
وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا
إنّ دين الإسلام هو دين المحبة والتسامح والسلام، يحثّ على الأخلاق ويدعو إلى الفضيلة، وينبذ الرذيلة وكُلّ خُلُقٍ سَيّءٍ، ولقد اصطفى الله تعالى نبيّه ورسوله سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ووصفه في القرآن الكريم بأنه على خُلقٍ عظيم، وأمر المؤمنين بالاقتداء به.
إنّ الأعمال الظاهرة للإنسان هي التي يراها الناس، ويحكمون عليه من خلالها، أما العقيدة والنيّات والإخلاص في العبادات فإنّ محلّها القلب، واللّه تعالى أعلم بالنوايا وما تُخفي الصدور. إنّ الناس يحكمون على الشخص من خلال سلوكه وأخلاقه؛ ويُقيِّمون تَدَيَّنُه بِناءً على تعامله، لا عن طريق أقواله. ولقد انتشر الاسلام بأخلاق التجار وسلوكهم في شرق آسيا ودول البلقان في أوروبا، والدول الإفريقية. ملايين البشر اعتنقوا الإسلام نتيجة حُسن أخلاق التجار المسلمين، والصدق والأمانة والعدل في تعاملاتهم مع الناس، ولم ينتشر الإسلام بحد السيف ولا بفصاحة الدعاة، ولكن بحسن أحوالهم، ولسان الحال أفصح من لسان القال، وأصدق من كل مقال كما قيل.
- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: (مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلا قَالَ: لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ) رواه احمد.
- عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْفُحْشَ، وَالتَّفَحُّشَ لَيْسَا مِنَ الْإِسْلَامِ، وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إِسْلَامًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا) رواه احمد.
قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُون) البقرة 83.
قال السعدي - رحمه الله - في تفسيره: (ثم أمر بالإحسان إلى الناس عموما فقال: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، ومن القول الحسن أَمْرُهم بالمعروف، ونهيُهم عن المنكر، وتعليمهم العلم، وبذل السلام، والبشاشة وغير ذلك من كلِّ كلامٍ طيّب. ولـمّا كان الإنسان لا يسع الناس بماله، أُمِر بأمرٍ يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق، وهو الإحسان بالقول، فيكون في ضمن ذلك، النهي عن الكلام القبيح للناس حتى "للكفار"، ولهذا قال تعالى: " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ". ومن أدب الإنسان الذي أدّب الله به عباده، أن يكون الإنسان نزيها فى أقواله وأفعاله، غير فاحش ولا بذيء، ولا شاتم، ولا مخاصم، بل يكون حسن الخلق، واسع الحلم، مجاملًا لكل أحد، صبورا على ما يناله من أذى الخلق، امتثالا لأمر الله، ورجاء لثوابه، ثم أمرهم بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، لما تقدم أنّ الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود، والزكاة متضمنة للإحسان إلى العبيد، ثم بعد هذا الأمر لكم، بهذه الأوامر الحسنة التي إذا نظر إليها البصير العاقل عرف أنّ من إحسان الله على عباده، أن أمرهم بها، وتفضل بها عليهم، وأخذ المواثيق عليكم "ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ" على وجه الإعراض، لأنّ المتولي قد يتولى، وله نية رجوع إلى ما تولى عنه، وهؤلاء ليس لهم ربة ولا رجوع في هذه الأوامر، فنعوذ بالله من الخذلان، وقوله "إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ" هذا استثناء، لئلا يوهم أنهم تولوا كلهم، فأخبر أنّ قليلا منهم، عصمهم الله وثبتهم) اهـ.
قال القرطبي - رحمه الله- في تفسيره:: (قال أبو العاليه رحمه الله: قولوا لهم الطيّب من القول، وجازوهم بأحسن ما تحبون أن تُجازوا به. وهذا كله حضّ على مكارم الأخلاق، فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس ليّنا ووجهه منبسطا طلقا مع البرّ والفاجر، والسنّي والمبتدع، من غير مداهنة، ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يَرضي مذهبه، لأنّ الله تعالى قال لموسى وهارون - عليهما السلام-: "فقولا له قولا ليّنا" طه 44. فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون، والفاجر ليس بأخبث من فرعون، وقد أمرهما الله تعالى باللّين معه. وقال طلحة بن عمر: قلت لعطاء إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة، وأنا رجلٌ فيّ حِدّة فأقول لهم بعض القول الغليظ؛ فقال: لا تفعل! يقول الله تعالى: "وقُولُوا للنَّاسِ حُسْنًا"، فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى فكيف بالحنيفيّ. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة رضي الله عنها : "لَا تَكُونِي فَحَّاشَةً فَإِنَّ الْفُحْشَ لَوْ كَانَ رَجُلًا لَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ") اهـ.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلانَةً تَقُومُ اللَّيْلَ، وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَّدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، قَالُوا: وَفُلانَةٌ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصَّدَّقُ بِأَثْوَارٍ، وَلا تُؤْذِي أَحَدًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) رواه البخاري.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ) قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ، فَقَالَ: (إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّار) رواه مسلم.
- عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ:"جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ، مِمَّا يُطِيلُ بِنَا، فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَضِبَ فِي مَوْعِظَةٍ قَطُّ أَشَدَّ مِمَّا غَضِبَ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ، فَلْيُوجِزْ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ الْكَبِيرَ، وَالضَّعِيفَ، وَذَا الْحَاجَةِ) متفق عليه.
اللّهم اهدنا واهدي بنا، وانصرنا وانصر بنا، وثبّتنا على دينك، وحسّن أخلاقنا، وألفّ بين قلوبنا، وصلّ اللّهم وسلّم وبارك على من أرسلته رحمةً للعالمين سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين في كلِّ وقتٍ وحبن.
الحبيب خميس بوخريص
[email protected]
إنّ دين الإسلام هو دين المحبة والتسامح والسلام، يحثّ على الأخلاق ويدعو إلى الفضيلة، وينبذ الرذيلة وكُلّ خُلُقٍ سَيّءٍ، ولقد اصطفى الله تعالى نبيّه ورسوله سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ووصفه في القرآن الكريم بأنه على خُلقٍ عظيم، وأمر المؤمنين بالاقتداء به.
إنّ الأعمال الظاهرة للإنسان هي التي يراها الناس، ويحكمون عليه من خلالها، أما العقيدة والنيّات والإخلاص في العبادات فإنّ محلّها القلب، واللّه تعالى أعلم بالنوايا وما تُخفي الصدور. إنّ الناس يحكمون على الشخص من خلال سلوكه وأخلاقه؛ ويُقيِّمون تَدَيَّنُه بِناءً على تعامله، لا عن طريق أقواله. ولقد انتشر الاسلام بأخلاق التجار وسلوكهم في شرق آسيا ودول البلقان في أوروبا، والدول الإفريقية. ملايين البشر اعتنقوا الإسلام نتيجة حُسن أخلاق التجار المسلمين، والصدق والأمانة والعدل في تعاملاتهم مع الناس، ولم ينتشر الإسلام بحد السيف ولا بفصاحة الدعاة، ولكن بحسن أحوالهم، ولسان الحال أفصح من لسان القال، وأصدق من كل مقال كما قيل.
- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: (مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلا قَالَ: لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ) رواه احمد.
- عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْفُحْشَ، وَالتَّفَحُّشَ لَيْسَا مِنَ الْإِسْلَامِ، وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إِسْلَامًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا) رواه احمد.
قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُون) البقرة 83.
قال السعدي - رحمه الله - في تفسيره: (ثم أمر بالإحسان إلى الناس عموما فقال: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، ومن القول الحسن أَمْرُهم بالمعروف، ونهيُهم عن المنكر، وتعليمهم العلم، وبذل السلام، والبشاشة وغير ذلك من كلِّ كلامٍ طيّب. ولـمّا كان الإنسان لا يسع الناس بماله، أُمِر بأمرٍ يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق، وهو الإحسان بالقول، فيكون في ضمن ذلك، النهي عن الكلام القبيح للناس حتى "للكفار"، ولهذا قال تعالى: " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ". ومن أدب الإنسان الذي أدّب الله به عباده، أن يكون الإنسان نزيها فى أقواله وأفعاله، غير فاحش ولا بذيء، ولا شاتم، ولا مخاصم، بل يكون حسن الخلق، واسع الحلم، مجاملًا لكل أحد، صبورا على ما يناله من أذى الخلق، امتثالا لأمر الله، ورجاء لثوابه، ثم أمرهم بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، لما تقدم أنّ الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود، والزكاة متضمنة للإحسان إلى العبيد، ثم بعد هذا الأمر لكم، بهذه الأوامر الحسنة التي إذا نظر إليها البصير العاقل عرف أنّ من إحسان الله على عباده، أن أمرهم بها، وتفضل بها عليهم، وأخذ المواثيق عليكم "ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ" على وجه الإعراض، لأنّ المتولي قد يتولى، وله نية رجوع إلى ما تولى عنه، وهؤلاء ليس لهم ربة ولا رجوع في هذه الأوامر، فنعوذ بالله من الخذلان، وقوله "إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ" هذا استثناء، لئلا يوهم أنهم تولوا كلهم، فأخبر أنّ قليلا منهم، عصمهم الله وثبتهم) اهـ.
قال القرطبي - رحمه الله- في تفسيره:: (قال أبو العاليه رحمه الله: قولوا لهم الطيّب من القول، وجازوهم بأحسن ما تحبون أن تُجازوا به. وهذا كله حضّ على مكارم الأخلاق، فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس ليّنا ووجهه منبسطا طلقا مع البرّ والفاجر، والسنّي والمبتدع، من غير مداهنة، ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يَرضي مذهبه، لأنّ الله تعالى قال لموسى وهارون - عليهما السلام-: "فقولا له قولا ليّنا" طه 44. فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون، والفاجر ليس بأخبث من فرعون، وقد أمرهما الله تعالى باللّين معه. وقال طلحة بن عمر: قلت لعطاء إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة، وأنا رجلٌ فيّ حِدّة فأقول لهم بعض القول الغليظ؛ فقال: لا تفعل! يقول الله تعالى: "وقُولُوا للنَّاسِ حُسْنًا"، فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى فكيف بالحنيفيّ. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة رضي الله عنها : "لَا تَكُونِي فَحَّاشَةً فَإِنَّ الْفُحْشَ لَوْ كَانَ رَجُلًا لَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ") اهـ.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلانَةً تَقُومُ اللَّيْلَ، وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَّدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، قَالُوا: وَفُلانَةٌ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصَّدَّقُ بِأَثْوَارٍ، وَلا تُؤْذِي أَحَدًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) رواه البخاري.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ) قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ، فَقَالَ: (إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّار) رواه مسلم.
- عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ:"جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ، مِمَّا يُطِيلُ بِنَا، فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَضِبَ فِي مَوْعِظَةٍ قَطُّ أَشَدَّ مِمَّا غَضِبَ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ، فَلْيُوجِزْ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ الْكَبِيرَ، وَالضَّعِيفَ، وَذَا الْحَاجَةِ) متفق عليه.
اللّهم اهدنا واهدي بنا، وانصرنا وانصر بنا، وثبّتنا على دينك، وحسّن أخلاقنا، وألفّ بين قلوبنا، وصلّ اللّهم وسلّم وبارك على من أرسلته رحمةً للعالمين سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين في كلِّ وقتٍ وحبن.
الحبيب خميس بوخريص
[email protected]