
الخيول السوداء الجامحة وغلاظ القلوب القاسية:
الفيلم الحائز على أربع جوائز عالمية...نص "شكسبيري" في البراري الايرانية:
نقد موجز رصين في عصر السرعة العتيد يمنح المغزى المفيد ولا يستهين...!
*تدور احداث هذا الفيلم في بلدة "أحمد آباد" الايرانية الصغيرة، مسقط رأس جد المخرج "رافي بيتس" (المولود لام ايرانية وأب بريطاني)، والذي ما زال (ربما) يعيش متنقلا ما بين باريس ولندن وطهران. يلفظ لص جياد أنفاسه الأخيرة تحت وابل من رصاص فرقة الاعدام، فيما ينظر ابنه الفتى بأسى (عيسى/اسماعيل أميني)، الذي يعتبره مع أبناء جلدته المسحوقين على الحدود الأفغانية كبطل ثائر ومغوار، وينظرون له كشهيد الحرية المتمرد على الظلم السائد...
*وحيث تسعى والدة الفتى سانام (رويا نوناهالي) لاثبات براءة زوجها، مهملة الفتى اليتيم، الذي يتمرد بدوره على والدته التي تسعى لأن تحوله لراعي اغنام العائلة، فيما يطارد هو الخيول الشاردة والمدجنة، التي ورث حبه لها عن أبيه الراحل...وعندما يشعر عيسى بأن هذا العالم القاسي لا يفهمه، يحاول شق طريقه بالبحث عن الحقائق المحيطة بحياة والده وموته الدرامتيكي، الشريط اللافت الجميل يبحث عن الحرية والمجد مقتحما كل الصعاب، وهو يعبر بشاعرية فريدة عن ذلك بمشاهد آخاذة للأحصنة السوداء الجامحة في البراري وسهوب ايران الشرقية الشاسعة، والتي لا يمتطيها الأبطال فقط، وانما رجال غليظي القلوب قساة يلجأون كثيرا لقمع من هو أضعف منهم، بلا ادنى شعور بالذنب.
*وفيما يتعرض الفتى ذي العشر سنوات للاستقواء والاضطهاد من قبل اطفال القرية المشاغبين، فهو يجد في عزلته القدرية حافزا كبيرا ليجد حريته مع الخيول الجامحة المنطلقة في السهوب والتي كانت تمثل عشق والده الراحل "المسكين"!
*أطلق هذا المخرج البارع وغيره الالهام والزخم السينمائي لاحقا لعدد من الأفلام التي تتحدث عن ثيمات متقاربة وتصور في السهوب الحدودية والجبال الوعرة والمراعي والهواء الطلق وفي ظل اجواء برية جامحة وجاذبة، بعيدا عن الاستديوهات الباذخة المحضرة جيدا، وهكذا تحول الممثلون لأبطال وأصحاب رسالة، وتحولت الكاميرا المنقولة لسلاح "ثقافي-اعلامي" تؤدي الغرض والمغزى ان كان هادفا وليس مضللا (كما شاهدنا في العديد من الأفلام الوثائقية "العربية والأجنبية" التي تحدثت وما زالت تتحدث "بتحيز وسطحية" عن النزوح السوري الكاسح الأليم)، صادمة أحيانا احاسيسنا المعلبة المرهفة، لنشعر بمعاناة المناضلين وعذابات الأطفال والنساء والشيوخ في البراري المقفرة النائية!
مهند النابلسي
الفيلم الحائز على أربع جوائز عالمية...نص "شكسبيري" في البراري الايرانية:
نقد موجز رصين في عصر السرعة العتيد يمنح المغزى المفيد ولا يستهين...!
*تدور احداث هذا الفيلم في بلدة "أحمد آباد" الايرانية الصغيرة، مسقط رأس جد المخرج "رافي بيتس" (المولود لام ايرانية وأب بريطاني)، والذي ما زال (ربما) يعيش متنقلا ما بين باريس ولندن وطهران. يلفظ لص جياد أنفاسه الأخيرة تحت وابل من رصاص فرقة الاعدام، فيما ينظر ابنه الفتى بأسى (عيسى/اسماعيل أميني)، الذي يعتبره مع أبناء جلدته المسحوقين على الحدود الأفغانية كبطل ثائر ومغوار، وينظرون له كشهيد الحرية المتمرد على الظلم السائد...
*وحيث تسعى والدة الفتى سانام (رويا نوناهالي) لاثبات براءة زوجها، مهملة الفتى اليتيم، الذي يتمرد بدوره على والدته التي تسعى لأن تحوله لراعي اغنام العائلة، فيما يطارد هو الخيول الشاردة والمدجنة، التي ورث حبه لها عن أبيه الراحل...وعندما يشعر عيسى بأن هذا العالم القاسي لا يفهمه، يحاول شق طريقه بالبحث عن الحقائق المحيطة بحياة والده وموته الدرامتيكي، الشريط اللافت الجميل يبحث عن الحرية والمجد مقتحما كل الصعاب، وهو يعبر بشاعرية فريدة عن ذلك بمشاهد آخاذة للأحصنة السوداء الجامحة في البراري وسهوب ايران الشرقية الشاسعة، والتي لا يمتطيها الأبطال فقط، وانما رجال غليظي القلوب قساة يلجأون كثيرا لقمع من هو أضعف منهم، بلا ادنى شعور بالذنب.
*وفيما يتعرض الفتى ذي العشر سنوات للاستقواء والاضطهاد من قبل اطفال القرية المشاغبين، فهو يجد في عزلته القدرية حافزا كبيرا ليجد حريته مع الخيول الجامحة المنطلقة في السهوب والتي كانت تمثل عشق والده الراحل "المسكين"!
*أطلق هذا المخرج البارع وغيره الالهام والزخم السينمائي لاحقا لعدد من الأفلام التي تتحدث عن ثيمات متقاربة وتصور في السهوب الحدودية والجبال الوعرة والمراعي والهواء الطلق وفي ظل اجواء برية جامحة وجاذبة، بعيدا عن الاستديوهات الباذخة المحضرة جيدا، وهكذا تحول الممثلون لأبطال وأصحاب رسالة، وتحولت الكاميرا المنقولة لسلاح "ثقافي-اعلامي" تؤدي الغرض والمغزى ان كان هادفا وليس مضللا (كما شاهدنا في العديد من الأفلام الوثائقية "العربية والأجنبية" التي تحدثت وما زالت تتحدث "بتحيز وسطحية" عن النزوح السوري الكاسح الأليم)، صادمة أحيانا احاسيسنا المعلبة المرهفة، لنشعر بمعاناة المناضلين وعذابات الأطفال والنساء والشيوخ في البراري المقفرة النائية!
مهند النابلسي