الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جُنود النفط بقلم:محمود الجاف

تاريخ النشر : 2019-01-23
جُنود النفط بقلم:محمود الجاف
بسم الله الرحمن الرحيم
جُنود النفط
مَحمود الجاف
قبل أن تُختَرَع الكاميرات الحَديثة التي رأينا العالم من خلالها أكثر دقَة ووضوحاً كُنا نُشاهد صور الوطنية والقَومية والمَذهبية والتدَّين أحياناً على أنها جِهاد . جهاد لتحرير الذات مِن وإلى ؟ قبل أن نكبُر ونفهَم وياليتنا لَم ولَن ؟ كُنا ندور في دوامة كَبيرة من الوَهم . كم ظلمنا وقتلنا وقطَّعنا الأوصال وخدمنا إبليس ثم تبين أننا كُنا مُجرد أضحوكة في بحر الدجل . مَذهب يُقاتل من أجل نُصرة بيادق الدُب الروسي . أو الدفاع عن المُسلمين الذي غَذى تيار الرأسمالية . وكُل تلك المُناورات الحاسمة المُؤلمة والمُخيفة ليس لها إلا مُخرِجُ واحد على مَسرح الحياة . هي الصهيونية . ونحنُ الدُّمى . والغريب أن الكُلُ يُهرول خلف الكُل ؟
لأنهمُ جُنود النفط وأنابيب الطاقة .
بدأ عصر النفط عام 1859 م بعد حفر أول بئر في ولاية بنسلفانيا وظهر النهج الإستعماري للولايات المتحدة التي شهد العالم في ظلها أربع حروب كان آخرها مُكافحة الإرهاب التي أحتُلَ على إثرها العراق وأفغانستان في معارك السيطرة على النفط . والذي يستهلك منه العالم يومياً حوالي 28 مليون برميل . وتكمن مشكلة أمريكا في تحقيق التوازن بين الإنتاج والطلب المُتعاظم عليه فاقتصادها يعتمد على عامل النمو والقُصور في الإنتاج مُقارنة مع الطلب الذي يصل إلى نسبة 1-5 ؟ إن ارتفعت ستكون كارثة . وللسيطرة على حركة السوق وتحديد الأسعار كان لابد من احتلال مَنابع النفط . وجاء التحرك نحو العراق بسبب التقارير التي تلقتها حول نفط بحر قزوين . التي تُشير إلى أنها تضم بين 10 إلى 20 مليار برميل فقط في حين كان المُتوقع 200 مليار وعندها بدأت الشركات إلغاء خُططها بمَشروع خط الأنابيب عبر أفغانستان .
وبعدَ عَقد العراق صفقات مع روسيا والصين وفرنسا وإستخدامهُ اليورو بدلاً من الدولار . أُعدَت إستراتيجية جديدة للسيطرة على مناطق إمدادات الطاقة فالإنتاج الأميركي تراجع منذ عام 1970 م . وفي عام 1992 م . أعد ولفوفتز وثيقة باسم دليل التخطيط الدفاعي للسنوات 1994-1996 م . رسم فيها صورة جديدة للعالم الذي تحكم فيه قوة وحيدة هدفها منع كل من يحاول السيطرة على المنطقة التي تملك ما يكفي لتغذية قوة جديدة تشمل أوروبا الغربية وشرق آسيا ودول الإتحاد السوفيتي السابق وجنوب غرب آسيا . تقوم بتنفيذها القيادة المركزية USCENTCOM وهي واحدة من أربع ممالك وُزِعَ عليها العالم . وتضُم عشرين بلداً تنتمي لقارات أوروبا وآسيا وأفريقيا وتشكل مَهداً للأديان الثلاثة . وهي أفغانستان والبحرين وجيبوتي ومصر وإريتريا وإثيوبيا والأردن وإيران والعراق وكينيا والكويت وعُمان وباكستان وقطر والسعودية وسيشيل والصومال والسودان والإمارات العربية المُتحدة واليمن . وكان الاحتلال فكرة قديمة لكيسنجر كما أن الإدارة الأميركية ترى في نفط العراق مَصدراً مُتاحاً لأنه الأقل تكلفة في الإنتاج .
في مايو 1973م . عُقد إجتماع لكبار رموز السياسة والمال في الغرب في مَنزل عائلة والنبورغ Wallenburg المالية اليهودية في السويد وكان من بين الحضور هنري كيسنجر ممثلاً عن البيت الأبيض وعدد من مُدراء الشركات والمُؤسسات المالية العالمية للبحث في زيادة أسعار النفط وكيفية إعادة تدفق الدولارات إلى البنوك الأميركية والبريطانية فعملت على ترتيب حرب 6 أكتوبر بين مصر وسوريا من جهة والصهاينة من جهة أخرى . وتحققت النتيجة طبقاً لما تم الإتفاق عليه وكان الرابحون هم وول ستريت وبنوك نيويورك ولندن والشركات العملاقة أما الدول ( النايمة ) عفواً النامية فقد وقعت في مَصيدة الديون . وفي أواخر السبعينيات شكلت قيادة خاصة للتدخل في دول الخليج كما جاءت عقيدة كارتر لعام 1980 م بأنها ستستخدم كل الوسائل بما فيها القوة العسكرية لضمان مصالحها . ولهذا أوجدت القيادة المركزية التي سيطرت عليه وفرغت خزائن العرب من المال لتسديد فواتير الحرب وشراء الأسلحة الفائضة عن حاجة أميركا والناتو تحت مبرر إستمرار التهديدات العراقية الذي كان المسرح الأخير لعمليات السيطرة على نفط الشرق الأوسط والعالم من خلال غزو أراضيه . كانت عائلة روتشيلد اليهودية من أهم ثلاثة مراكز تجارية مُسيطرة في نهاية القرن التاسع عشر ولهذا مَنح شاه إيران لليهودي إسرائيل بيير جوزفات في عام 1872 م امتياز التنقيب في إيران .
لقد خرجت الولايات المُتحدة من الحرب العالمية الثانية زعيمة للعالم وهم (فئة من رجال المال والسياسيين الذين يسيطرون على الصناعات العسكرية والنفطية وبعض العائلات الثرية وعلى رأسها عائلة روكفلر) التي عززت سيطرتها على القرار الرسمي . وكانت تبحث عن الفريسة لتقوم بقيادة الجماهير الغائبة عن الحقيقة إلى حُروب تُغذي صناعاتها وتُتيح الفرصة لأصحاب المال بالإقراض باسم الدفاع عن الديمُقراطية . ولكن العدو الجديد هو الإسلام .
لقد بدأ الإنتاج الإيراني من الخام يقلق واشنطن مما دفعها للعودة إلى العراق بحجة إنقاذ الشعب . ولأن قدرتها التصديرية هي ثلاثة ملايين برميل والولايات المُتحدة بحاجة إلى تصدير نفطها في المُستقبل لذا فإن تحييد تصدير النفط الإيراني يعني ضمانها فقدان السوق لهذه الكمية وبذلك تكون قد حققت هدفا إستراتيجيا يتمثل بتأمين تصريف الفائض من إنتاجها . إذًا عودة جنودها يرتبط بشكل كبير بتنفيذ هذه الإستراتيجية كهدف طويل المدى وإضعاف إيران عسكريا بأبعادها عن العراق الذي سيضمن لها التحكم بثرواته . لقد بدأت الإدارة الأمريكية في عهد ترامب معركتها مع اوبك والسعودية بشكل خاص من خلال تفعيل الكونغرس في منتصف 2018 م مشروع تغيير قانون مكافحة الإحتكار الأمريكي ليسمح بمقاضاتهم بتهمة التواطؤ وسيجعل تقييد إنتاج النفط أو الغاز أو تحديد أسعارهما مُخالفا للقانون .
أما بالنسبة إلى روسيا فكان إعلان المعركة واضحا من خلال كلام السفير الأمريكي في برلين في 15 كانون الثاني 2019م ريتشارد غرينيل الذي هدد بفرض عقوبات على الشركات الألمانية التي تعمل مع ( غاز بروم ) الروسية في مشروع خط أنابيب ( نورد ستريم 2 ) الذي سينقل الغاز مباشرة إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق الأمر الذي تعتبره أمريكا تهديدا لأنهُ يجعل أوربا تحت رحمة الابتزاز الروسي لحاجتها للطاقة ولهذا تسعى إلى إيقاف المشروع .
فلا تفرحوا بالإنتصار والتحرير أو الانكسار والتغيير فَجميعنا نعمل بأجور زهيدة من أجل الكُروش والعُروش . وكلُ ما عَداها مُجرد أكاذيب من أجل تمرير القضية فالسياسيين والمُعممين الآن مجرد واجهات لتلك الشركات لتأمين مصالحها . عندما انطلقت المقاومة قاتل فيها جميع العراقيون . ولكن بعد أن دخل جنود النفط تغيرت الموازين وتبدلت الأهداف فاتركوا الحديث عن الشهادة والشهداء فعن أَبُي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ . وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ . وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ . مَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟
فَقَالَ ( مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )
فمَن الذي يُقاتل الآن لتكون كلمةُ الله هيَ العُليا ؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف