الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من ذكريات العدوان الثلاثيني علي العراق عام ١٩٩١ بقلم:حسن النويهي

تاريخ النشر : 2019-01-28
من ذكريات العدوان الثلاثيني علي العراق عام ١٩٩١

..

يحضرني مثل يقول العرس في عموريه واهل لبريج بترزعي ...

قبل بدء العدوان كانت عمان تعيش حاله ترقب وخوف واستعداد اصبحنا نري اللاصق علي زجاج الشبابيك ودهنت اضويه السيارات بالتيلي .  وتم شراء الكمامات وتخزين المياه في عبوات وتعتيم غرف محميه في المنازل لتشكل ملاجيء من الكيماوي والغازات ...تم تخزين كميات كبيره من الوقود والبنزين والبصل والمعلبات وكاننا علي خط النار ...طبعا من المضحكات شراء كل ما لدي التجار من شموع وفوانيس واسعافات اوليه ...

ما قبل الفجر ولم ننم ليلتها اتصل معي صديقي العزيز ابو مهند ليقول ولعت ..بمعني بدا القصف علي بغداد ...

وبدا التلفزيون العراقي يبث بعض اللقطات من بغداد وينوه الي ان الرئيس سيلقي كلمه بعد قليل ...كانت الاشاره ضعيفه وصور القصف الاولى مخيفه ...خرج جورج بوش ليقول دمرنا ٩٠% من الاهداف لتحطيم الروح المعنويه للعرب والعراقيين ..وفي حوالي السادسه اطل الرئيس صدام واثقا ليعلن عن بدء العدوان والتصدي له ...

عشنا كل دقيقه كل ثانيه من العدوان متابعه وتحليل الم وبكاء وفرح وعندما سقطت الصواربخ علي تل ابيب رقص الناس في الشوارع ووزعت الحلوي والكنافه وكانها كانت بوادر النصر ...

انتخت كل الجهات من جنوب الاردن الي شماله مدنه وقراه ومخيماته ومنظماته ونقاباته ومستشفياته حتي بائعي الخضار قدموا التبرعات التي تم ايصالها الي الحدود الاردنيه العراقيه وتسليمها للجان الشعبيه علي الحدود ...عشرات او مئات اطنان الخبز كانت تصل وكان الاردنيين يقولون جاء اليوم لنرد الجميل لاهلنا في العراق ونتقاسم معهم رغيف الخبز ...

كل يوم ياخذني الحنين الي بغداد سئمت العيش اريد ان اكون معكم  ويمنعني كثيرون لا تذهب الطريق ليس امنا ولا ضروره لذلك ...لكنني يوم بعد يوم ازداد شوقا وحماسا للذهاب ...وجاء من يرافقني الطريق والرحله الصديق الرفيق المرحوم ابو خالد ..جميل شحاده ...ورافقنا صديق تبرع بواسطه نقل باص فان صغير حملناه بما استطعنا جمعه من ادويه ومواد غذائيه اضافه الي ما نحتاج من وقود للذهاب والعوده...

كانت الاخبار بان الطريق تم قصفه وان الطائرات تعاود القصف واصبح خطرا جدا المرور عليه ونصحونا بالسير علي الطريق القديم ...

فجر الخامس عشر من شباط انطلقنا نحمل ارواحنا علي اكفنا ولا نبالي ان كنا سنعود او يكتب الله لنا الشهاده علي ثري العراق الحبيب ...

وصلنا الحدود.الاردنيه واكملنا اجراءات السفر وقد حذرنا الضابط المسؤول بان الطريق غير امن ..وعلي مسؤوليتنا قلنا له نعرف ذلك.والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين ...

تابعنا مسيرنا ووصلنا الحدود العراقيه منفذ طريبيل ...الحياه عاديه هادئه كل شيء يسير كالمعتاد ...انهينا اجراءات الدخول وشربنا الشاي وتوكلنا علي الله  ..

اكثر من مئه كم الي الرطبه والطريق لا يدلل علي حرب السيارات تسير والشاحنات وبعض السيارات العسكريه الوضع طبيعي . .حتي منطقه الكيلوا ١٦٠ وهي منطقه فيها مطار ومهابط طائرات تم قصفها لكن متانه الطريق الدولي كان تصد.الضربات حتي ان بعض الصواريخ لا تترك اكثر من كشط علي الطريق مع تهديم بعض الجوانب واطراف الجسور ...

وطوال الطريق لم يحلق فوقنا الطيران ولم نسمع اصوات القصف حتي وصلنا جسر الفلوجه الذي تم تدميره هو والجسر القديم لكن كانت السيارات تتابع رغم سقوط الجسر في الماء والمخاطر الا ان السيارات كانت تتابع المسير عليه ...

حل الظلام والمسافه المتبقيه ليست طويله للوصول الي بغداد لكنها كانت الاكثر خطوره فقد.حل وقت القصف الذي كان يبدا من حلول الظلام وبدأنا نسمع اصوات القصف واصوات الطائرات عن بعد وارتفاعات عاليه جدا ...لذلك كان التحذير من استعمال الاناره والالتزام بتعليمات وارشادات الدوريات العسكريه. ...

ما احلى الوصول اليه ...ما اجمل اللقاء مع الحبيب والارتماء بين احضان الوطن ...

وصلنا بغداد العروبه بغداد الشموخ بغداد العز ...ما زالت شوارعها مضاءه وان كان باضاءه اقل وما زالت شوارعها تعج بالحركه وما زال الناس يتحركون بين جنباتها ...وما زال الباعه علي جنبات الطريق ..تشعر في بغداد بالطمانينه والراحه ذهب عنا الروع وشعرنا بالامان ...

وصلنا الي فندق برج الحياه في منطقه الكراده واستقلبونا بحفاوه وشايات ...

مع الاعتذار فش مصاعد.للطوابق العليا ولا مياه ساخنه ...

لكن لا عليكم باتيكم بمياه ساخنه عبر جرادل للاستحمام لنفض غبار الطريق ...

فعلا تم ذلك وفي فاصل ذهبنا الي فلكه الكراده حيث علي بابا والاربعين حرامي وهناك بائع المشاوي تكه وكباب ومعلاق وزلاطه واطيب عشا وشاي ومع اخر لفه اهتزت الارض بقصف شديد لكن استمر البائع الكبابجي في متابعه عمله وقال ما علينا عل اكثرىيم معسكر الرشيد....ذوله الجبناء من يقصفون يقصفون من الاعالي وعن بعد لان المضادات الارضيه تنطلق وتضيء السماء بقوه ردا علي العدوان ...

كانت هذه ليلتنا الاولي في بغداد ...

وفي الجزء الثاني نكمل باقي القصه .. باذن الله ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف