الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عرض وقراءة "كتاب الإسلام والغرب آفاق الصدام" بقلم:أ.أريج علي جريد

تاريخ النشر : 2019-01-24
عرض وقراءة "كتاب الإسلام والغرب آفاق الصدام" بقلم:أ.أريج علي جريد
كتاب الإسلام والغرب آفاق الصدام  ،تأليف، صموئيل بي هانتيجتون)

عرض وقراءة

أ.أريج علي جريد

مؤسسة عيون على التراث للدراسات والأبحاث والنشر

غزة-فلسطين

مقدمة:-

يوجد توجه في الغرب الأوروبي قبل عصور النهضة، وحتى وقتنا الحاضر للاهتمام بمعرفة ورصد ورفد منجزات الحضارة الإسلامية وتاريخ الإسلام.

وقد تم تداول عدة أفكار نتيجة حوارات طويلة في المحافل، والمعاهد، والمؤسسات الاستشراقية منها عدة تساؤلات حول الإسلام وعلاقته بالآخر، ومنه الغرب الأوروبي، والحضارة الإسلامية، فكانت نتيجة هذا الحوار هو تكريس نظرة "الصراع مع الإسلام والحضارة الإسلامية"، وقد انبثقت عنه منظومة متجذرة لدى الغرب -الأوروبي-الصليبي سابقاً، هذه المنظومة أعادت صياغة الصراع، وقدمت عدة مبررات منها :هل من الممكن أن يعود الإسلام مرة أخرى ليسيطر على معظم أرجاء المعمورة  كما سيطر من قبل؟ بالطبع الجواب نعم, لذلك نشطت المؤسسات، والمعاهد الاستشراقية التي تشرف عليها أعلى سلطة في جهاز الدولة، حيث أنهم يعملون كمستشارين لأصحاب القرار، ومن هؤلاء مؤلف الكتاب الذي نحن بصدده (الإسلام والغرب آفاق الصدام, لصموئيل بي هانتيجتون).

تدخل السياسة الدولية والعالمية مرحلة جديدة من التنافس والصراع، فهذا الصراع لن يكون مبنياً على أسس أيديولوجية أو اقتصادية, فالتباينات بين الجنس البشري، والمصدر المحوري للصراع ستكون ثقافية، والصراعات الأساسية في السياسة الدولية ستقع بين دول، وجماعات ذات أصول حضارية مختلفة، وستكون الفوارق الفاصلة بين الحضارات بمثابة خطوط القتال في المستقبل، والحضارة هي أرفع تجمع ثقافي للبشر, ويمكن تعريفها أو تحديدها بكل من العناصر الموضوعية, مثل: اللغة, والتاريخ, والدين, والعادات, والمؤسسات, وبالتمايز الذاتي للبشر.

جذور الصراع:-

  إذا تتبعنا جذور الصراع بمراحله المختلفة، فإنه يدور على حدود الهوة الفاصلة بين الحضارتين الغربية, والإسلامية منذ" 1300" عام, فبعد ظهور الإسلام توقف المد العربي, والإسلامي غرباً وشمالاً عند عام732م, واعتباراً من القرن الحادي عشر حتى القرن الثالث عشر حاول الصليبيون بنجاح مؤقت إقامة الديانة المسيحية, إضافة إلى الحكم المسيحي بالأراضي المقدسة, ومن القرن الرابع عشر حتى القرن التاسع عشر قلب الأتراك العثمانيون الموازين, وبسطوا حكمهم على الشرق الأوسط, والبلقان, واستولوا على القسطنطينية, وضربوا الحصار مرتين حول فيينا, وفي القرن التاسع عشر, وأوائل العشرين ومع تراجع القوة العثمانية مدت بريطانيا, وفرنسا, وإيطاليا سيطرة غربية على معظم أنحاء شمال أفريقيا, والشرق الأوسط, وفي الوقت الحالي بات اصطلاح المجتمع الدولي هو الكلمة التى تحل محل اصطلاح العالم الحر؛ لتضفى شرعية كونية على تصرفات تعكس مصالح الولايات المتحدة, والقوى الغربية الأخرى, ومن الجدير بالذكر أن التفاوت في القوة والصراع للسيطرة على القوة العسكرية, والاقتصادية, والمؤسساتية, يعد أحد أهم مصادر الصراع بين الغرب, والحضارات الأخرى, كما ويعد أيضاً الاختلافات في الثقافة- أي في القيم والمعتقدات الأساسية- مصدراً ثانياً للصراع. فلقد كانت العلاقات الدولية تاريخياً لعبة تدار داخل الحضارة الغربية, ولكن سيجرى بدرجة متزايدة تجريدها من طابعها الغربي, وستصبح لعبة تكون فيها للحضارات غير العربية قوى فاعلة, وأيضاً سيكون ذلك في مصلحة الغرب, ففي المستقبل لن تكون هناك حضارة عالمية؛ بل عالم ذو حضارات مختلفة, سيتعين على كل منها أن تتعلم كيف تتعايش مع الحضارات الأخرى. وترى (جوديث ميلر) في مقالها حول تحدى الإسلام المتشدد, أن هناك عدد قليل من المحللين الجادين يرون:( أن الجماعة الإسلامية المتطرفة تشكل خطراً داهماً على العالم). وهم يدركون أن الإسلاميون المتشددون يعارضون الديمقراطية, والتسامح, والتعددية السياسية, والسلام بين العرب وإسرائيل, ومن المرجح أن يستمروا على مناهضتهم للغرب, ومناهضتهم للأمريكيين, والإسرائيليين. والسؤال الآن: كيف تنظر واشنطن إلى الجماعات الإسلامية التى تعهدت بإقامة حكم ديمقراطي واحترام حقوق الإنسان والتعددية؟ وبصفة خاصة كيف ستنظر واشنطن إلى جماعات مثل "الإخوان المسلمين"؟ 

أمريكا ومركز الصراع:-

إن عزوف واشنطن عن تحديد معيارها اتجاه ذلك الأمر ما هو إلا مراوغة متعمدة, وإذا نظرنا إلى الحركات الإسلامية مثل: حماس, والجهاد الإسلامي, فهي لا تعد من أقوى الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط الآن, فرغم كل محاولتها فليس من المرجح أن تصلا إلى السلطة, وتتوليا الحكم, وفي الحقيقة فإن القوى الإسلامية الأكثر فعالية هي جماعات مثل "الجبهة الإسلامية للإنقاذ", و"الإخوان المسلمين" التي تعتنق المبادئ الديمقراطية نظرياً, ويقول محللون آخرون مثل: (مارتين كرامر) المدير المشارك بمركز موشى ديان بجامعة تل أبيب:( إن جماعات الإسلام المتشدد لا يمكن بطبيعتها أن تكون ديمقراطية, أو تعددية, أو تعتنق قيمة المساواة, أو موالية للغرب). وعلى المسؤولين الأمريكيين الذين يعكفون على صياغة سياسات جديدة تجاه الإسلام والعرب أن تساورهم الشكوك حيال أولئك الذين يسعون لتحرير العرب بالإسلام, فأولاً: عليهم إدراك أنه مهما كررت الجماعات الإسلامية بحماس التزامها بالتعددية، والديمقراطية فإن أيديولوجياتها, وعهودها, وخطاباتها, وإعلاناتها المنشورة, وأحاديثها -لاسيما بالعربية- تضع تلك الالتزامات في تنافر مع أهدافها المحددة بإقامة مجتمعات وفقاً للشريعة الإسلامية.

ونجد أن كثيراً من الشرق أوسطيين والإسلاميين بشكل خاص قد تعلموا تملق الغرب، وتضليل أنصارهم المحتملين, وكثيراً منهم يتتوق لإقامة الديمقراطية, وتوسيع قاعدة التعبير السياسي, وإنهاء القمع السياسي, وذلك بتلاعبهم بألفاظ الديمقراطية. 

الإسلام والغرب وصدام الحضارات:-

إجمالاً فقد وصل الإسلاميون إلى السلطة عندما لم يرغب أحد في معارضتهم من الداخل أو الخارج, وغالباً ما يقول الإسلاميون أن إسرائيل تكسب الحروب؛ لأنها مخلصة لدينها كما أن العرب يُهزمون لأنهم لا يخلصون للإسلام كما يجب, وكان هذا الشعار الذي رفعته إيران على مدار الأعوام الخمسة عشر الماضية، وهي الحجة الأساسية التي ترفعها حركة حماس الإسلامية في وجه سياسة منظمة التحرير الفلسطينية, لقد تفاقمت اللامبالاة من جانب الأنظمة ذاتها أيضاً مع صعود الإسلاميين, وكان الإسلاميون على مدار أربعة عقود أو أكثر حلفاء للملك حسين ضد الفلسطينيين الراديكاليين(الثوريين), والقوميين العرب, وفيما يختص بالقضية العربية الإسرائيلية ربما تكون الحكومات العربية مشغولة بقضايا غير محاربة إسرائيل "كالتعامل مع التحدي الإسلامي لحكمها", ولكن الجماهير المسلمة لاتزال معنية إلى حد كبير بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية استيلاء أجنبي على أرض معظمها أرض إسلامية, والشعار الجديد الذى يردده المعلقون الإسرائيليون هو القول: بأنه يتعين على إسرائيل والحكومات العربية أن يصبحوا حلفاء ضد إيران و"الأصولية الإسلامية"، ولكن أمام إسرائيل طريقاً لتقطعه قبل أن يكون بوسعها إقامة مثل هذا التحالف, وتأخير التوصل لتسوية مقبولة من شأنه تشجيع حماس أن تصبح كبديل لمنظمة التحرير الفلسطينية, والإسلاميين كبديل للحكومات العربية العلمانية, و في حالة ظهور أي صراع سيكون التدخل الغربي مقبولاً فقط إذا ما واكبه نهج منصف لمشاكل المنطقة, ولاسيما القضية الفلسطينية, وتوزيع عادل للثروة بين دول الشرق الأوسط, وإلا فان ازدواجية المعايير الغربية والتدخل العسكري الانتقائي يسيء الظن والتأكيد الذي تحركه الهواجس على البعد الأمني في تعامل الغرب مع العالم الإسلامي قد تبرهن على أنها تعزز حاجة الإسلاميين لتولى السلطة. 

تشخيص المشكلة:-

فمثل هذه التحليلات وغيرها حدثت بالفعل؛ لأن الجماهير العربية أصبح لديها كم هائل من المعرفة والثقافة والتفريق بين الغث والسمين, في كل الأمور وحدث نوع من التغيير في بعض الدول العربية تَمثّل في الربيع العربي, ولكن تلك التجربة لم تكلل بالنجاح, وعاد الصراع من جديد وبقسوة أكبر بين الجماعات العلمانية صاحبة السلطات العليا في الدول المدعومة من الغرب, والإسلاميين ومن يساندهم, وإذا نظرنا بتمعن إلى كتابات ومشاريع (برنارد لويس) مثل: "مشروع خارطة الدم" سندرك جيداً أن ما جرى, وما سيجرى من صراعات وأحداث مأساوية, وفوضى في العالم ليس أمراً مفاجئاً, بل هو تحقيق وتنفيذ لمخطط استعماري مُعد له ومصاغ منذ سنوات, أعلنته الصهيونية, والصليبية لتفتيت الوطن العربي, والعالم الإسلامي من خلال سياسات, واستراتيجيات, ومشاريع متخفية تحت ستارات, وشعارات مزعومة من الغرب, والآن نواجه تحدياً جديداً في تسوية القضية الفلسطينية, وهي صفقة لعينة تُدعى صفقة القرن تهدف إلى تصفية القضية, وإنهاء حقوق الفلسطينيين حيث سيستمر الصراع على مدار السنوات, والقرون مادام يسيس العالم من أجل خدمة المصالح الصهيونية, والغربية غير آبه بحقوق الأفراد, والدول, ومتنكراً لوجودهم.

في النهاية هكذا نرى كيف أن السياسة هي التي يفرضها الطرف المنتصر، ومن ثَم ينصب نفسه شرطياً للمنطقة بأسرها, فَفرض ثقافته إضافة إلى غطرسته وسيطرته.

لقد أراد الكاتب (صموئيل بي هانتيجتون) أن يبين لنا كيف أن قدر تلك العوالم –عالم العرب والمسلمين-, وعالم الغرب الأوروبي- مصيرهما التصادم لا الالتقاء.

لكن في رأيي لربما يكون الكاتب غير محق, ومن الممكن أن يكون هناك في المستقبل بصيص أمل لحوار الحضارات وإعادة التواصل بينهما.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف