المدرب الدولي علي عودة الطراونة
باحث دكتوراة في الإدارة التربوية
في أعقاب العقود الأخيرة من القرن العشرين ورغم الظروف المعيشية البسيطة التي كانت تعيشها المجتمعات العربية، كان التواصل الاجتماعي بين الناس حاضرًا؛ إذ مثل حالة استثنائية بكافة المناسبات في الأفراح والأتراح، إلى أن حضر الاستعمار العسكري الذي هدد بالانقسام بين الشعوب، واستمر تأثيره على ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم إلى يومنا الحاضر.
وقد كان لأثر الاستعمار على الثقافة ظهور الاستعمار الثقافي أو ما يسمى "بالاستعمار الناعم"، والذي استهدف مجتمعاتنا العربية بكافة أفراده ومؤسساته تحت مسميات مختلفة باستخدام وسائل متنوعة ومن أبرزها مصطلح "العولمة" التي حولت العالم إلى قرية صغيرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة التي أصبحت سلاح ذو حدين، فهناك من يستخدمها للخير، ومنهم من يستخدمها للشر.
لقد اشتاحت مواقع التواصل الاجتماعي البيوت العربية برمتها، إذ لا يكاد كل بيت وكل أسرة تخلو من هذه الوسائل التي اخترقت الخصوصيات بين الأسر، وللأسف أن ضعاف النفوس وأصحاب الأجندات استطاعوا استغلالها لمصالحهم، والبعض لحب الشهرة وإبراز أنفسهم من خلالها، لا بل أن تأثيرها وصل إلى التفكك الأسري، فانتشرت حالات الطلاق بين المتزوجين، وازداد أثرها على عقول الأطفال، وانتشرت حالات الإدمان، وظهور الجماعات والأحزاب التي تحرض على هدم الأوطان.
الحديث عن مواقع التواصل الاجتماعي كظاهرة من ظواهر الاستعمار الناعم يطول فيطول معه الحديث عن التناحر الاجتماعي من خلالها، في مقال أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم على دور هذه المواقع في هدم العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد، نعم فقد أصبحنا اليوم نجلد أنفسنا من خلالها، فمن يحقد على صاحبه يستغلها لهتك خصوصيته وفرد أوراقه، بل أنها أصبحت تفريغ للعواطف والمشاعر والأحاسيس بين أبناء وبنات المجتمع، ونشر النعم والأطعمة، ونشر صور الأطفال، إذ لا يخلو كل يوم من حالة وفاة لشخص عزيز أو لطفل بسبب نشر أخباره وأسراره على هذ المواقع.
ناهيك عن العنصرية العقائدية والعشائرية التي وصلت للأسف إلى الإساءة لعشائر ولرموز وطنية ضحوا من أجل أوطانهم بسبب عشيرته، نكاد نبكي مما نشاهده اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم من حقد وغل وحسد، لا يسعني في ختام هذه المقال إلا أن أدعو الله عز وجل أن يحفظ بلادنا وبلاد العرب والمسلمين من كل مكروه، وأن يجعل المقال نقطة انطلاق للمسار الحقيقي للمجتمعاتنا العربية والاسلامية وأنصح نفسي أولًا وكل مرتادي هذه المواقع بأن نتقي الله في أنفسنا ولنستعين بقضاء حوائجنا بالكتمان، والله ولي التوفيق.
باحث دكتوراة في الإدارة التربوية
في أعقاب العقود الأخيرة من القرن العشرين ورغم الظروف المعيشية البسيطة التي كانت تعيشها المجتمعات العربية، كان التواصل الاجتماعي بين الناس حاضرًا؛ إذ مثل حالة استثنائية بكافة المناسبات في الأفراح والأتراح، إلى أن حضر الاستعمار العسكري الذي هدد بالانقسام بين الشعوب، واستمر تأثيره على ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم إلى يومنا الحاضر.
وقد كان لأثر الاستعمار على الثقافة ظهور الاستعمار الثقافي أو ما يسمى "بالاستعمار الناعم"، والذي استهدف مجتمعاتنا العربية بكافة أفراده ومؤسساته تحت مسميات مختلفة باستخدام وسائل متنوعة ومن أبرزها مصطلح "العولمة" التي حولت العالم إلى قرية صغيرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة التي أصبحت سلاح ذو حدين، فهناك من يستخدمها للخير، ومنهم من يستخدمها للشر.
لقد اشتاحت مواقع التواصل الاجتماعي البيوت العربية برمتها، إذ لا يكاد كل بيت وكل أسرة تخلو من هذه الوسائل التي اخترقت الخصوصيات بين الأسر، وللأسف أن ضعاف النفوس وأصحاب الأجندات استطاعوا استغلالها لمصالحهم، والبعض لحب الشهرة وإبراز أنفسهم من خلالها، لا بل أن تأثيرها وصل إلى التفكك الأسري، فانتشرت حالات الطلاق بين المتزوجين، وازداد أثرها على عقول الأطفال، وانتشرت حالات الإدمان، وظهور الجماعات والأحزاب التي تحرض على هدم الأوطان.
الحديث عن مواقع التواصل الاجتماعي كظاهرة من ظواهر الاستعمار الناعم يطول فيطول معه الحديث عن التناحر الاجتماعي من خلالها، في مقال أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم على دور هذه المواقع في هدم العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد، نعم فقد أصبحنا اليوم نجلد أنفسنا من خلالها، فمن يحقد على صاحبه يستغلها لهتك خصوصيته وفرد أوراقه، بل أنها أصبحت تفريغ للعواطف والمشاعر والأحاسيس بين أبناء وبنات المجتمع، ونشر النعم والأطعمة، ونشر صور الأطفال، إذ لا يخلو كل يوم من حالة وفاة لشخص عزيز أو لطفل بسبب نشر أخباره وأسراره على هذ المواقع.
ناهيك عن العنصرية العقائدية والعشائرية التي وصلت للأسف إلى الإساءة لعشائر ولرموز وطنية ضحوا من أجل أوطانهم بسبب عشيرته، نكاد نبكي مما نشاهده اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم من حقد وغل وحسد، لا يسعني في ختام هذه المقال إلا أن أدعو الله عز وجل أن يحفظ بلادنا وبلاد العرب والمسلمين من كل مكروه، وأن يجعل المقال نقطة انطلاق للمسار الحقيقي للمجتمعاتنا العربية والاسلامية وأنصح نفسي أولًا وكل مرتادي هذه المواقع بأن نتقي الله في أنفسنا ولنستعين بقضاء حوائجنا بالكتمان، والله ولي التوفيق.