الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لما تكبر بترتاح .. بقلم:أ. نهاد الحناوي

تاريخ النشر : 2019-01-29
لما تكبر بترتاح .. بقلم:أ. نهاد الحناوي
لما تكبر بترتاح ...
كنا صغار نلهو بالشارع ، نحلم بركوب الدراجة قبل إمتلاكها .
و كان البحر بعيداً عنا و الذهاب إليه يحتاج إلى الكثير من التخطيط ، و الوصول إليه صعب ، فالخوف دائماً علينا أن نغرق .
الطريق إلى المدرسة جميل و العودة إلى البيت أجمل ، و جمعة الأصدقاء فيها كل الجمال ، و بساطة الحياة هي من هونت علينا قلة الحال ، فقد عمت البركة على الجميع بقدر ما نزعت من حاضر أيامنا .
كنا ننتظر أن نكبر لنلقي بأقلام الرصاص ، و نكتب بالحبر الأزرق ، و كان جميلاً أن نقتني القلم الملون ، فنحن نسعى أن نكبر و ننتقل لمرحلة الحرية في الخروج و السهر ، فحين نكبر سوف نتحرر من العديد من القيود البيتية و نرتاح .
كبرنا كثيراً و سمعنا أننا ما بعد الثانوية سوف نرتاح ، فما قبلها الكثير من الشقاء و العديد من الذكريات ، و كانت أثقال الدراسة كبيرة ، و تحدث الكثير لنا بالنصح بأننا سوف نرتاح حين نكبر و ننهى تلك الدراسة ، و حقاً قد حصلنا على قسط من الراحة ، و تنقلنا سريعاً بين الفصول الدراسية ، و التي حملت الكثير من الذكريات ، و حدثونا عن تلك الراحة و التي سوف نحصل عليها بعد تلك الرحلة ، فالعمل في إنتظارنا و إن لم تكن الوظيفة .
توظفنا و عملنا لنجمع المال ، لنتزوج و نبني البيت و نرتاح ، و قد كان لنا ما سعينا ، فقد حدثونا كثيراً أن ما بعد الزواج سوف نستقل و نرتاح .
تزوجنا وفق العادات و التقاليد ، و فرح الكثير لنا ، و قد حصل العروسين على قسط بسيط من الفرح ، و قالو لنا ما بعد الفرح سوف نرتاح .
و بين قسوة الظروف و متطلبات البيت كان لنا الكثير من العناء ، و مشوار طويل من معاناة تربية الأبناء ، و مراحل تعليمهم ، وصولاً لزواجهم ، و هنا فقدنا الكثير من عافية الجسد المترهل أصلاً من تلك السنين ، و رسمت خطوط الكبر على أجسادنا ، و قد حدثونا أننا سوف نرتاح بعد تعليمهم و زواجهم ، و قد كان لنا ما يبدو .
كبرت الأسرة الصغيرة و تعددت مشاكلها ، و لابد من أن يستقل كل من أفرادها ليرتاحوا و نرتاح ، و أن يقسم الميراث و يأخذ كلٌ حقه ليرتاح ، و بعد مماتنا نرتاح ، و قد وصلنا لنهاية الحياة و تفرق الجمع و بعثرت كل الذكريات ، و كان لنا في الموت حقٌ ، و قد تحدثوا عنا بعد الممات و قالو : " ربنا يرحمه مات و إرتاح " .
هي صورة عن تركيبة الحياة في غزة ، روتين سريع من الصراع ما بين تلك الشخصية الغزية ، التي شكلت الصراعات و الحروب و الإنقسام و الفقر و العادات و التقاليد شكلها ، و بين تلك الحياة التي ينقصها كل شئ ، و بين تلك السطور و الكلمات يكمن الحب و المودة ، و الصداقة ، الإجتماعيات .
تسير الحياة بأطيافها بستر الله ، و يسير الفرد وفق منظومة إجتماعية و إقتصادية معقدة ، قد يعجز العلماء عن تفسير طريقة تأقلم الأفراد فيها وفق ضبابية الظروف السياسية .
و يكبر فيها الجميع في كل مرة ليرتاحوا من ظروف دوماً تلاحقهم بكل التفاصيل ، و يحاول الكل أن يسترق بعضاً من اللحظات الجميلة ، لتبقى عالقة ، يستذكرها عند كل ألم ، و يبقى الأمل في الله أن يعوضنا بجناته ، ليترحم علينا من قالوا دوماً عن لما يكبر بيرتاح ، و لما مات إرتاح .
نهاد الحناوي .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف