الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا لا يوجد نساء مصابات بأمراض نفسية وعقلية؟!بقلم عبدالرحمن علي علي الزبيب

تاريخ النشر : 2019-01-31
لماذا لا يوجد نساء مصابات بأمراض نفسية وعقلية؟!بقلم عبدالرحمن علي علي الزبيب
لماذا لا يوجد نساء مصابات بأمراض نفسية وعقلية ؟؟!

) هل يوجد عنف قائم على النوع الاجتماعي (

بقلم/ عبدالرحمن علي علي الزبيب

عضو الهيئة الاستشارية لوزارة حقوق الانسان + النيابة العامة 

[email protected]

يتم تناقل أخبار ومعلومات بأنه لايوجد نساء مصابات بأمراض نفسية وعقلية وان هذه الأمراض تصاب الرجال فقط ...

بالبحث والتحري وجدنا أن النساء أيضا يصابين بأمراض نفسية وعقلية ولكن ؟

بعكس الرجال المرأه في وطني عند إصابتها بمرض نفسي أو عقلي يتم التعامل معها بانها كارثة وعيب فيتم اخفاؤها وتغييبها عن المجتمع في غرفة مستقله في البيت ويمنع ظهورها في المجتمع وتحجم الكثير من الاسر على عرض نساؤها على أطباء واخصائيين نفسيين وعقليين. ..

وتستمر معاناة النساء المصابات بأمراض نفسية وعقلية لان المجتمع يتعامل معهن ليس باعتباره مرض مثل أي مرض بل يتعامل معها كخلل يستلزم اخفاؤها ...

سألت والدتي في صباح يوم عن موضوع إصابة النساء بأمراض نفسية وعقلية وهل تعرف نساء مصابات وكيف تم التعامل مع هذه الحالات ...

أوضحت لي والدتي بأن النساء تصاب أيضا بالأمراض النفسية والعقلية مثل الرجال كون النساء عاطفيات واي أزمة أو صدمة عاطفية تؤثر على صحتهن العقلية والنفسية ...

سردت لي والدتي قصة أحدى صديقات طفولتها ...

كانت امرأه في قمة حيويتها ونشاطها وتزوجت برجل أحبها وأحبته وبالرغم من السنوات الطويلة من الزواج لكن لم ينجبوا اطفال وبسبب ظروفهم المالية الضعيفة لم يستطيعوا الذهاب إلى أطباء لتشخيص سبب عدم الانجاب وعلاجه ...

وفي يوم من الأيام قام زوجها بشراء برتقال من السوق وعند وصوله للمنزل سلم البرتقال لزوجته وأخذ إحدى البرتقالات وقام بأكلها وهي خرجت من المنزل للعمل في الزراعه واثناء خروجها سمعت أنين زوجها فرجعت للاطمئنان عليه فوجدته ممدد في إحدى الغرف وهو ينازع سكرات الموت قامت باحتضانه لتحاول معرفة سبب سقوطه على الأرض ولكنه رفرف بين ذراعيها كعصفور وسط ريح باردة ممطرة ثم توقف فجأة عن الحراك وابيضت عيناه وفارق الحياة ...

صرخت بأعلى صوتها باسم زوجها عدة مرات ولكنه لم يجيب حضر أهل القرية إلى المنزل وجدوه قد توفى وزوجته بسبب صدمتها اصيبت بحالة نفسية وبدأت ترتعش بجسدها من هول الفاجعة ....

لم يذهب بها أحد إلى الطبيب لتشخيص مرضها وعلاجها ...

استمرت في حالتها النفسية التي كانت متقطعة فكانت تسوء أيام وتتحسن أيام أخرى ...

واستمرت في حياتها وحيدة منزلها بعد وفاة زوجها كانت تذهب للزراعة ورعي الأغنام ...

وفي أحد الأيام قام أخو زوجها بطرد ابنه المتزوج حديثا من منزلهم بسبب مشاكل زوجة ابنه وقذف باداواتهم وملابسهم إلى الشارع وأصبح مشرد هو وزجته وصادف مرور تلك المرأه فسألتهم عن سبب خروجهم الشارع فاوضحوا لها انهم مطرودين وليس لهم مكان يلجأون إليه فقامت باستظافتهم في منزلها رحمة بها ..

في الأيام الأولى كانوا ودودين لها وبعد مرور بضعة أشهر بدأوا في اختلاق المشاكل معها حتى وصل الحال بهم إلى ضربها وطردها من منزلها وكانت تصيح بأن المنزل منزلها وان هذا التصرف ليس صحيح فماجزاء الإحسان إلا الإحسان ولكن دون جدوى ....

حاول أهالي القرية إعادتها لمنزلها ولكن دون جدوى ..

بعد جهد جهيد دفع لها ذلك الشخص مبلغ بسيط تعويض لها عن منزلها وذهبت هي إلى منزل أخاها الذي كان قد تزوج ولديه أولاد ذكور وانفصل عن زوجته ...

جاءت هذه الأخت لتعيد الحياه إلى منزل أخيها أحبها أطفاله كثيرا وعوضتهم عن حنان والدتهم الذي انفصلت عن والدتهم وذهبت إلى منزل أهلها ..

كان الأطفال يقومون برعاية عمتهم أخت والدهم حتى كبروا وكانوا يقومون بكل أعمال البيت من عجين وخبز وتنظيف اطباق الطعام وتنظيف المنزل ..

وعمتهم كانت تصاب بنوبات صرع وصياح طوال الليل وكانوا يسهرون لرعايتها بحب واحترام ..

واستمرت الحياة هكذا بسبب ظروفهم الماليه السيئة لم يستطيعوا عرضها على طبيب نفسي وعقلي ..

وفي إحدى الأيام قامت احدى نساء القرية بالاستعداد للذهاب للعمره جهزت أدواتها وشناطها وقام أبناؤها بتجهيز كل شيء وفجأة تم رفض التأشير على جوازها للسفر للعمره عاد ابناؤها من المدينه وأخبروا والدتهم بأنها لم توفق وان جوازها عاد دون تأشيره. .

حزنت لذلك كثيرا ولم تستطيع النوم تلك الليله من الحزن على فوات العمره وبينما هي في منتصف الليل سمعت صياح تلك المرأه المصابة بمرض نفسي ..

عزمت على أن تقوم بمساعدتها في الصباح طلبت من ابناؤها تعويضه عن العمره فابدوا استعدادهم لتعويضها. ...

طلبت منهم أحظار تلك المرأة المصابة بمرض نفسي لتقوم برعايتها وقالت لهم أنها ستكون مقابل العمره وسيكتب الله لها الاجر بدلا عن العمره ....

ذهب ابناؤها إلى منزل تلك المرأه المصابة بالمرض النفسي وابلغوهم برغبة والدتهم وبعد إلحاح وافقوا على نقلها....

انتقلت إلى البيت الآخر وفي منتصف الليل بدأت بالصياح طبعا كان الصراخ منها باسم زوجها الذي توفى بين ذراعيها وفي احضانها تطالبه أن يعود للحياه وتشكوا غيابه الطويل عنها ....

اجتمع جميع افراد الاسرة الجديدة حولها حاولوا تهدئتها ولكنها واصلت الصراخ وبعد إلحاح هدأت وطلبت منهم إعادتها لمنزل أخيها لتعود إلى أولاد أخيها الطيبين حاولوا إقناعها بأنهم سيحضرونهم لها الصباح ولكنها رفضت وبعد إلحاح هدأت وعادت للنوم وبعد سويعات عادت للصراخ مرة أخرى تجمع أفراد الأسرة مرة أخرى حولها حاول تهدئتها ولكنها كانت تصرخ بأنها على وشك الموت وأنها ترغب في الموت في منزل أخيها وعند ابناؤه الطيبين ...

قاموا باعادتها إلى منزل أخيها في منتصف الليل واستقبلها أبناء أخيها في منزلهم فهد أت من الصراخ وابتسمت لهم ونأمت حتى الصباح ...

وفي صباح اليوم التالي كانت بخير وصحة جسدية جيدة ولكن حالتها النفسية مازالت متدهورة في النهار تكون بخير وفي الليل تبدأ بالصراخ لتنادي زوجها المتوفي بين ذراعيها تشكو صعوبه الحياه بعد فراقه لها ومغادرته الحياه وتستمر في الصراخ طوال الليل وحتى ظهور ضوء النهار لتبدأ في النوم حتى الظهر....

وهكذا تستمر حياة هذه المرأه الذي لايعرف أبناء أخيها أنها مصابة بمرض نفسي وعقلي وأنه بالامكان علاجها ....

كثير من النساء في وطني مصابات بمرض نفسي وعقلي يتم تغييبهن واخفاؤهن عن المجتمع لتنتكس حالتهن النفسية بسبب غياب الوعي المجتمعي عن الالية الصحيحة للتعامل مع المصابين بامراض نفسية وعقلية وانهم مرضى مثل أي مريض جسدي له أسباب وله علاج كما ان انخفاض عدد الأطباء والعيادات النفسية والعقلية وارتفاع أسعار خدماتها تقف حجر عثرة في معالجة المصابين بامراض نفسية وعقلية وخصوصاً النساء ويبستلزم على الدولة بالتعاون مع المنظمات الدولية والوطنية والقطاع الخاص تفعيل عيادات ومستشفيات الامراض النفسية والعقلية وتخفيض أسعار خدماتها والأدوية الخاصة بها وان تتوسع في تقديم الخدمات المجانية في هذه المجالات تنفيذاً لنصوص الدستور الوطني باعتبار الصحة النفسية والعقلية جزء لايتجزأ من الصحة العامة ولاتقل أهمية عنها .

كم نساء في وطني مغيبات خلف الجدران بسبب منع او عدم قدرة اهاليهن دفع تكاليف خدمات العيادات النفسية وقيمة العلاجات الباهضة الثمن ؟

والذي يستلزم رفع مستوى الوعي والتحرك الجاد لمعالجة هذا الخلل الكبير بتقييم أداء خدمات المستشفيات والعايدات العامة والخاصة المتخصصة في الامراض النفسية والعقلية وتحديد الاحتياج الفعلي بموجب احصائيات ومسح ميداني شامل لايستثني احد والشروع في معالجة الحالات المرضية وفي مقدمتها النساء باعتبارهن اكثر الفئات تغييباً على المعالجة النفسية والعقلية والذي يعتبر عنف قائم على النوع الاجتماعي يستلزم اتخاذ إجراءات للحد د منه والتوضيح بان النساء ايضاً يصبن بامراض نفسية وعقلية كونها ايضاً انسان لها جسد وروح وعقل .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف