
حينما هذى من امرأة لم يرها
عطا الله شاهين
لم يدر ذاك الشّاب، بأنه سيهْذي، حينما وجد نفسه ذات ليلة حالكة تائها في صحراء شاسعة وبينما كان يخطو على الرمال الساخنة سمع صوت امرأة تقول أرجوك لا تعتدي عليّ، فأنا تهت هنا بينما كنتُ عائدة إلى بيتي، فقال لها الشاب: أين أنتِ؟ فردت عليه بصوت خائف: عدْني بأن لا تعتدي، فقال لها: أعدك فأنا مرهق سأظل هادئا، ولا يمكن لي أن أتخيل بأن أعتدي على امرأة البتّة مهما كانت الأسباب، وحين سمعت كلامه ارتاحت لأن نبرة صوته كانت حزينة، فقالت له: اتبع صوتي، فأنا هنا تحت شجيرة، فظل الشاب يسمع من أين يأتي صوتها حتى وجدها، لكنه من شدة التعبِ نام على الرمال، وبعد لحظات شعرَ بدفءٍ مجنونٍ، وراح يهذي، وفي صباح اليوم التالي استيقظ من نومه، وقال لا يوجد أية امرأة هنا، لكنه وجد ورقةً معلقة على الشجيرة، وكتب فيها كنتَ تهذي، رغم أن حاجز الرمال بيننا كان يمنعكَ من لمسي، فهل صوتي الأنثوي جعلك تشعرُ بدفءٍ مجنونٍ؟ فابتسم ذاك الشاب، وقال: رغم نومي على الرمال بجانب امرأة لم أرها البتة، إلا أنني كنتُ أهذي وأبرطم حينها بكلماتٍ لم أفهمها..
عطا الله شاهين
لم يدر ذاك الشّاب، بأنه سيهْذي، حينما وجد نفسه ذات ليلة حالكة تائها في صحراء شاسعة وبينما كان يخطو على الرمال الساخنة سمع صوت امرأة تقول أرجوك لا تعتدي عليّ، فأنا تهت هنا بينما كنتُ عائدة إلى بيتي، فقال لها الشاب: أين أنتِ؟ فردت عليه بصوت خائف: عدْني بأن لا تعتدي، فقال لها: أعدك فأنا مرهق سأظل هادئا، ولا يمكن لي أن أتخيل بأن أعتدي على امرأة البتّة مهما كانت الأسباب، وحين سمعت كلامه ارتاحت لأن نبرة صوته كانت حزينة، فقالت له: اتبع صوتي، فأنا هنا تحت شجيرة، فظل الشاب يسمع من أين يأتي صوتها حتى وجدها، لكنه من شدة التعبِ نام على الرمال، وبعد لحظات شعرَ بدفءٍ مجنونٍ، وراح يهذي، وفي صباح اليوم التالي استيقظ من نومه، وقال لا يوجد أية امرأة هنا، لكنه وجد ورقةً معلقة على الشجيرة، وكتب فيها كنتَ تهذي، رغم أن حاجز الرمال بيننا كان يمنعكَ من لمسي، فهل صوتي الأنثوي جعلك تشعرُ بدفءٍ مجنونٍ؟ فابتسم ذاك الشاب، وقال: رغم نومي على الرمال بجانب امرأة لم أرها البتة، إلا أنني كنتُ أهذي وأبرطم حينها بكلماتٍ لم أفهمها..