الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فرناز شادرفان Farnaz Shadravan مفاهيمية التصورات الروحانية في بلاغة السرد البصري

فرناز شادرفان Farnaz Shadravan مفاهيمية التصورات الروحانية في بلاغة السرد البصري
تاريخ النشر : 2019-01-24
بشرى بن فاطمة


فرناز شادرفان Farnaz Shadravan مفاهيمية التصورات الروحانية في بلاغة السرد البصري   

"أنجذب إلى فن صنع حبي لسرد القصص تشكيليا، كثيرا ما أتعامل مع الأشياء الموجودة والمألوفة، فأضيف علامتي عليها لتكون قصصا خاصة بي، وكلما طوّعتها لرؤيتي كلما شعرت بالتواضع من روعتها".

تحمل كلمات الفنانة التشكيلية الإيرانية فارناز شادرفان الكثير من التصورات الحديثة التي اقتلعت بها منطق التعبير المسطح، لتقتحم الواقعية الخارقة للصور المألوفة تلك التي نحملها ونخزنها أينما ذهبنا ومع كل من نصادف فتحوّلها إلى حكايات بصرية وتصورات فنية فريدة المفاهيم والمدلولات التعبيرية.

ولدت فارناز في طهران وبدأ مشوارها الجمالي مع المخطوط المقدّس والتصوير، سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1979 ولكن تمّ ترحيلها مجددا إلى إيران سنة 1981 لتصرّ على العودة للاستقرار في الولايات المتحدة الأمريكية وتواصل دراستها الأكاديمية للفنون هناك.

في عام 1986 التحقت بجامعة يوتا للفنون وتخرجت سنة 1990 كما درست طب الأسنان بالتوازي وحصلت على تدريب مكثف في الطباعة والنحت في معهد سان فرانسيسكو للفنون.

حملت مخزونها من الجماليات الفنية الإيرانية في الأدب والشعر في الرسم وفي القصص والملاحم وانطلقت بها نحو عالم من العلامات والتصورات والأفكار والمفاهيم التي دمجتها مع واقعها المتغير بأساليبها الحديثة وتقنياتها وخاماتها.

عن بداية شغفها بالفن تقول فارناز "كنت أتجوّل في شوارع طهران التقيت الطفلين سعيد وأراش يبيعان الكتب في يوم ممطر وكان من بين تلك المخطوطات قصائد لحافظ الشيرازي حيث يكون الاقتناء في شكل لعبة بأن تغمض عينيك لتختار، فكانت القصيدة التي حملتها هي سبب ثروتي الحسية والفكرية والفنية ومنذ ذلك الحين اخترت أيضا طريقتي في التعبير تلك التي تدرك الغيب المرئي في تفاصيل التوافق الذهني والروحي والحسي."

تعتبر تجربة التشكيلية الإيرانية فارناز شادرفان متفرّدة حيث تقوم على التقاط كل شيء يحيط بها من أفكار وخامات وألوان ومفاهيم تحرك ذاكرتها بالفكرة  فتطوّع أسلوبها بالخامة تجمعها إيمانا منها أن كل الأشياء التي تحيطها مهما كانت بسيطة أو معقدة تربط بينها قصة تتحمل هي مسؤولية سردها تشكيليا لذلك تطرح في أسلوبها الحركي في الرسم والتركيب، ابتكارات تعتمد على النقوش والزخرف الذي يميز الثقافة الإسلامية والإيرانية، حيث تنفذها على عدة خامات وعناصر غير متوقعة مثل أحواض الاستحمام إذ تنفذ عليها تصورات فنية شبيهة بتلك الملاحم التي ترافق الكتب والاساطير القديمة وتصوراتها المتنوعة حيث ترسمها لتتشابه وتتواصل فيما بينها وكأنها تتكامل في السردية البصرية للرؤى التنفيذية للفكرة والمفهوم بدلالاته المختلفة والمتنوعة فتخلق قصة وفانتازيا ذات تصورات سوريالية تنتشلها من الواقع وتوافق بينها وبين الخيال والتذكر، من خلال العناصر الطبيعية كالتراب والماء، الحجارة.

 تثير فارناز أيضا دهشة المتلقي بتعاملها مع فكرة الإنسانية التي تتجاوز منطق الاختلاف والتمييز فتتجاوز فكرة الحضور بالغياب وفكرة ميتافيزيقا الوجود إلى المادة في مجسم الهيكل العظمي، حيث تعتمد في لوحاتها على توظيف صور الأشعة وتحويلها إلى لوحات تركّز على النقش الواضح وكأنه وشم من الأرض محكي ومرئي تظهر فيه علامات الضوء متوافقة مع الحضور في المعنى ومجازه، تستند على الرموز الدينية والعقائدية الراسخة في ذاكرتها لتخدم أفكارها وروحانياتها التعبيرية التي تتمرد بها على الواقع والعقليات الرجعية التي تجمد النشاط الفردي وتضع الانسان في سجن الغيبي لذلك فكرة التجميد والتثبيت والفراغ والتلاشي تحضر عندها وتتجاوزها بالخيال وبالابتكار حين تستفز ذاكرتها وتفتح منافذ لمعايشة الأمكنة.

يحمل الفراغ المجرد في أعمال فارناز لغة الأرض وتعابير الوجود في بحث نفسي متداخل عن عمق التصورعن سر الحياة عن تلك الاختلافات التي تميز البشر عن البحث في التكوين وتفاصيل الاستمرار في الفكرة فكأنها تعيد تجسيد تلك القصيدة التي أدهشتها بأكثر من فكرة وخيال وصور وأكثر من خامة وكأنها تخاطب الغيب بلسان التشكيل وكأنها تنساب بين خاماتها فتتداخل وتتساءل وتندمج.
 
في نقوشها على العظام تجمع التفصيل على الثبات وتخلّد الانسان في تشكلات العلامة وتماثلها والتحامها واندماجها تثبيت خارق للإنسانية وتوحيد للذات في عالمها تصوف يتداخل ويتفاعل ويتوافق بين كل تكويناتها المتماسكة في فكرة العظام التي توحي بالموت ولكنها تثبتها على منطق الحياة وإثبات الوجود قبل الفناء.

تعتمد فرناز أيضا فن التجليد حيث تجمع المخطوطات والأوراق والصور القديمة تأثث فيها زخرفاتها وألوانها التي تثير الهوية الأولى والانتماء المتنوع في تطويعها للمفهوم المتفاعل بين حضورها والعالم بين لغة فنها ولغة انتمائها لتوصل فكرة أكبر تبنيها على التذكر.

إن ما تحمله أعمال فارناز تتجاوز التصور المعتاد لفكرة الفن الإيراني التي تحمل الهوية الثابتة على فن المنمنمات والخط والزخرف لأنها تحاكي به الفكرة الواقعية المعاصرة ولا تنفصل عنه بل تبدأ من كتوليفات موثقة للذاكرة وتتجاوزه لتحاكي الإنسانية وتنعش أفكارها المعتقة.








  



 *الأعمال المرفقة:

متحف فرحات الفن من أجل الإنسانية

Farhat Art Museum Collections

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف