الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من لعنة الذات الى النهوض بقلم: أحمد سهيل

تاريخ النشر : 2019-01-28
من لعنة الذات الى النهوض

طرح وحدوي نهضوي بإعادة الكلمة للشعب

أحمد سهيل*

 (ليس مهما للذي يريد ان ينهض كيف وقع بقدر ما يهمه كيفية النهوض، اما من وقع ولا يملك الإرادة للنهوض فيستمر في لعن أسباب السقوط)

اللعنة (العجز):

استكمالا لفكرة تم التطرق لها سابقا في مقالة بعنوان "المساحة للقيادة" لتصويب هذا المفهوم الذي اختلط علينا، كما اختلط على العديد من شعوب العالم في زماننا، لا بد لنا من القاء نظرة على أهم أسباب التشوه في هذا المفهوم. ولنتفحص فقط عاملي فقدان الثقة بالنفس (العجز) وفقدان الثقة بالآخر.

ان نظرة خارجية نحو ما يدور في حياتنا اليومية من أحاديث وأحداث سياسية أو اجتماعية لتبعث على "القلق" من كثرة ما امتلأت باللعنات... فاللعنة على الماضي الذي اوصلنا للحاضر، والذي نلعنه بدوره لسوئه أيضا، حتى وصل الحال بنا لأن نلعن المستقبل لأننا حتى فقدنا الامل فيه.

أوليس ذلك ما يسمى بالعجز؟ من يجد كلمة في قاموس المصطلحات تصف هذه الحالة بغير العجز فليـأت بها!

تارة ترانا نلعن الشعب لأنه يتراكض خلف المنافع المادية ولم يعد يهتم بالمصالح العامة وأهدافه الوطنية ونتهمه كمسبب لهذا العجز... وتارة ترانا نلقي بكل قاذورات عجزنا على قياداتنا أو فصائلنا أو مثقفينا أو حالنا الممزق جغرافيا وسياسيا واجتماعيا.

وحتى لا يحرف الكلم عما يعنيه... ليس المقصود بهذا الحديث اي كان... وانما كل من هو كائن. فكل فلسطيني هو مسؤول وقائد... كل فلسطيني مسؤول عن الوفاء لدم الشهداء والعمل على تحقيق القيم التي ضحوا من اجلها وأسماها التحرر.

التوبة (العزيمة):

كم من المرات بدى افقنا السياسي مسدودا ولكننا لم نفقد الأمل في شعبنا فأبدع! ان إعادة الثقة بالنفس والشعب هي الطريق الى تحقيق اختراق من حالة العجز التي وصل لها معظمنا. كم من التحديات والمحن الوجودية التي واجهها شعبنا على مر تاريخه أقسى أضعاف مضاعفة من التحديات الحالية... وانتصر عليها! إن "الولولة" وإلقاء اللوم على الماضي او على طرف او جهة أخرى لن يؤدي الى أية نهضة... فهو تعزيز لسياسة العجز وكراهية الذات والآخر. كفانا نياحا على الماضي وعجزا... فنحن شعب الجبارين، إذا ما تضافرت ووجهت طاقاتنا نحو أصعب التحديات لن تصمد امام ارادتنا.

ان اي قرار مصيري بحاجة الى تنازلات ولا ارى ان المطلوب هنا من أحد ان يتنازل عن شيء عنده أثمن من الكرامة الوطنية التي ستعاد بإعادة الوحدة والكلمة للشعب. أعتقد انه ليس منا من يقدم كرامته الشخصية او كرامته الفئوية أو الحزبية على كرامة الشعب والوطن. وصلنا الى مستوى من العراك السياسي لم نصله من قبل من تخوين وشتم وقمع للآخر... ليست هذه هي الصورة التي نريد ان نقدمها عن شعبنا امام العالم وأمام الله. لنعد صورة الشعب الحضاري المرابط على ارضه. وان كلفنا ذلك بعض الكرامة الشخصية او الحزبية... فكرامة الوطن والشعب أثمن! فلنقدم على مذبح الحرية كراهيتنا الداخلية لننصر كرامة شعبنا... لنجعله يفخر بوحدتنا...

الفرصة (النهوض):

بنفس منهجية التفكير التي تقدمت – بالنهوض بدل البكاء -وفي إطار عمل إيجابي موحد للنهوض، اعتقد ان الجدل على قانونية حل مجلس تشريعي، كان عبئا على الشعب، وتبادل الاتهامات حول الهدف من حله هو ضرب من العجز والبكاء. فنصب أعيننا تتوفر فرصة تاريخية لإعادة الكلمة للشعب واحداث اختراق في الافق السياسي المسدود. وذلك من خلال:

1-عدم الذهاب الى انتخابات لمجلس تشريعي، وبدئ حوار وطني للذهاب الى انتخابات للمجلس الوطني كبرلمان لدولة فلسطين، ينتخب من قبل الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده. نعم في كافة أماكن تواجده في الوطن والشتات. ولأول مرة في تاريخنا الحديث ستسنح لنا الفرصة للجم كل خلاف حول شرعية تمثيل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. حيث سينتخب شعبنا بأكمله ممثليه الشرعيين. وقد أصبح من الممكن البحث في عدة حلول عملية وبدائل تكنولوجية قائمة من أجل تحقيق هذا الهدف. لماذا لا نكون روادا في هذا المجال ونضرب مثالا للعالم.

من ناحية أخرى وامام احتمال تدخل أطراف خارجية لإعاقة مشاركة كافة أبناء شعبنا في ممارسة هذا الحق الأساسي حسب الاعلان العالمي لحقوق الانسان، فهنالك مجال لدراسة امكانية اللجوء بطلب او طرح مشروع قرار الى احدى هيئات الامم المتحدة لتمكين شعبنا في كل أماكن تواجده من ممارسة حقه بالانتخاب. واقصد كل أماكن تواجده بما في ذلك القدس والاردن واي بقعه من بقاع الارض يتواجد فيها فلسطيني. إذا لم يستطع المجتمع الدولي بهيئاته وقوانينه وقراراته تمكيننا من حقنا في الاستقلال الكامل فعلى الاقل ليمكن شعبنا من حقه في انتخاب ممثليه. واعتقد انه إذا ما وصلنا الى مثل هذا الخيار الديموقراطي الوحدوي فسنتمكن بوحدتنا وعزمنا من ارغام المجتمع الدولي على مساندتنا في تحقيقه.

وإذا ما توفر الإخلاص والإرادة منا فأننا سنكون قادرين على القيام بهذه المهمة الوطنية العظيمة بمساعدة وسائل التكنولوجيا التي تقدم لنا أكثر من خيار لتحقيق هذا الهدف. وحتى وان احتاج التحضير لذلك الى نهاية العام... فقد يكون في ذلك فرصة لمراجعة داخلية لكل فصيل او حزب او حركة، إضافة لما يوفره ذلك من فرصة لحوار وطني مفتوح على كافة المستويات لنقاش برامج واستراتيجيات تحرر. 

2-كل ما هو موجود وكل ما هو متعارف عليه وكل فكر او اسلوب او جسم او مؤسسة او هيئة او منظمة او تنظيم أو وسيلة كفاح أو برنامج عمل أو استراتيجية مقاومة، يستمد شرعيته وقدسيته من مدى اقترابه من الهدف الرئيسي للشعب وتضحياته الا وهو التحرر. وبما ان التحرر لم يتحقق، يل على العكس تماما، فان الافق السابق بعد انسداده تركنا نتفرغ لنزاعنا الداخلي. وهذا ما زال يؤجج الخلاف ويسعره.... في حين يستمر أعداء وحدتنا بصب الزيت على نار هذا الخلاف من خلال استغلال قهرنا وكراهيتنا لتوجيهها لأنفسنا بدل ان توجه اليه. ولا اعتقد ان في ذلك انتقاد او تجني على أحد إذا ما اشرت الى الوضع الحالي كمتدهور مع انسداد الافق السياسي عند كافة الاطراف بكافة برامجها المختلفة.

فعلى من يريد ان يرشح نفسه لقيادة هذا الشعب في هذه المرحلة ان يحمل في جعبته مشروع او برنامج تحرر من الاحتلال وليس برامج مؤامرات خلف الكواليس للسيطرة على الشعب. ما زلنا تحت قبضة الاحتلال... ما زلنا بحاجة الى رؤيا واستراتيجية لإتمام عملية التحرر... وليس الى وعود بتحسين اوضاع. وحق الشعب ان نضعه امام خياراتنا بدل ان نبقى نتصارع على افضلية الواحد منها عن الاخر. وله الخيار!

فعلى من يؤمن بخيار الكفاح المسلح كوسيلة للتحرر ان يقدم خياراته مفصلة للشعب... كيف يرى ان الكفاح المسلح هو سبيل للتحرر؟ من اين يريد ان يحارب؟ ومع من؟ وضد من؟ وما يحتاجه ذلك من تفصيلات وصولا الى التحرير في إطار زمني تقديري مهما طال او قصر.

وكذلك بالنسبة للذين يرون المقاومة الشعبية سبيلا للتحرر، عليهم ان يروا شعبنا الامل من خلال برنامج واستراتيجيات عملية. كذلك الامر لمن يؤمن بمزاوجة شرعية بين المقاومة الشعبية والمقاومة المسلحة عليه ان يبين للشعب كيف ان هذا التزاوج سيؤدي الى إنجاب المولود المنتظر.

كذلك الامر بالنسبة لمن يؤيد المقاومة السلمية او من تخصص في المقاطعة او من يطرح الطريقة الغاندية او معركة دبلوماسية من خلال النظام الدولي القائم، أو الدبلوماسية الشعبية والعامة. هل هنالك من سبل اخرى في طائلنا غير هذه الوسائل؟

لماذا لا نجلس كل طرف لوحده أو بمشاركة باقي الاطراف ونعيد تقييم كل الوسائل المتوفرة وجدوى كل منها، بطريقة علمية تليق بعقلية شعبنا المبدعة، لاختيار الوسائل الأقدر على تحقيق اهداف شعبنا، بعيدا عن المزاودات وزيف تقديس الوسائل والهياكل والأشخاص؟

العرس (مؤتمر القدس للوحدة):

اعتقد ان شعبنا بكل تضحياته يستحق قفزة نوعية كهذه تعيد له وحدته واحترامه وتثبت للعالم مجددا على قدرته على الابداع حتى امام أصعب التحديات حتى وان كانت تلك صفقة كل القرون وليس قرنا واحدا...

ان مجلسا وطنيا بهذه الشرعية الواسعة المتجددة سيكون قادرا على القيام بكافة المهام الملقاة على عاتقه بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر:

١-صياغة دستور فلسطيني حضاري.

٢-صياغة هويتنا الفلسطينية من العناصر الأولية لقيمنا.

٣-اختيار استراتيجيات وبرامج التحرر المناسبة للمرحلة.

٤-اعادة النظر في البنية التنظيمية لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية واختيار الشكل الانسب بما يوافق كل من اهداف التحرر واهداف بناء مؤسسات الدولة. حتى لو لزم الأمر الغاء بنى واستحداث أخرى وفقا لحاجتها لتحقيق الأهداف الوطنية وليس لخلق بطالة مقنعة.

٥-اعادة النظر في كافة الاتفاقيات الثنائية والمتعددة والمعاهدات الدولية وتحديد موقف منها بناء على مدى احترام والتزام الاطراف الاخرى بهذه الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق وبناء على مدى خدمتها لبرامج التحرر والبناء.

وإذا ما انطلقنا من مبدا الوفاء لتضحيات شعبنا ووفاء لدم شهدائه، وأعلنا دفن الاحقاد والخلافات ولو خلال هذه المناسبة فقط، وتوجهنا من منطلق مصلحه هذا الشعب له، ليتخذ قراره، فإننا بذلك نكون قد اوفينا لشهدائنا بعض حقهم بالتضحية بأنانيتنا الذاتية وأنانيتنا الحزبية...هذا أقل الوفاء! ولا يخاف الشعب الا عدوه!

قد يلاحظ بان الطرح يستند الى تشخيص الحالة الداخلية دون الخوض في العوامل الخارجية التي فاقمت الوضع، وكذلك الامر بالنسبة للتوجه في إيجاد الحلول. وهذا مقصود لان النهوض وقبل البدئ بالبحث عن ادواته يحتاج الى إرادة ذاتية... الى ارادتي وارادتك بالنهوض... ولنتذكر اننا أصحاب مشروع تحرر قبل ان نكون أصحاب مشروع بناء... فكيف وقد وصل الحال بأن أصبح همنا النزاع على السيطرة على كتل هذا البناء المبعثرة. 

أحلم بهذا العرس الفلسطيني الوحدوي... وفاء للشهداء ووفاء للقدس. ان غدا أجمل بحاجه الى خيار... بحاجة الى قرار... الى تجديد القسم والعهد وفاء لرسالة هذه الأرض المقدسة.

*نائب السفير الفلسطيني في اليونان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف