من ذكريات الحرب علي العراق ١٩٩١...الجزء الثاني ..
اول ليله في بغداد بدء القصف ونحن ما زلنا نتناول عشائنا علي الرصيف وكما قلت طمئننا ابو الكباب وقال كملوا عشاكم ماكوا شي القصف بعيد ذوله جبناء لكن يمكن رؤيه اطلاقات المدافع المضاده وسماع اصوات القصف وتستمر الحياه ..
بعد العشا مزيد من الشاي والاستمتاع بلسعه البرد الخفيف من ليالي كانون لنعود ادراجنا الي الفندق الذي لم يكن به من النزلاء الا نحن علي الاكثر فلا كهرباء ولا مصعد ولا تلفزيون وصديقنا السوداني يقوم بمهام الاداره والخدمه وتسخين الماء واحضاره الي الغرف التي كانت في الطابق الرابع ..
كانت ليله عصيبه اشتد فيها القصف حتي ترتج الاسره حاولنا النوم قدر المستطاع الي ان طلع الفجر وصدحت اصوات المأذن توقف سماع اصوات القصف وبدات اصوات السيارات والزوامير وما ان طلع الضو حتي بدات الحركه والحياه قي الشوارع القريبه وكان شيئا لم يكن ...
بغداد بتفتح النفس شهيه ومشهيه وافطارها كذلك
خبز تنور حار وبيض وجبن وشاي ...
ونكات وقفشات من ابو خالد علي الصبح تنعش النفس وتعيد بعض البهجه ..
المعنويات عاليه ومظاهر توترنا اختفت واستعدنا بعضا من ثقتنا بالنفس وبقدره العراق علي الصمود والمقاومه ...
بعد المزيد من الاتصالات مع الاصدقاء والرفاق بدا الشباب بالتوافد واول شيء لا بد من عمله تفريغ الحموله وتوزيعها حيث الكثير من ربطات الخبز والمواد التموينيه والادويه وعلب الحلوي ..
تم ذلك علي وجه السرعه وبعدها انتقلنا الي مقر اقامتنا الجديد حيث الاخ الكريم ابو مهند اعطاني مفاتيح بيته في زيونه وكان عامرا بكل شيء ...
من الملاحظات الجميله ان جميلات الحي يظهرن بعد العصر للتنزه والاطمئنان علي الاصدقاء بنظره هنا وتحيه من هناك وشلونك عيني شلونك وتبادل الاحاديث قبل العتمه وبدء موجه جديده من القصف ...
كانت الاخبار يتم تناقلها يدويا وشفهيا فلا يوجد قنوات اخباريه والتلفزيون غالبا مش شغال لانقطاع التيار والراديوا اكثر ما يكون علي مونت كارلو واللبي بي سي واذاعات ايرانيه موجهه باللغه العربيه كانت تسمع في بعض مناطق بغداد .
كانت اخبار القصف الجوي ولم يكن هناك حرب بريه او اقتحامات للحدود العراقيه ولم تكن الحرب البريه قد بدات بعد لدخول الكويت ...
كنا نتنقل في بغداد ما بين المكاتب ونتبادل الاحاديث ونتناقل الاخبار كما تاتي ..
بعض المظاهر محزنه ومزعجه شحه البنزين للتنقل واحتكار البعض لذلك وارتفاع اجور المواصلات والتكاسي ...كان المرحوم جودت درويش ياتينا من البلديات ويقوم بواجباته بالرغم من عدم حصوله الا علي ٥ لتر بنزين كل يومين ولا تكفي لمشوار واحد ..
استطعنا تامين مزيد من الديزل لسيارتنا وكنا نتحرك براحه اكثر ...
مكاتب القياده انتقلت من المبني الجديد الي المباني القديمه في العلاوي وقد حظيت بالقاء مع عديد من الرفاق ..ومن الطف اللقاءات مع المرحوم الدكتور الياس فرح امام مكتبه في الحديقه ..
كان متالما لمواقف الاصدقاء الذين غابوا او تبخروا وان كل ما بذله العراق والحزب من جهد في علاقاته الخارجيه لم يؤت ثماره كما كان متوقعا ...
كان متوقعا مظاهرات عارمه في شوارع العواصم العربيه لم تحدث مواقف جريئه لم تحدث مقاطعه لدول العدوان لم تحدث اما موضوع ضرب مصالح دول العدوان فقد اصبح ميؤوسا منه ....كما بدا من الحديث ..
كان للسفاره الفلسطينيه دور كبير في الكثير من الانصالات مع الدول وقد قام جميل شحاده بزياره عزام الاحمد في السفاره واخبرني بما دار من حديث معه وان هناك شروط لوقف النار علي العراق واصرار علي ان لا يحقق العراق اي مكسب ..
ومحاوله ربط الانسحاب من الكويت وتنفيذ'قرارات الامم المتحده مرتبط بتنفيذ اسرائيل للقرارات المتعلقه بها فهي مرفوضه وليست محل تفاوض ..
في محطه اخري كان لقاء مع المرحوم ابو العباس الذي كان قدد هدد باشعال الارض تحت مصالح امريكا في المنطقه والعالم ...قال تفاجئنا من حجم الاحتياطات والاعتفقالات ورصد كل حركه لنا ...لكنه كان واثقا من انتصار العراق وقدرته علي الصمود...
بعض القيادات الفلسطينيه بالتحديد كان مرعوبا علي الصعيد الشخصي وفي لقاءات خاصه كانت تبث بعض الاحاديث والخوف علي مصير العائله والابناء وان الامور لا تبشر بخير ...
كنا نتلمس غياب المعلومات لدي القيادات ولا تزيد كثيرا عما يتم تداوله بكثير ...
والتحليلات ما بين جد متفائله لاخفاء الاحباط وما بين واقعيه بان ما لحق بالعراق وما هو قادم ليس سهلا ولهذه المعركه ما بعدها ...
وبعض التحليلات التي ما زالت تراهن علي روسيا التي كانت في اضعف حالاتها بعد تفكك الاتحاد السوفييتي واوروبا التي تمر في مرحله تحول ...
لقد وقف العراق وحيدا في المواجهه وتفرق من حوله الاشقاء'والاصدقاء. ...
لقاءات حميمه وعشاءات ودعوات اذكر منها عند الحج راتب وال الوحش وابو محمود وابو الوفا رحمه الله ....وكان يتخللها احاديث حول الحاله وما هو المستقبل ..
واكثر ما كان يخيفني هو مصير الكويت ...هل يتمسك العراق وهل يستطيع للحفاظ والاحتفاظ بالارض ام انه سينسحب وكيف وما هو مصير اهلنا ورفاقنا هناك ..
اشتد القصف علي مناطق بغداد معسكر الرشيد مطار المثني محطه القطارت برج الاتصالات وغيرها ...في الايام الاخيره لم يعد للهدوء مكان قصف واسلحه وقذائف متطوره اصابت الجسور والمباني والقصر ومبني القياده القوميه وغيرها ...
اهتزت بغداد ليله قصف مطار المثني وكان القصف يشعرك بانه في بيتك حتي اننا كنا نخرج لنري اذا كان في البيت المجاور ...
وقد نام اخد الاخوه في بيت الدرج وكان يقول الروح مش بعزقه ...
بدت مظاهر غياب ونقص مواد الوقود وغاز المنازل تظهر بوضوح رايت النساء في مناطق بغداد الراقيه تجمع حطب من الحدائق لتشغل التنور لعمل الخبز او للطبخ ..
بعض البنايات كانت مجهزه كشارع حيفا حيث الكهرباء لم تنقطع لوجود المولدات وان يحظر اشعال الطوابق العليا ...خوفا من القصف ...
كانت الملاجيء مجهزه والاستعدادات ظاهره ..
وسيطره الدوله باديه علي مفاصل الحياه ...لكن الي متي وقد اقتربنا من الاربعين وما زالت الحرب والقصف علي اشده والحصار ولا افق في وقف النار ...رغم تقديم العراق لاكثر من مبادره الا انها كانت تقابل بالرفض والمطلوب اعلان الانسحاب وقبول قرارات مجلس الامن كامله دون تحفظ والتي تعني استسلاما واعلان هزيمه العراق ...
لم تستسلم القياده وكانت تقاوم وترد القصف هنا وهناك وتناور ...وعندما كان لا بد من القرار الحاسم تم الانسحاب من الكويت وبالرغم من ذلك تم ملاحقه القوات المنسحبه وتدميرها وقتل عشرات الالاف واعلن الرئيس الشهيد يوم الثامن والعشرين من شباط قبوله بقرارات مجلس الامن ووقف اطلاق النار وتشكيل وفد عسكري للتفاوض في خيمه صفوان ..
في صباح الخميس بدت بغداد مكفهره صفراء مشحبره تغطيها عاصفه ترابيه وكانها تشارك فيما الت اليه الامور ..
حقيقه وصلنا الشعور والاحساس بالهزيمه رغم الصمود والمقاومه وغادرنا بالم وانكسار علي عكس ما جئنا ...
لقد رايت ملامح الطريق قد تغيرت واصابها الكثير من الدمار خلال الاسبوعين الاخيرين ...
في منطقه الكيلو ١٦٠ غطتنا غمامه لمسافه طويله وعلي الاكثر كانت نتيجه قصف معسكر عكاشات بقذائف نوويه او مخصبه ..
الذكريات كثيره لكنها مؤلمه وبعضها لا يصلح للنشر
فاعذروني ...
اول ليله في بغداد بدء القصف ونحن ما زلنا نتناول عشائنا علي الرصيف وكما قلت طمئننا ابو الكباب وقال كملوا عشاكم ماكوا شي القصف بعيد ذوله جبناء لكن يمكن رؤيه اطلاقات المدافع المضاده وسماع اصوات القصف وتستمر الحياه ..
بعد العشا مزيد من الشاي والاستمتاع بلسعه البرد الخفيف من ليالي كانون لنعود ادراجنا الي الفندق الذي لم يكن به من النزلاء الا نحن علي الاكثر فلا كهرباء ولا مصعد ولا تلفزيون وصديقنا السوداني يقوم بمهام الاداره والخدمه وتسخين الماء واحضاره الي الغرف التي كانت في الطابق الرابع ..
كانت ليله عصيبه اشتد فيها القصف حتي ترتج الاسره حاولنا النوم قدر المستطاع الي ان طلع الفجر وصدحت اصوات المأذن توقف سماع اصوات القصف وبدات اصوات السيارات والزوامير وما ان طلع الضو حتي بدات الحركه والحياه قي الشوارع القريبه وكان شيئا لم يكن ...
بغداد بتفتح النفس شهيه ومشهيه وافطارها كذلك
خبز تنور حار وبيض وجبن وشاي ...
ونكات وقفشات من ابو خالد علي الصبح تنعش النفس وتعيد بعض البهجه ..
المعنويات عاليه ومظاهر توترنا اختفت واستعدنا بعضا من ثقتنا بالنفس وبقدره العراق علي الصمود والمقاومه ...
بعد المزيد من الاتصالات مع الاصدقاء والرفاق بدا الشباب بالتوافد واول شيء لا بد من عمله تفريغ الحموله وتوزيعها حيث الكثير من ربطات الخبز والمواد التموينيه والادويه وعلب الحلوي ..
تم ذلك علي وجه السرعه وبعدها انتقلنا الي مقر اقامتنا الجديد حيث الاخ الكريم ابو مهند اعطاني مفاتيح بيته في زيونه وكان عامرا بكل شيء ...
من الملاحظات الجميله ان جميلات الحي يظهرن بعد العصر للتنزه والاطمئنان علي الاصدقاء بنظره هنا وتحيه من هناك وشلونك عيني شلونك وتبادل الاحاديث قبل العتمه وبدء موجه جديده من القصف ...
كانت الاخبار يتم تناقلها يدويا وشفهيا فلا يوجد قنوات اخباريه والتلفزيون غالبا مش شغال لانقطاع التيار والراديوا اكثر ما يكون علي مونت كارلو واللبي بي سي واذاعات ايرانيه موجهه باللغه العربيه كانت تسمع في بعض مناطق بغداد .
كانت اخبار القصف الجوي ولم يكن هناك حرب بريه او اقتحامات للحدود العراقيه ولم تكن الحرب البريه قد بدات بعد لدخول الكويت ...
كنا نتنقل في بغداد ما بين المكاتب ونتبادل الاحاديث ونتناقل الاخبار كما تاتي ..
بعض المظاهر محزنه ومزعجه شحه البنزين للتنقل واحتكار البعض لذلك وارتفاع اجور المواصلات والتكاسي ...كان المرحوم جودت درويش ياتينا من البلديات ويقوم بواجباته بالرغم من عدم حصوله الا علي ٥ لتر بنزين كل يومين ولا تكفي لمشوار واحد ..
استطعنا تامين مزيد من الديزل لسيارتنا وكنا نتحرك براحه اكثر ...
مكاتب القياده انتقلت من المبني الجديد الي المباني القديمه في العلاوي وقد حظيت بالقاء مع عديد من الرفاق ..ومن الطف اللقاءات مع المرحوم الدكتور الياس فرح امام مكتبه في الحديقه ..
كان متالما لمواقف الاصدقاء الذين غابوا او تبخروا وان كل ما بذله العراق والحزب من جهد في علاقاته الخارجيه لم يؤت ثماره كما كان متوقعا ...
كان متوقعا مظاهرات عارمه في شوارع العواصم العربيه لم تحدث مواقف جريئه لم تحدث مقاطعه لدول العدوان لم تحدث اما موضوع ضرب مصالح دول العدوان فقد اصبح ميؤوسا منه ....كما بدا من الحديث ..
كان للسفاره الفلسطينيه دور كبير في الكثير من الانصالات مع الدول وقد قام جميل شحاده بزياره عزام الاحمد في السفاره واخبرني بما دار من حديث معه وان هناك شروط لوقف النار علي العراق واصرار علي ان لا يحقق العراق اي مكسب ..
ومحاوله ربط الانسحاب من الكويت وتنفيذ'قرارات الامم المتحده مرتبط بتنفيذ اسرائيل للقرارات المتعلقه بها فهي مرفوضه وليست محل تفاوض ..
في محطه اخري كان لقاء مع المرحوم ابو العباس الذي كان قدد هدد باشعال الارض تحت مصالح امريكا في المنطقه والعالم ...قال تفاجئنا من حجم الاحتياطات والاعتفقالات ورصد كل حركه لنا ...لكنه كان واثقا من انتصار العراق وقدرته علي الصمود...
بعض القيادات الفلسطينيه بالتحديد كان مرعوبا علي الصعيد الشخصي وفي لقاءات خاصه كانت تبث بعض الاحاديث والخوف علي مصير العائله والابناء وان الامور لا تبشر بخير ...
كنا نتلمس غياب المعلومات لدي القيادات ولا تزيد كثيرا عما يتم تداوله بكثير ...
والتحليلات ما بين جد متفائله لاخفاء الاحباط وما بين واقعيه بان ما لحق بالعراق وما هو قادم ليس سهلا ولهذه المعركه ما بعدها ...
وبعض التحليلات التي ما زالت تراهن علي روسيا التي كانت في اضعف حالاتها بعد تفكك الاتحاد السوفييتي واوروبا التي تمر في مرحله تحول ...
لقد وقف العراق وحيدا في المواجهه وتفرق من حوله الاشقاء'والاصدقاء. ...
لقاءات حميمه وعشاءات ودعوات اذكر منها عند الحج راتب وال الوحش وابو محمود وابو الوفا رحمه الله ....وكان يتخللها احاديث حول الحاله وما هو المستقبل ..
واكثر ما كان يخيفني هو مصير الكويت ...هل يتمسك العراق وهل يستطيع للحفاظ والاحتفاظ بالارض ام انه سينسحب وكيف وما هو مصير اهلنا ورفاقنا هناك ..
اشتد القصف علي مناطق بغداد معسكر الرشيد مطار المثني محطه القطارت برج الاتصالات وغيرها ...في الايام الاخيره لم يعد للهدوء مكان قصف واسلحه وقذائف متطوره اصابت الجسور والمباني والقصر ومبني القياده القوميه وغيرها ...
اهتزت بغداد ليله قصف مطار المثني وكان القصف يشعرك بانه في بيتك حتي اننا كنا نخرج لنري اذا كان في البيت المجاور ...
وقد نام اخد الاخوه في بيت الدرج وكان يقول الروح مش بعزقه ...
بدت مظاهر غياب ونقص مواد الوقود وغاز المنازل تظهر بوضوح رايت النساء في مناطق بغداد الراقيه تجمع حطب من الحدائق لتشغل التنور لعمل الخبز او للطبخ ..
بعض البنايات كانت مجهزه كشارع حيفا حيث الكهرباء لم تنقطع لوجود المولدات وان يحظر اشعال الطوابق العليا ...خوفا من القصف ...
كانت الملاجيء مجهزه والاستعدادات ظاهره ..
وسيطره الدوله باديه علي مفاصل الحياه ...لكن الي متي وقد اقتربنا من الاربعين وما زالت الحرب والقصف علي اشده والحصار ولا افق في وقف النار ...رغم تقديم العراق لاكثر من مبادره الا انها كانت تقابل بالرفض والمطلوب اعلان الانسحاب وقبول قرارات مجلس الامن كامله دون تحفظ والتي تعني استسلاما واعلان هزيمه العراق ...
لم تستسلم القياده وكانت تقاوم وترد القصف هنا وهناك وتناور ...وعندما كان لا بد من القرار الحاسم تم الانسحاب من الكويت وبالرغم من ذلك تم ملاحقه القوات المنسحبه وتدميرها وقتل عشرات الالاف واعلن الرئيس الشهيد يوم الثامن والعشرين من شباط قبوله بقرارات مجلس الامن ووقف اطلاق النار وتشكيل وفد عسكري للتفاوض في خيمه صفوان ..
في صباح الخميس بدت بغداد مكفهره صفراء مشحبره تغطيها عاصفه ترابيه وكانها تشارك فيما الت اليه الامور ..
حقيقه وصلنا الشعور والاحساس بالهزيمه رغم الصمود والمقاومه وغادرنا بالم وانكسار علي عكس ما جئنا ...
لقد رايت ملامح الطريق قد تغيرت واصابها الكثير من الدمار خلال الاسبوعين الاخيرين ...
في منطقه الكيلو ١٦٠ غطتنا غمامه لمسافه طويله وعلي الاكثر كانت نتيجه قصف معسكر عكاشات بقذائف نوويه او مخصبه ..
الذكريات كثيره لكنها مؤلمه وبعضها لا يصلح للنشر
فاعذروني ...