
رحلة الحياة بطريقة الموت
منى سامي موسى/ باحثة في مجال التنمية
نعم للحياة لا لوهم السعادة في جحيم الترامادول
أصبحت مشكلة الترامادول مشكلة كبيرة وخطيرة يعاني منها العالم العربي بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص, ويرجع ذلك لسهولة تروجيه وشرائه, رغم التكلفة العالية لسعره, وأصبح ينتشر بين الشباب بأسماء مختلفة منها (ترامال, الترام, توتو, حبة الفراولة, حبة الشوكلاتة, التفاح, تيمو, power), ويتناول في جلساتهم الخاصة وفي السهرات والحفلات المختلفة, أو يتناول عند الدارسة لاعتقادهم الخاطئ بأنه مثبت للمعلومات ويجعلهم أكثر تركيزاً ووعياً, أو عند القيام بمهام وواجبات تحتاج إلى قوة بدنية, ولكن للأسف يعتقدون بأنهم يبدأوا رحلة الحياة عند تناولهم له, ولكن تكون رحلة بطريقة الموت, لأنه لو تم استخدام حبوب الاترامادول بشكل مستمر سوف يوقف الافراز الطبيعي للاندورفين والتي يتم افرازها لمقاومة الأوجاع.
الترامادول هو من المواد الافيونية والتي تم تصنيعها من أجل الآلام الشديدة والمتوسطة, لأنه يعتبر كقاتل للألم في حالات الآلام الحادة والمزمنة مثل الآلام ما بعد الجراحة والآلام السرطانية, والآلام الروماتيزمية, ومن الآثار البدنية لتعاطي الاترامادول التي تختلف من متعاطي لآخر حسب الكمية التي يتعاطها النعاس والرغبة في النوم, وارتخاء في الجفون ونقص حركتها, والعرق, واحتقان العينين وضيق الحدقة, والشعور بالغثيان, واصفرار الوجه, والإمساك, وتقليل حركة المعدة, ومشاكل بخلايا الكبد, وابطاء حركة التنفس, وتغير في لون البول, وصداع مستمر, ومن الآثار النفسية الشعور العميق بالنشوة والارتياح والسعادة وحالة من الخلو الذهني والابتعاد عن الأعباء والمهام التي تشتغل تفكيره المستمر, وشعور بعدم الاهتمام بما يدور حوله أي شعوره باللامبالاة, وتكون مشاعره متناقضة أحيانا يشعر بالبرد الشديد وأحيانا آخرى يشعر بالحرارة وتكون المشاعر فجائية, والشعور بالعزلة والانطوائية والوحدة, وممكن مع زيادة تعاطي المادة يصاب المتعاطي بنوبات من الصرع والتشنج, ويؤدي أيضا الى السهر لفترات طويلة وفقدان الشهية ونقص الوزن بشكل ملحوظ وزيادة معدل التدخين للسجائر بشكل كبير, وكسل واذا ظهرت هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب المختص.
وعندما يفقد المتعاطي حبوب الاترمادول يصبح أكثر عصبية وأكثر عنفاً, لأنه لا يستطع توفير هذه السموم القاتلة ويصبح أكثر آلاما وشعوراُ بالإرهاق والتعب, وعدم التركيز والتوتر في كيفية الحصول على هذه الجرعة وزيادة مبرحة في التدخين وشروب المنبهات بكثرة وشراهة, ويلجأ الى بعض السلوكيات غير مرغوب فيها مثل السرقة وبيع بعض مستلزمات المنزل أو اثاث المنزل أو يلجأ الى بيع قطع الذهب الخاصة بزوجته, ومن هنا تبدأ رحلة الموت, من واقع جميل إلى واقع مرير, من أسرة سعيدة إلى أسرة تعيسة, من شاب واعي مدرك إلى شاب يفكر فقط في إرضاء مزاجه الخاص به على حساب أسرته وأهله ومجتمعه.
ومن أهم النصائح الخاصة للتوقف عن التعاطي ( تعرض المتعاطي لأشعة الشمس, وممارسة التمارين الرياضية بشكل كبير, والابتعاد عن أوقات الفراغ ومحاولة إشغال وقت الفراغ بشيء مفيد, والابتعاد عن العزلة والوحدة ومحاولة الاختلاط مع العائلة, بجانب توفير بعض المأكولات الخاصة, واستشارة طبيب مختص في كيفية سحب المادة من الجسم, والقيام بشرب كميات كبيرة من المياه, وعند الشعور بالصداع القيام بشرب كوباً من القهوة, والعمل على تأهيل المتعاطي نفسياً وجسدياً واجتماعياً, وتنفيذ التحاليل الطبية اللازمة للاطمئنان على صحة المتعاطي, وتنفيذ بعض الإرشادات الدينية التي تمنحه طاقة ايجابية ودافعية, وأن تكون الأسرة والمحيطين داعمين ومساندين حتى يستمر في العلاج, والأهم أن يكون لدى المتعاطي ارادة وعزيمة قوية واتخاذ قرار سريع للتوقف على قناعة تامة وليس بإجبار من أحد.
لذا علينا أن نفكر جيداً قبل البدء بالتجربة التعاطي ولا نعتبرها طريقة مشرقة سوف تصل بنا الى النور, ولكن سوف تصل في النهاية الى الموت.
منى سامي موسى/ باحثة في مجال التنمية
نعم للحياة لا لوهم السعادة في جحيم الترامادول
أصبحت مشكلة الترامادول مشكلة كبيرة وخطيرة يعاني منها العالم العربي بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص, ويرجع ذلك لسهولة تروجيه وشرائه, رغم التكلفة العالية لسعره, وأصبح ينتشر بين الشباب بأسماء مختلفة منها (ترامال, الترام, توتو, حبة الفراولة, حبة الشوكلاتة, التفاح, تيمو, power), ويتناول في جلساتهم الخاصة وفي السهرات والحفلات المختلفة, أو يتناول عند الدارسة لاعتقادهم الخاطئ بأنه مثبت للمعلومات ويجعلهم أكثر تركيزاً ووعياً, أو عند القيام بمهام وواجبات تحتاج إلى قوة بدنية, ولكن للأسف يعتقدون بأنهم يبدأوا رحلة الحياة عند تناولهم له, ولكن تكون رحلة بطريقة الموت, لأنه لو تم استخدام حبوب الاترامادول بشكل مستمر سوف يوقف الافراز الطبيعي للاندورفين والتي يتم افرازها لمقاومة الأوجاع.
الترامادول هو من المواد الافيونية والتي تم تصنيعها من أجل الآلام الشديدة والمتوسطة, لأنه يعتبر كقاتل للألم في حالات الآلام الحادة والمزمنة مثل الآلام ما بعد الجراحة والآلام السرطانية, والآلام الروماتيزمية, ومن الآثار البدنية لتعاطي الاترامادول التي تختلف من متعاطي لآخر حسب الكمية التي يتعاطها النعاس والرغبة في النوم, وارتخاء في الجفون ونقص حركتها, والعرق, واحتقان العينين وضيق الحدقة, والشعور بالغثيان, واصفرار الوجه, والإمساك, وتقليل حركة المعدة, ومشاكل بخلايا الكبد, وابطاء حركة التنفس, وتغير في لون البول, وصداع مستمر, ومن الآثار النفسية الشعور العميق بالنشوة والارتياح والسعادة وحالة من الخلو الذهني والابتعاد عن الأعباء والمهام التي تشتغل تفكيره المستمر, وشعور بعدم الاهتمام بما يدور حوله أي شعوره باللامبالاة, وتكون مشاعره متناقضة أحيانا يشعر بالبرد الشديد وأحيانا آخرى يشعر بالحرارة وتكون المشاعر فجائية, والشعور بالعزلة والانطوائية والوحدة, وممكن مع زيادة تعاطي المادة يصاب المتعاطي بنوبات من الصرع والتشنج, ويؤدي أيضا الى السهر لفترات طويلة وفقدان الشهية ونقص الوزن بشكل ملحوظ وزيادة معدل التدخين للسجائر بشكل كبير, وكسل واذا ظهرت هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب المختص.
وعندما يفقد المتعاطي حبوب الاترمادول يصبح أكثر عصبية وأكثر عنفاً, لأنه لا يستطع توفير هذه السموم القاتلة ويصبح أكثر آلاما وشعوراُ بالإرهاق والتعب, وعدم التركيز والتوتر في كيفية الحصول على هذه الجرعة وزيادة مبرحة في التدخين وشروب المنبهات بكثرة وشراهة, ويلجأ الى بعض السلوكيات غير مرغوب فيها مثل السرقة وبيع بعض مستلزمات المنزل أو اثاث المنزل أو يلجأ الى بيع قطع الذهب الخاصة بزوجته, ومن هنا تبدأ رحلة الموت, من واقع جميل إلى واقع مرير, من أسرة سعيدة إلى أسرة تعيسة, من شاب واعي مدرك إلى شاب يفكر فقط في إرضاء مزاجه الخاص به على حساب أسرته وأهله ومجتمعه.
ومن أهم النصائح الخاصة للتوقف عن التعاطي ( تعرض المتعاطي لأشعة الشمس, وممارسة التمارين الرياضية بشكل كبير, والابتعاد عن أوقات الفراغ ومحاولة إشغال وقت الفراغ بشيء مفيد, والابتعاد عن العزلة والوحدة ومحاولة الاختلاط مع العائلة, بجانب توفير بعض المأكولات الخاصة, واستشارة طبيب مختص في كيفية سحب المادة من الجسم, والقيام بشرب كميات كبيرة من المياه, وعند الشعور بالصداع القيام بشرب كوباً من القهوة, والعمل على تأهيل المتعاطي نفسياً وجسدياً واجتماعياً, وتنفيذ التحاليل الطبية اللازمة للاطمئنان على صحة المتعاطي, وتنفيذ بعض الإرشادات الدينية التي تمنحه طاقة ايجابية ودافعية, وأن تكون الأسرة والمحيطين داعمين ومساندين حتى يستمر في العلاج, والأهم أن يكون لدى المتعاطي ارادة وعزيمة قوية واتخاذ قرار سريع للتوقف على قناعة تامة وليس بإجبار من أحد.
لذا علينا أن نفكر جيداً قبل البدء بالتجربة التعاطي ولا نعتبرها طريقة مشرقة سوف تصل بنا الى النور, ولكن سوف تصل في النهاية الى الموت.