
امرأة و نصف رجل
بقلم/ سعيد أبو غـــزة
إستفاقت بعد أعوام من الزواج و بين يديها ثلاث أبناء، كانت تجاهد لنسيان الحقيقة المؤلمة بأنها تعاشر نصف رجل، الظروف الإجتماعية القاسية تُجبرها على البقاء حبيسة هذا الزواج التقليدي الذي تمنت أن يتحول إلى حُب مع المعاشرة، إلا أن المعاشرة أكدت لها أنه لم يتعدى نصف رجل يعتلي شفتيه العريضتين شارباً مُهاب خارج البيت.
تعلمت وحدها كيف تُدير الحياة الباردة داخل البيت، تكبت رغباتها الرومانسية الحالمة بمطرقة فولاذية، تعرف كيف تتجاوز الألم بمفردها، تُجيد الكذب على نفسها قبل أن تبثه للأخرين، تمتهن التمثيل أمام الأخرين لتبدو سيدة متألقة منتشية برجولة زوجها، تُخبئ دموعها الحارة لأخر الليل لتذرفه وحيدة تحت سقف السماء. صامتة طول الوقت رغم الضجيج الصارخ ما بين رأسها و أيسر صدرها، ضجيج لا يهدأ لإمرأة يرتديها الحزن و ينام بجوارها نصف رجل لا يُجيد إلا النوم و ممارسة طقوس رجولته الممتدة من سلالته الذكورية التى لا تمتهن الرومانسية الحانية التى تخلق إنثى فراشة الأداء و الإحساس، قتل هذا الكائن أحلامها و كبت رومانسيتها و حطم أمال كينونتها الأنثوية الحالمة. كثيراً ما تظهر للعيان أنها تُعاني من التردد و بطئ في إتخاذ القرار، هي لم تصبح بعد مريضة نفسية بسبب نصف الرجل الذي يسكن جوارها، بل هي تقود معركة محمومة ما بين شيخوخة عقلها و عذرية قلبها الذي ما زال طفلاً لم تنفض بكارته بعد برغم سنوات الزواج. تفكيرها الدائم يجعلها ذات ذهن مشتت في ظل النقص الحاد بل عدمية الرومانسية التى لم تعشها، نقص في فيتامينات القلب التى سببت آلام و تقرحات أهلكت شغاف الروح، أضحى التفكير المعمق و القدرة على إسترجاع الذاكرة لعنتها الأبدية. إنعزالها عن المحيط الأنثوي خاصة للإبتعاد عن همسات و فضفضات النسوة الرومانسية و الجنسية لم يكن برغبتها، هي إيماءات نفسية للهروب من الواقع المؤلم و الإحتياج القاتل التى حرمت منه بسبب ذاك الزوج الغريب الأطوار، رجل جليدي الإحساس، متأفف المشاعر، لم يشعر بعد بأن من تنام بين ذراعيه إنسانة حُرة تمتلك رومانسية لا جسد خشبي يقذفه بعيداً بعد أن يُدفئ به غريزته الحيوانية، إنعزلت عن النساء هرباً من خيبتها في نصف الرجل الذي تورطت فيه دون إنفكاك، بل شعرت مؤخراً أنها غريبة عن الناس فتجد أن في الإبتعاد أمان. أمان من همسات و نظرات النساء الشبقات نشوة و إمتلاء، وجدت نفسها في غربة عن الأماكن و عن الشخوص، تهرب للأماكن المظلمة رغم خوفها من الإختناق بين ستائره الثقيلة. تبدو للوهلة الأولى متزنة و ثابتة، توزع الإبتسامات العذبة بدلال، عينيها لامعة رغم التعب البائن على الجفنين المتعبين من البكاء و السهر، برغم التعب الواضح على وجنتيها إلا أنه من السهل اكتشاف أن وجهها عذري الإنتماء، تبدوا متماسكة إلا أن الدمع الحامض يعاند الزمن ليقذف أوجاعه بقسوة على الوجنتين المتشوقتين للحياة. تبكي بخفاء وفق نظام تحكم عصبي مُتمكن، لم تصدق هي بعد أنها ثابتة لهذه الدرجة برغم الإنهيار النفسي الداخلي، مازال الليل خصمها الأوحد الذي يذكرها بالفقد الجنسي و النفسي الذي لم تعيشه بعد رغم سنوات الزواج الخمسة، ليل بليد يُذكرها بعذريتها العاطفية و الرومانسية التى لم تفض بعد، تسترق النظر بطرف عينيها الدامعة على جثة النصف رجل الملقى بجوارها و صوت شخيره المؤذي يفيقها من أحلامها التى تُحب. الأحلام وحدها من تعوضها إخفاقها الزوجي، و تعويض خذلانه العاطفي و الرومانسي، تعاند بغرور حينما تقف على قدميها ليلاً لتغطي أبنائها الصغار. هي امرأة إعتادت التجاوز و التغافل عن حاجاتها العاطفية و الرومانسية لتقنع من حولها أنها سعيدة حتى و هي في أسواء حالتها العاطفية و عمق هشاشتها الروماتسية إعتادت أن تكذب لتقول أنا "سعيدة" و هي في قمة الحطام العاطفي بسبب النصف رجل المُلقى بجانبها.
بقلم/ سعيد أبو غـــزة
إستفاقت بعد أعوام من الزواج و بين يديها ثلاث أبناء، كانت تجاهد لنسيان الحقيقة المؤلمة بأنها تعاشر نصف رجل، الظروف الإجتماعية القاسية تُجبرها على البقاء حبيسة هذا الزواج التقليدي الذي تمنت أن يتحول إلى حُب مع المعاشرة، إلا أن المعاشرة أكدت لها أنه لم يتعدى نصف رجل يعتلي شفتيه العريضتين شارباً مُهاب خارج البيت.
تعلمت وحدها كيف تُدير الحياة الباردة داخل البيت، تكبت رغباتها الرومانسية الحالمة بمطرقة فولاذية، تعرف كيف تتجاوز الألم بمفردها، تُجيد الكذب على نفسها قبل أن تبثه للأخرين، تمتهن التمثيل أمام الأخرين لتبدو سيدة متألقة منتشية برجولة زوجها، تُخبئ دموعها الحارة لأخر الليل لتذرفه وحيدة تحت سقف السماء. صامتة طول الوقت رغم الضجيج الصارخ ما بين رأسها و أيسر صدرها، ضجيج لا يهدأ لإمرأة يرتديها الحزن و ينام بجوارها نصف رجل لا يُجيد إلا النوم و ممارسة طقوس رجولته الممتدة من سلالته الذكورية التى لا تمتهن الرومانسية الحانية التى تخلق إنثى فراشة الأداء و الإحساس، قتل هذا الكائن أحلامها و كبت رومانسيتها و حطم أمال كينونتها الأنثوية الحالمة. كثيراً ما تظهر للعيان أنها تُعاني من التردد و بطئ في إتخاذ القرار، هي لم تصبح بعد مريضة نفسية بسبب نصف الرجل الذي يسكن جوارها، بل هي تقود معركة محمومة ما بين شيخوخة عقلها و عذرية قلبها الذي ما زال طفلاً لم تنفض بكارته بعد برغم سنوات الزواج. تفكيرها الدائم يجعلها ذات ذهن مشتت في ظل النقص الحاد بل عدمية الرومانسية التى لم تعشها، نقص في فيتامينات القلب التى سببت آلام و تقرحات أهلكت شغاف الروح، أضحى التفكير المعمق و القدرة على إسترجاع الذاكرة لعنتها الأبدية. إنعزالها عن المحيط الأنثوي خاصة للإبتعاد عن همسات و فضفضات النسوة الرومانسية و الجنسية لم يكن برغبتها، هي إيماءات نفسية للهروب من الواقع المؤلم و الإحتياج القاتل التى حرمت منه بسبب ذاك الزوج الغريب الأطوار، رجل جليدي الإحساس، متأفف المشاعر، لم يشعر بعد بأن من تنام بين ذراعيه إنسانة حُرة تمتلك رومانسية لا جسد خشبي يقذفه بعيداً بعد أن يُدفئ به غريزته الحيوانية، إنعزلت عن النساء هرباً من خيبتها في نصف الرجل الذي تورطت فيه دون إنفكاك، بل شعرت مؤخراً أنها غريبة عن الناس فتجد أن في الإبتعاد أمان. أمان من همسات و نظرات النساء الشبقات نشوة و إمتلاء، وجدت نفسها في غربة عن الأماكن و عن الشخوص، تهرب للأماكن المظلمة رغم خوفها من الإختناق بين ستائره الثقيلة. تبدو للوهلة الأولى متزنة و ثابتة، توزع الإبتسامات العذبة بدلال، عينيها لامعة رغم التعب البائن على الجفنين المتعبين من البكاء و السهر، برغم التعب الواضح على وجنتيها إلا أنه من السهل اكتشاف أن وجهها عذري الإنتماء، تبدوا متماسكة إلا أن الدمع الحامض يعاند الزمن ليقذف أوجاعه بقسوة على الوجنتين المتشوقتين للحياة. تبكي بخفاء وفق نظام تحكم عصبي مُتمكن، لم تصدق هي بعد أنها ثابتة لهذه الدرجة برغم الإنهيار النفسي الداخلي، مازال الليل خصمها الأوحد الذي يذكرها بالفقد الجنسي و النفسي الذي لم تعيشه بعد رغم سنوات الزواج الخمسة، ليل بليد يُذكرها بعذريتها العاطفية و الرومانسية التى لم تفض بعد، تسترق النظر بطرف عينيها الدامعة على جثة النصف رجل الملقى بجوارها و صوت شخيره المؤذي يفيقها من أحلامها التى تُحب. الأحلام وحدها من تعوضها إخفاقها الزوجي، و تعويض خذلانه العاطفي و الرومانسي، تعاند بغرور حينما تقف على قدميها ليلاً لتغطي أبنائها الصغار. هي امرأة إعتادت التجاوز و التغافل عن حاجاتها العاطفية و الرومانسية لتقنع من حولها أنها سعيدة حتى و هي في أسواء حالتها العاطفية و عمق هشاشتها الروماتسية إعتادت أن تكذب لتقول أنا "سعيدة" و هي في قمة الحطام العاطفي بسبب النصف رجل المُلقى بجانبها.