الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تأملات مترهلة للزمن في غزة بقلم:ميساء سلامة

تاريخ النشر : 2019-01-31
الكاتبة / ميساء سلامة

كم هو مخيف ان تتأمل تفاصيل الزمن في بقعة صغيرة لا تتجاوز 365كم2، تقف امام من تحبهم فتعرف انك لا تعرفهم ، فمراقبة التقويم على جبينهم أمر مفزع يجعلك تتساءل كيف للتجاعيد أن تجرؤ على اقتحام وجوه أطفال صغار بهذا الشكل المر، و ان يغزو البياض شعر شبابها وهم في مقتبل العمر .
تأمل بارد قد يقودك الي الانفجار كما قال درويش : " الزمن فی غـزة لیس عنصراً محایداً انه لا یدفع الناس إلى برودة التأمل ، ولکنه یدفعهم إلى الانفجار والارتطام بالحقيقة ".
ان كنت في هذا المكان فقط راقب نفسك كل صباح لتعلم الفرق ، وانظر لقلبك ليصدمك بما فيه وارتدي بصيرتك ، واخرج من بيتك لتسمع وجع المارة من الثقوب الصغيرة في الرصيف ، وتمتمات الإحباط المخبأة في فرجة الدكاكين .
ستعلم حقا أننا شعب يصارع الحياة، لدينا الأطفال بلا طفولة ، والشيوخ بلا شيخوخة، والشباب بلا شباب ، لنا تقويمنا الخاص الذي يرتبط بعدد سنوات الحصار و توالي الحروب .
هنا الطريق الي الموت ثوان ، و نحن ملتزمون بالحياة كل المشاهد لا تجعلك تتنبأ بالوقت والاحداث ،ولا تراهن على البقاء؛ ففجأة تنشب حرب ، وتارة هدنة وهنا حصار، احداث تجعل منك صاحب عزاء بلحظات فتفقد صديقا او اخ او زوجا في ثوان ، وقد تخسر اخر منهم لم يسعفه حظه ولا حقه في الحصول على تحويلة مرضية للعلاج ، لا تستغرب كثيرا من انك قد تدفن اعضائك الحية بترا وانت تشارك مسيرة سلمية بتهمة الإرهاب .
قف في أي مكان وتابع بوصلة الزمان مواعيد تختلف ، وطوابير من الساعات المسلوبة أمام البنوك مقابل بضع شواقل هي منح واعانات ، سنوات ضائعة في جدول أسماء فرص التشغيل والبطالات ، شباب تجاوزا الثلاثين بلا عمل او زواج ، أطفال يبيعون احلامهم واوقاتهم على الطرقات ، نساء يكافحن لأجل حياة هي هباء ترد لهن الجميل كما ترد فقاعات صابون الى الهواء هواء ، أكوام من الشهادات والخبرات بلا فائدة تشبه شهادات الوفيات المتراكمة في السجلات .
اعمار لا تخضع لحسابات الشمس والقمر وعدد ساعات الليل او النهار ولا تكترث بخطوط الطول وفرق الساعات بل لنا خطوطنا الحقيقية التي تختلف عن بقاع الأرض و التي تتزامن مع جدول حصص الكهرباء و موعد الرواتب وحصص الكوبونات والمساعدات الغذائية ورواتب جرحى الحروب وغيرها .
هنا نتنفس من لحم الرئة ونكبر اكبر من عمرنا أعمار نتجاوز الكهولة ولم نذق طعم الشباب تذكرني هذه الحياة بقول الرافعي " ابن المرأة العجوز عجوز حتى في الطفولة، وابن الشابة شاب حتى في الكهولة " .
ختاما يمر هنا الزمان و يبقى التساؤل قائم متى نعيش في قطاع غزة حياة كالحياة ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف