
في زمن العالم القرية، أصبحت التكنولوجيا رمزاً مميِّزاً لعصرنا الحديث، وعلامة فارقة بينه وبين كل العصور بلا استثناء، إذ ساهمت في زيادة الدقة والسرعة والسهولة في كافة المجالات، فمن الأقمار الصناعية مروراً بالمعدات الطبية فائقة الصغر والدقة، وليس انتهاءً بآلة القهوة اللذيدة؛ قد يشعر الإنسان بأنه لم يتبق شيء لاختراعه، ولكن هذا الشعور يزول كل دقيقة جديدة، ولأن المال هو عصب الحياة، ومكوِّن مهم من مكونات عجلة التكنولوجيا؛ كان له نصيب وافر في هذا التقدم؛ فمن المبادلة والمقايضة قديما، احتجزت العملات الرقمية مكاناً كبيراً بجوار النقدية حديثا، وتعد العملات الرقمية ثورة في عالم المال، فهي عملات مشفرة قائمة على تقنية تسمى البلوكشاين، وتقوم على مبدأ اللامركزية، كما تعتمد في انشائها على التنقيب عنها باستخدام أجهزة خاصة، هذا ويعد البتكوين أول عملة رقمية وأكبرها قيمة(معتمدة)، وبالنسبة للدعوة للتبرع بالبتكوين والتي اطلقها الناطق باسم كتائب القسام &أبو عبيدة& لدعم المقاومة في غزة: نستطيع اعتبارها دعوة جميلة وبريئة، ولكنها قد تكون غير مجدية واقعيا؛ للأسباب الآتية:
1_ البتكوين محارب عالمياً لسببين: الأول: أنه يختلف عن المعاملات المالية العادية في أنه لا يوجد طرف وسيط يتقاضى عمولة بين البائع والمشتري، مما يخفض هيمنة البنوك والدول الرأسمالية، والثاني: أنه عملية مشفرة لايمكن تتبعها، مما يساهم في دعم الإرهاب _على حد وصف محاربيه_.
2_ كان من الممكن أن تنجح فكرة جلب الأموال لغزة بالبتكوين في حالة واحدة فقط: أن يتم الأمر بسرية بين جهة داعمة وبين حسابات بغزة، على ان يكون الإرسال والتصريف على مراحل، وهذا ما نفته الدعوة؛ بمعنى أنه: لا توجد أموال في الخارج.
3_ لو تم التبرع فعلا: فلن يتسع سوق غزة لكمية بتكوين بملايين الدولارات؛ فإما أن يتم البيع في الخارج، وحينها هناك مهمة شبه مستحيلة في إرجاع الأموال نقدا، أو ان يتم العرض فقط في غزة؛ مما سيحدث زيادة فيه ستؤدي إلى نقص سعره السوقي عن سعره الحقيقي ربما لأكثر من النصف.
4_ مجرد الدعوة للتبرع ستجعل كافة الحسابات الموجودة في غزة معرضة للحظر ومصادرة الأموال الموجودة فيها من قبل منصات العملات الرقمية التي تتطلب تفعيلا بوثائق رسمية.
ومع كل ما أسلفناه؛ لا بد من التأكيد على حق المقاومة في كل بقاع العالم في أن تقوم بتحشيد الرأي العالمي مادياً ومعنوياً للمساهمة في تحقيق أهدافها المتمثلة في رفع الظلم عن الإنسان، وتحرير الأوطان.
1_ البتكوين محارب عالمياً لسببين: الأول: أنه يختلف عن المعاملات المالية العادية في أنه لا يوجد طرف وسيط يتقاضى عمولة بين البائع والمشتري، مما يخفض هيمنة البنوك والدول الرأسمالية، والثاني: أنه عملية مشفرة لايمكن تتبعها، مما يساهم في دعم الإرهاب _على حد وصف محاربيه_.
2_ كان من الممكن أن تنجح فكرة جلب الأموال لغزة بالبتكوين في حالة واحدة فقط: أن يتم الأمر بسرية بين جهة داعمة وبين حسابات بغزة، على ان يكون الإرسال والتصريف على مراحل، وهذا ما نفته الدعوة؛ بمعنى أنه: لا توجد أموال في الخارج.
3_ لو تم التبرع فعلا: فلن يتسع سوق غزة لكمية بتكوين بملايين الدولارات؛ فإما أن يتم البيع في الخارج، وحينها هناك مهمة شبه مستحيلة في إرجاع الأموال نقدا، أو ان يتم العرض فقط في غزة؛ مما سيحدث زيادة فيه ستؤدي إلى نقص سعره السوقي عن سعره الحقيقي ربما لأكثر من النصف.
4_ مجرد الدعوة للتبرع ستجعل كافة الحسابات الموجودة في غزة معرضة للحظر ومصادرة الأموال الموجودة فيها من قبل منصات العملات الرقمية التي تتطلب تفعيلا بوثائق رسمية.
ومع كل ما أسلفناه؛ لا بد من التأكيد على حق المقاومة في كل بقاع العالم في أن تقوم بتحشيد الرأي العالمي مادياً ومعنوياً للمساهمة في تحقيق أهدافها المتمثلة في رفع الظلم عن الإنسان، وتحرير الأوطان.