الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

معشوق السنجق (12) بقلم:محمد يوسف محمد المحمودي

تاريخ النشر : 2019-01-24
معشوق السنجق (12) بقلم:محمد يوسف محمد المحمودي
معشوق السنجق (12)

محمد يوسف محمد المحمودي

مترجم وصحفي حر

[email protected]

ابتسم محمد وهو يحاور نفسه بين فضولٍ قتله للتو، وشغفٍ بحبيبٍ تنال منه ألسنة القاعدين التافهين، واستسلامٍ لشعورٍ يهواه ولا يرغب في أن يموت بداخله.. قال لنفسه كيف لك أن تستخرج من سياقٍ فارغٍ كهذا لؤلؤةً بخيالك وتراها كما لا ترى نفسها وتؤمن بها وبقدراتها رغم عدم امتحانك لمدى إخلاصها، وصدق عقيدتها وثبات مبادئها. 

وبينما هو شاردٌ في عالمه الخفي، نكزه عقله الباطن مذكرًا إياه بمهمته التي غفل عنها ونسيها بانشغاله بهمه الخاص؛ ليخرج ورقةً من جيبه كتب فيها ضرورة حسم أمر محاضر تشكيل المناصب الإدارية لفريق التدريب. وبعد إقراره بالتقصير؛ نظر إلى أحمد وقال له من ترشح للعمل معي في هذه المهمة. لم يتردد أحمد في طرح اسم سنجق وزينب وأميمة ويوسف. وهنا هز محمد رأسه ونظر إلى صاحبه وقال: 

"سنزور غزة يومًا وننطلق منها إلى القدس"

ابتسم أحمد وقال: "الله المستعان" 

بعدها، ذهب الصديقان إلى محطة القطار ، وأحضرا كوبين من الشاي من مقهى على رصيفها وجلسا صامتين فترةً من الوقت، بعدها بادر محمد بالحديث عما يجول بخاطره عندما رأى شرطيًا يمر من أمامه: "أتذكر يوم أعمل الظالمون القتل والدهس والحرق في المسالمين الصامدين؟" 

نظر أحمد إلى صاحبه في دهشةٍ، وقال له: "ما علاقة هذا بذاك؟" عندها ابتسم محمد وأخرج منديلًا من جيبه يجفف بعض الماء الساقط من عينيه بسبب حساسية لا بسبب الحزن، وأجابه: "الظلم أشكالٌ وألوان، لكن هل ترى أكل لحم الميت أقل إثمًا من حرق لحم الحي؟ إن القاتل بفعله مجرم لا ريب، لكن من الإجرام أيضًا أن تقتل حيًا بلسانك." 

فهم أحمد مقصد صاحبه فهز رأسه إيجابًا. ورأى أن من الأفضل بالنسبة له تغيير الحديث. " لا تذهب طعم الشاي من حلقي يا رجل."

بعدها التفت أحمد إلى صاحبه وباغته بسؤاله عن حاله مع أولاده وزوجه. ابتسم محمد، ثم انصرف كعادته وهو يركل شيئًا ملقًا على الأرض كغطاء زجاجة مياه غازية.. سار محمد وحيدًا على قضبان القطار؛ مستحضرًا حقارة هذا العالم ووضاعته. كيف تجرأ القاتل على القتل؟ وما هي حاله بعدما تعددت جرائمه وفاقت في دمويتها جرائم الصهاينة والأمريكيين؟ هل يتعاطى القتلة شيئًا يمكنهم من النوم أم يقضون ليلهم ساهرين معذبين بمشاهد الدم والمحرقة؟ وفجأةً قال لنفسه: "نسيت أن أسأل سنجق: أين كانت هذا اليوم؟

لكنه لم يكد يفكر في الأمر، حتى باغتته صافرة قطارٍ يوشك أن يدهسه.. 

وبعدما حمد ربه، ثم ضحك وقال لمن هرعوا إلى نجدته: كانوا سينشرون خبرًا في الغد: "قطارٌ دهس قطار."
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف