ماذا وراء عودة العلوج للعـــراق ؟
سعد السامرائي
مباشرة بعد أعلان امريكا عن نيتها الانسحاب من سوريا بدأت قواتها تتسلل للعراق من جميع الجهات المتاحة لهم من شمال وغرب وجنوب العراق وقد أطلق الذباب الالكتروني كما يسمى بحملة متوازية تدعوا لتجنب مواجهة القوات الامريكية أو محاولة الانتقام منها .. ومنهم من وصل به الامر الى تصديق ان الامريكان قد جاؤوا هذه المرة منقذين للسنة والقوى الوطنية وان وجود القوات الامريكية سيكون عاملا للحساب والعقاب لكل مليشيات ايران التي اقترفت جرائم بحق العراقيين ينأى عنها الضمير الحي. كما يعتقد البعض أن أمريكا لا تزال خيرة و أن لها ضمير حي وانها مستعدة لتصحيح اخطائها !
يقال أن أمريكا قد خسرت ثقلها ودورها في سوريا بعدما مهدت ايران قدوم الروس الذين أصبحوا القوة الضاربة الكبيرة فيها بحيث انهم غيروا الاحداث التي كان من المفترض ان تحدث وبقي الاسد بمكانه ليتحول الى لعبة بيد الروس , الا ان هذا الامر في حقيقته مناسبا لاسرائيل اللقيطة ولامريكا ذلك لان أي تغيير كان ممكن ان يحدث في سوريا فانه سيشكل عبئا على (اسرائيل) وامريكا وحتى تركيا التي تغض أمريكا الطرف عن تواجدها لسبب قد يجعل تواجد قواتها محرجا لروسيا او قد تتطور الاحداث بينهما لمواجهة عسكرية .. اذن لم يكن اعلان انسحاب القوات الامريكية من سوريا اعلان عن هزيمة بقدر ما هو ان أهداف أمريكا قد تحققت فيها وهو ابقاء الاسد بكل ما يحمل من خنوع وود لامريكا واسرائيل اللقيطة واجبار الجميع على التعامل معه في هذه المرحلة, وهذا الانسحاب سيساعدها لتقوية تواجدها داخل العراق كي لا تقدم ايران نفس التسهيلات للروس فيزيدوا تواجدهم في العراق ثم يقتسموا الكيكة العراقية مع امريكا!,
لذلك فعملية تحجيم دور الفرس بالعراق وسوريا ولبنان أصبح قاب قوسين او ادنى ,لا انوه على احتمال نشوب حرب كبيرة مدمرة بين الامريكان والفرس بل انه سيتم قطع يد ايران في سوريا ولبنان حيث أن الدلائل كانت تشير الى ان اوامر فارسية قد صدرت لحسن لبنان المطيع باختلاق مواجهة مع اسرائيل اللقيطة من اجل تحسين صورته وصورة ايران وخداع الشعب العربي من انهما اعداء للصهاينة .! لذلك فان قام بهذه المغامرة فانه سيكون بدون ظهر يحميه او يزوده بالسلاح .
اذن مالمتوقع من حدوثه في الفترة القادمة ؟:
نقسم ردود الفعل هنا الى سنة وشيعة ,اما الاكراد فهم بعتقدون ان وجود الامريكان هو حماية لهم من اجل تحقيق اطماعهم الانفصالية .
حقيقة ان أمريكا لم تزيد من عديد قواتها في العراق من اجل لا شيء ,فلا بد اذن من وجود اهداف لها جعلتها تقوم بهذه الخطوة التي على اقلها ستكتسب صدقية بتعهدها حماية دول الخليج العربي وهي التي سحبت مئات المليارات من الدولارات منهم بهذه الحجة . فانه من الطبيعي ان تعمد على تقليص قوة وفاعلية الميليشيات الأكثر تبعية وانصياعا لأوامر ايران لانها قد تكون الوحيدة من الميليشيات الشيعية العراقية التي تنفذ أوامر الفرس اذا ما اطلقوا فتوى جهاد لقتال الامريكان ذلك لاني اشك في ان يقوم السيستاني باصدار مثل هذه الفتوى حتى لو جائته التعليمات من الفرس لانه سيخشى على موقعه وان أمريكا ممكن ان تفضحه بالتسجيلات التي لديها عنه وعن التعاملات بينهما ووعوده لها. لذلك لن يستبعد ان تقوم أمريكا بضربات استباقية او عمليات نزع سلاح لهذه الميليشيات المعروفة والتي تصرح بانها تابعة لولاية فقيه ايران مباشرة وبصورة رسمية وانها رهن اشارتهم . ومن عادة أمريكا ان تباغت هذه الميليشيات الهجينة الغير منضبطة وتقوم بضربات استباقية تشتت وجود افرادها وتحيد سلاحها.. وكما متوقع فان الشيعة سينقسمون الى قسمين , قسم سيدعي ان ولائه للعراق والقسم الاخر سننتظر الاحداث لنرى هل هم فعلا منفذين لاوامر الفقيه الايراني وانهم مستعدين للموت في سبيله أم انهم اسود فقط على ابناء جلدتهم من العراقيين يدفعهم حقد دفين من تربية البيت والملالي المزمن.؟!
موقف السنة والقوى الوطنية ونلاحظ هنا ان القوى الوطنية بما فيها من شيعة واخرين فان موقفهم غالبا يتلاقى مع السنة وتكون مواقفهم واحدة عدا سنة العملية السياسية من احزاب موالية للاخوان فهم سيقفون ايضا متفرجين على أمل الحصول على نصيب الاسد في التغيير الجديد باعتبارهم تعاونوا مع الامريكان منذ البدء وانهم باشتراكههم قد اضفوا الشرعية على حكم ازلام ايران .. لذلك فالمتوقع من هذه القوى مجتمعة عدم المصادمة مع قوى الشر الامريكية منعا لخلط الاوراق وانتظارا لتوضيح مدى مصداقية وعود أمريكا من أجل التغيير في العراق.
ماذا تمتلك ايران ؟
ايران تعلم جيدا ان لا صديق دائم لأمريكا وانها قرأت رسائل ترامب بجدية لذلك هي حاولت ان تتقرب أكثر للروس وان تورطهم في العراق بحجة التعاون المشترك والقضاء على ما تبقى من داعش فقامت بتسليح جزء منهم وأحضرت الجزء الآخر من أفغانستان إلا ان الروس كانوا اعقل منهم وتحركوا بهذا الاتجاه بحذر شديد منعا للتصادم مع الامريكان وقيام حرب نووية عالمية اخرى. ووضعوا الكرة بملعب ازلام ايران الخضر في العراق من ان يبدؤوا هم انفسهم كخطوة أولى باستبدال سلاح الجيش العراقي الامريكي الصنع بسلاح روسيا بعد خلق مشكلة مع الأمريكان كأن يطالب البرلمان برحيل الأمريكان !.. لكن تسلل الامريكان للعراق تم بحرفية ذكية من أجل ان لا يعيق تمكنها أي مصادمات قد تحدث .
ختاما من نظرة لهذه الأحداث فلا تغيير جذري متوقع في العراق قد يؤدي لصدام عسكري شامل مع ايران فمن مصلحة امريكا ان تبقى ايران (اذا نفذت اوامر أمريكا ) قوية لتكون بعبعا لدول الخليج العربي , ومن المتوقع اذا ما سارت الامور باتجاه اكثر دراماتيكيا ان يكون رجل أمريكا د.أيهم السامرائي هو رئيس الوزراء اذا ما تم تغيير بعض أجزاء من الدستور أو النائب الاول بصلاحيات فعلية تسانده قطعات عسكرية سسيتم تطعيمها بقادة الجيش العراقي الأصلي. أو أن يكون وزير الدفاع عسكري سني من جيش صدام يكون الذراع الضاربة لتنفيذ أوامر التغيير والتي ستشل يد ميليشيات خامنئي والسيستاني في العراق .
سياقات عديدة جاهزة للتغيير الأمريكي الجديد إلا أنها ستكون ضمن ما اشرنا اليه .
!!!
