلته على رسولي، أعرض عنه وتناساه، وأخذ من غيره هداه، "فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا"، أي: في الدنيا، فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق حرج لضلاله، وإن تنعم ظاهره، ولبس ما شاء وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فإنّ قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى، فهو في قلقٍ وحيرةٍ وشكٍّ، فلا يزال في ريبةٍ يتردّد، فهذا من ضنك المعيشة. قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهم: "فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا" قال: الشقاء، وقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنه : "فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا"، قال: كلُّ مالٍ أعطيته عبدًا من عبادي قلّ أو كثر، لا يتَّقِيني فيه، فلا خير فيه، وهو الضنك في المعيشة، ويقال: إنَّ قومًا ضلالا أعرضوا عن الحق، وكانوا في سعة من الدنيا مُتكبِّرين، فكانت معيشتهم ضنكا، وذلك أنهم كانوا يرون أنّ الله ليس مخلفا لهم معايشهم، من سوء ظنّهم بالله والتكذيب، فإذا كان العبد يُكذب بالله، ويُسيء الظن به والثقة به اشتدت عليه معيشته ، فذلك الضنك) اهـ.
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ * وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين﴾ فصلت 30-33.
قال ابن كثير في تفسيره: ("نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ"، أي: تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار: نحن كُنَّا أولياءكم، أي: قُرنائكم في الحياة الدنيا، نُسَدِّدكم ونوفِّقكم، ونحفظكم بأمر الله، وكذلك نكون معكم في الآخرة نُؤنس منكم الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونُؤمِّنكم يوم البعث والنشور، ونُجاوز بكم الصراط المستقيم، ونُوصلكم إلى جنَّاتِ النعيم. "وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ"، أي: في الجنّة من جميع ما تختارون مما تشتهيه النفوس، وتقر به العيون، "وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ" أي: مهما طلبتم وجدتم، وحضر بين أيديكم أي كما اخترتم، "نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ"، أي: ضيافة وعطاء وإنعاما من غفور لذنوبكم، رحيم بكم رؤوف) اهـ.
إنّ من خاف الله تعالى وأطاعه واستقام، وطهّر قلبه بالذكر والصّلاة والسّلام على خير الأنام صَلَّى الله عليه وسَلَّم، وعمل الأعمال الصالحة النقيَّة وسعى في الخيرات، نال السعادة والهناء في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون﴾ البقرة 112.
قال تعالى: ﴿وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الأنعام 48.
قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الأعراف 35.
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون﴾ البقرة 277.
قال تعالى: ﴿يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ﴾ الزخرف 68- 69.
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ الحج 38.
وقال تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ يونس 62-64.
اللّهم صلّ وسلّم على خير البريّة وأزكى البشرية سيّدنا محمد رحمة الله للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
[email protected] الحبيب خميس بوخريص.
قيل في معنى السعادة أنها حالة ارْتياحٍ تامٍّ وشُعورٍ داخليٍّ عميقٍ بالرِّضَى والقَناعة والسُّرور والاِنْبِساط، وقيل هي طِيْب النَّفس وصلاح الحال، وهي ضدّ الشَّقاوَة. وقيل أنها شعور الإنسانِ بالرضا والفرح والارتياح، وراحة الضمير والبال، نتيجة لاستقامة السلوك المدفوع بقوة الإيمان.
والسعادة الحقيقية هي في وصول الإنسان إلى حالة الرضى عن نفسه، وأن يكون ظاهر أقواله وأفعاله مطابقا لما في باطنه، وعلى المنهج القويم الذي سنّه الله تعالى لعباده.
إذا أراد الإنسان السعادة في الدنيا والآخرة، فعليه بطاعة واهب السعادة - الله سبحانه وتعالى- والتقرب إليه بالطاعات، وفعل الخيرات، للوصول إلى محبته، فيفيض عليه بجوده وكرمه ورحماته فينشرح الصدر، ويطمئن القلب ويهنأ البال، ويُهيأ الله تعالى أسباب العيش الكريم للإنسان فيعيش في الدنيا سعيدًا، وينال سعادة الآخرة التي وعدها الله لعباده المؤمنين.
إنّ السعادة للقلب الصافي التقي صاحب العمل الصالح النقي، فالعبد الصالح التقي جمع الله عليه أمره وجعل غناه في قلبه، يرضى بالرزق القليل ويحمد الله عليه، وإن رزقه الكثير حمد الله عليه، وأنفقه في مرضاته وسعد بنفع غيره من نعمة الله عليه.
إنّ المؤمن الذي يتقي الله تعالى ويعمل صالحًا يعيش سعيدا في الدنيا، ويُسهّل الله عليه موته، ويُنعِّمه في قبره، ويُدخله الجنّة في الآخرة. قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ النحل97. ومعنى الحياة الطيّبة في الآية: حياة القلب، وسعادته، وانشراحه، وإذا رُزق شيئا من متاع الدنيا فيكون حلالا يقنع به، وعلى ذلك جاءت أقوال المفسرين.
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا، وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم من ذكر أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وأنّ هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله، بأن يُحييه الله حياةً طيّبةً في الدنيا، وأن يُجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة، والحياة الطيّبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت، وقد روي عن ابن عباس وجماعة رضي الله عنهم أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه فسّرها بالقناعة، وكذا قال ابن عباس وعكرمة ووهب بن منبه رضي الله عنهم، وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهم أنها السعادة) اهـ.
قال تعالى:﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾طه124، وهذا وعيد شديد لمن أعرض عن ذكر الله تعالى وعن طاعته، ولم يؤدّ حق الله تعالى، تكون له معيشة ضنكا، وإن كان في مالٍ كثير وسِعة، ولوكان ذا جاه وسلطان، لما يقع في قلبه من الضيق والحرج والمشقة، ثم يحشره الله يوم القيامة أعمى.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: ("وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي" أي: خالف أمري، وما أنزلته على رسولي، أعرض عنه وتناساه، وأخذ من غيره هداه، "فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا"، أي: في الدنيا، فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق حرج لضلاله، وإن تنعم ظاهره، ولبس ما شاء وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فإنّ قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى، فهو في قلقٍ وحيرةٍ وشكٍّ، فلا يزال في ريبةٍ يتردّد، فهذا من ضنك المعيشة. قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهم: "فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا" قال: الشقاء، وقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنه : "فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا"، قال: كلُّ مالٍ أعطيته عبدًا من عبادي قلّ أو كثر، لا يتَّقِيني فيه، فلا خير فيه، وهو الضنك في المعيشة، ويقال: إنَّ قومًا ضلالا أعرضوا عن الحق، وكانوا في سعة من الدنيا مُتكبِّرين، فكانت معيشتهم ضنكا، وذلك أنهم كانوا يرون أنّ الله ليس مخلفا لهم معايشهم، من سوء ظنّهم بالله والتكذيب، فإذا كان العبد يُكذب بالله، ويُسيء الظن به والثقة به اشتدت عليه معيشته ، فذلك الضنك) اهـ.
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ * وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين﴾ فصلت 30-33.
قال ابن كثير في تفسيره: ("نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ"، أي: تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار: نحن كُنَّا أولياءكم، أي: قُرنائكم في الحياة الدنيا، نُسَدِّدكم ونوفِّقكم، ونحفظكم بأمر الله، وكذلك نكون معكم في الآخرة نُؤنس منكم الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونُؤمِّنكم يوم البعث والنشور، ونُجاوز بكم الصراط المستقيم، ونُوصلكم إلى جنَّاتِ النعيم. "وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ"، أي: في الجنّة من جميع ما تختارون مما تشتهيه النفوس، وتقر به العيون، "وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ" أي: مهما طلبتم وجدتم، وحضر بين أيديكم أي كما اخترتم، "نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ"، أي: ضيافة وعطاء وإنعاما من غفور لذنوبكم، رحيم بكم رؤوف) اهـ.
إنّ من خاف الله تعالى وأطاعه واستقام، وطهّر قلبه بالذكر والصّلاة والسّلام على خير الأنام صَلَّى الله عليه وسَلَّم، وعمل الأعمال الصالحة النقيَّة وسعى في الخيرات، نال السعادة والهناء في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون﴾ البقرة 112.
قال تعالى: ﴿وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الأنعام 48.
قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الأعراف 35.
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون﴾ البقرة 277.
قال تعالى: ﴿يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ﴾ الزخرف 68- 69.
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ الحج 38.
وقال تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ يونس 62-64.
اللّهم صلّ وسلّم على خير البريّة وأزكى البشرية سيّدنا محمد رحمة الله للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
[email protected] الحبيب خميس بوخريص.