الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحراك السوداني يشكل بارقة أمل لمستقبل أفضل بقلم: راني ناصر

تاريخ النشر : 2019-01-29
الحراك السوداني  يشكل بارقة أمل لمستقبل أفضل بقلم: راني ناصر
يمر السودان حاليا بثورة شعبية بعد ان أثقل نظام البشير شعبه فقرا، وعجز عن توفير الدقيق لصناعة الخبز والوقود للسيارات والمواصلات العامة، وعجزت البنوك على توفير السيولة النقدية لمودعيها، واهلك شعبة بعدة وسائل قمعية خلال فترة حكمه للبلاد.

السودان مؤهل أن يصبح عملاقا اقتصاديا على الصعيد العالمي في حال استغلاله موارده الطبيعية الهائلة، فهو أكبر دولة منتجة للسمسم في العالم، ويملك ما يقارب 80 مليون فدان من الأراضي الزراعية الغير مستغلة بحسب تقرير مؤسسة "غولدمان ساكس" الامريكية، ويستغل 40 % فقط من ثروته السمكية التي تقدر ب 160 الف طن سنويا، وهو أغنى دولة عربية وأفريقية بالثروة الحيوانية التي تقدر بحوالي 103 مليون راس من الماشية ، ويستغل 12.2 مليار متر مكعب فقط من أصل 18.5 مليار متر مكعب من مياه النيل، وينتج 75% من احتياج الصمغ العربي عالميا مع انه لا يستغل سوى 10% من الغابات المنتجة له
.
كما تغطي ما يزيد عن نصف مساحته الشاسعة صخور الأساس (complex rocks basement) التي تحتوي على العديد من المعادن النفيسة كالذهب، والفضة، والنحاس، والكروم، والحديد، والزنك، والرصاص، والملح، والجبص، والكاولين، والمنجنيز؛ فمنجم أوتيب يحتوي على أكبر مخزون من النحاس في العالم (5 ملايين طن).

فشل السودان منذ استقلاله عن بريطانيا في عام 1956 في استغلال ثرواته الطبيعية الهائلة لبناء دولة قانون ومؤسسات ديموقراطية قادرة على الارتقاء به وتطويره، وتعرّض لعدد من الانتكاسات التي أدت إلى تدهور مستمر في أوضاعه السياسية والاقتصادية.

الانتكاسة الأولى حدثت عندما أسقط حزب الامة الرئيس إسماعيل الازهري وتمّ تسليم السلطة للعسكر بقيادة الفريق إبراهيم عبود الذي حكم البلاد من عام 1958 حتى سقوطه في ثورة شعبية في عام 1964؛ والانتكاسة الثانية حدثت عندما تحالف الحزب الشيوعي السوداني مع العسكر مجددا وسلّموا السلطة لجعفر النميري الذي حكم السودان ما بين أعوام 1969- 1985؛ والانتكاسة الثالثة حدثت عندما انتقلت السلطة إلى الصادق المهدي الذي حكم البلاد من 1986- 1989، وفشل في احداث تغييرات مهمة لأنه كان يمثل حزبا عائليا وليس حزبا ديموقراطيا يعتمد على الكفاءات البشرية القادرة على قيادة البلاد والعمل على استقرارها وازدهارها؛ أما الانتكاسة الرابعة فحدثت في 1989 عندما تحالفت الجبهة القومية الإسلامية بقيادة حسن الترابي مع العسكري عمر البشير وتمّ إسقاط حكومة الصادق المهدي وتسلم البشير الحكم.

عمر البشير حكم السودان كديكتاتور مستبد، وأهدر ثرواته على حروب داخلية أدت إلى تقسيمه واضعافه وإفقاره، ووضعه في المرتبة 174 من أصل 180 دولة في حرية الصحافة بحسب تقرير "مراسلين بلا حدود"، وزجّ بمعارضيه في السجون، وأوصل نسبة الفقر بين السودانيين إلى 36.1 %، وتسبب في حصول تضخم مالي وصل إلى 73% وأدّى إلى انهيار الجنيه السوداني لتصل قيمة الدولار ما يعادل 54 جنيها سودانيا، ووصلت نسبة الامية في عهده إلى 31% من العدد الكلي للسكان حسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء .

كسر الثوار السودانيين حاجز الخوف بعد 30 عاما من المعاناة والتسلط والفقر بمظاهراتهم المناوئة للنظام التي انتشرت كالنار في الهشيم في العديد في المدن والقرى السودانية، وقدموا 50 شهيدا حتى هذه اللحظة في سبيل الحرية، وتغيرت مطالبهم من إصلاح النظام إلى إسقاطه.

لكن البشير لجأ إلى سياسة القتل والقمع وتخوين القائمين على ثورة بلاده الشعبية، ومنع وكالات الأنباء من بث ما يجري، وحاول تصنيفها كمآمره "مكوكية" ضده ممّا يدلّ على تخبط وفشل نظامه في التعامل معها، واقترابه من السقوط.

الحراك الجماهيري السوداني كما يبدوا تحول إلى ثورة نأمل أن تكون مصدر الهام وبارقة أمل لشعوب الامة العربية جمعاء وتكون بداية انطلاقة عربية للتغيير؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف