الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تمر حنة بقلم أمير المقوسي

تاريخ النشر : 2019-02-01
قصة قصيرة: تمر حنة

اعتاد أن يهرب من تفاصيل النهار ويتسلل إلى الليل ليسكن بين طياته ويتحدث مع خالقه ويستجديه ولا يسأله غير الراحة. وذات ليلة أثناء مسيره في غابة ليله المخفية، جذبته رائحة تمر حنة وصوت لحن فيه أنين، فأخذ يتتبع الرائحة ومع كل خطوة تتضح له معالم اللحن تدريجياً، حتى عثر على عصفورة تغريداتها فواحة برائحة التمر حنة.
وقف بعيداً يراها ولا تراه خوفاً من أن يرهبها وتطير مغادرة، اُعجِب بروحها، وبألوانها رغم قتامتها، ونعومة صوتها الصداح رغم أنينه الملموس، أحبها وأصبحت قبلته اليومية، وشجرتها محراب طقوسه، وراح يراقبها في جولاته الليلية من بعيد، ومن مسافة ليست بقريبة أعلن لها عن وجوده معتذراً منها عن تطفله واقتحامه لخصوصيتها وعالمها، فلم تعترض وبدأ نول الحديث بينهما ينسج قماشة حياة من خامة لا يعرف لها اسم، وأخذ يتحدث إليها عن كل ما يدركه وما يتمناه، ويُطعمها من حبات سكر لا تفارق جيبه، ويداعبها حتى ارتبط فيها دون علمها، وفي لحظة شجاعة صرح لها بحبه، وفي وشوشة قصيرة اخبرها أن الحياة والكِبر قد نالا منه حتى طار غرابه وبدأت التجاعيد تحتل مكانها على وجهه وتستوطن، فتوقفت لحظتها عن شدوها وراحت تتفرس في ملامحه من الخارج وتحاول في الداخل، وكان لا يعجبها غير حنو صوته، وعشقه لتفاصيلها وتفاصيل أي توقيت لفعل لها، فكان يرويها بإهتمامه وتزيده هي ظمأً بتجاهلها للحن كل يوم يشرحه لها لتشدوه، وبالرغم من ذلك كان كل يوم يسمع منها لحن جديد ولا يفهم محاذيره.
ومرت أيام وأسابيع وأشهر وسنوات على هذا الحال.
كانت هي ملولة بطبعها بدليل سرعتها في تبديل ألحانها، وكان يعتز بأول لحن جذبه إليها، وكان يطلبه منها دوماً، فطلبه منه مرة كانت هي الأخيرة، ضجرت ونفخت أوداجها كأنها سَتَذبح لا سَتُذبح وانتفضت، فظن أنها حمى اصابتها فارتعب، ومد يده المهزوزة قلقاً يهدهد ريشها، فإذ به يخرج من تحت جناحاها بزهو عدداً ليس بقليل من ذكور فصيلتها كانوا يستمتعون بدفئها الداخلي وحديثه وسذاجته.

بقلم/ أمير المقوسي
قطاع غزة - فلسطين
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف