الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صدور رواية "قسم البنفسج" للكاتب جمال القيسي عن الآن ناشرون

صدور رواية "قسم البنفسج" للكاتب جمال القيسي عن الآن ناشرون
تاريخ النشر : 2019-01-22
"قِسْم البنفسج" لـ جمال القيسي.. رواية الشاهد والشهيد


عمّان-

تتأسس رواية "قسم البنفسج" للكاتب جمال القيسي على ما يشبه مراحل من السيرة الذاتية التي تمتد منذ العام 1990 إلى العام 2008 على وتيرة من الزمان الصاخب بالأحداث والوقائع والمجريات، ويكون معها بطل الرواية شاهدا وشهيدا في آن معاً.

الرواية الصادرة عن الآن ناشرون في عمّان تتناول ضمن أحداثها مطلع تسعينيات القرن الماضي، وهي الفترة التي شهدت العديد من الانهيارات على الصعيد السياسي، كما شهدت بداية التحولات التي ترسخت في ما نشهده حالياً في البلدان العربية.

وتحكي الرواية التي تقع في نحو 240 صفحة من القطع المتوسط قصة شاب عربي ينتمي لتنظيم سياسي، ينفعل مع الأحداث التي تجري في فلسطين عبر المشاركة في الحراكات الاحتجاجية التي تندلع في الجامعة.

وتتطرق الرواية إلى أحداث دخول العراق للكويت وتداعياتها التي تتعرض معه العراق لعدوان ثلاثيني، وتصور تفاعلات الشارع العربي والأردني والانشراخات والتشظّيات التي انعكست على أبناء الأمة.

في الوقت الذي يكون فيه البطل بلا أب ولا سند، بعد أن توفي والده في حادث سير مرعب بالتصادم مع مركبة يقودها مراهق أرعن، يتعرض الشاب الذي درس الشريعة بحثاً عن الله للاعتقال، ويخرج بوساطة عمّه الجنرال ذي المكانة في الدولة وهو ما يعرضه للتشكيك عند التنظيم.

ويعود بعد ذلك للدراسة التي يتعرف خلالها إلى حبيبته وزوجته أمل، ثم بعد مسافة زمنية من الأحداث العاصفة والتوترات السردية يكتب في إحدى الصحف التي توفر له منصة للتعبير باسم مستعار، وخلال ذلك يُعرض عليه الترشح للانتخابات في مواجهة عمه الذي يحظى بقبول الدولة، فيتعرض لمخاطر وتهديدات حقيقية يقابلها بصلابة لكن المأساة تدهمه برحيل والدته التي كانت تمثل له كل معاني الأمل والصمود والبطولة ما يفت في عضده ومناعته وصحته النفسية. 

وتأخذ الأحداث منحى بوليسياً حينما يتم خطفه وإيداعه القسم القضائي في مستشفى الأمراض العقلية وهناك تتكفل المصادفة بترتيب لقاء البطل (فارس) بنزيل المستشفى الطبيب النفسي (ميشيل) المدان بجريمة قتل، حيث يقدم له الرعاية التي تنقذه من الموت أو الجنون.

ومن خلال المونولوج الداخلي لميشيل تتبين العلاقة التي تربطه بفارس؛ فالمراهق الأرعن الذي كان يقود السيارة التي تسببت في مقتل والد البطل ما هو إلا (آدم) ابن ميشيل.  

يعتمد السرد الروائي في (قسم البنفسج) على سياقات متواشجة تتعلق بالأسرة والعائلة وصراعاتها التي تكشف التحولات الاجتماعية، بينما يذهب في السياق الثاني إلى الفضاء الوطني والقومي وتناقضاته وإحباطاته التي تفضي بالبطل في كلياتها إلى المصح النفسي في رمزية قد تعني استحالة القدرة على استيعاب الواقع المرعب.

وتعد (قِسْم البنفسج) من الروايات العربية القليلة التي تناولت تفاصيل الحياة اليومية لنزلاء المستشفيات العقلية، وتسلط الضوء الكثيف على هذه الفئة التي تتعرض لوبال الظلم والتهميش وانعدام الرعاية الطبية النفسية. 

يستفيد الكاتب من خلال ثقافته المتنوعة، وخصوصا في مجال الفلسفة وعلم النفس في تجسيد ملامح الشخصيات، وإظهار البناء الداخلي لها، وتفسير سلوكها من خلال النظريات المعرفية والفلسفية.

الكاتب الذي صدر له في القصة: "ليل أبيض" و"كلام خطير" و"شرفة أرملة"، يستفيد أيضا من مهنته كمحام، ومن خبرته الإعلامية، في نسج الأحداث بطريقة منطقية مدهشة ومقنعة للمتلقي، ومن المؤكد أنه لم يدخر جهدا في البحث المعرفي والتقصي في غير حقل علمي لبناء النص وتشييده بكل هذه الدقة.

يلجأ جمال القيسي الذي صدر له في الرواية "الخيط الأسود" وفي النصوص "أحوال القلب" و "لا رايات بيضاء" في تقنية الرواية الجديدة (قِسْم البنفسج) لعدد من الأساليب في مباغتة القارئ بالأحداث وتقديم الشخصيات؛ تنوعت بين التقطيع السينمائي والمونتاج والبورتريه الذي يرسم ملامح الشخصية وتحولاتها، كوسائل متنوعة وحديثة وفعالة في السرد، وذلك تحت مظلة تقنية البوليفونية (المتعددة الأصوات)، لكن تم كسر أسماء الأصوات بعناوين رمزية ذات دلالات عميقة مستوحاة من التاريخ والتراث العربي الإسلامي لتحيل إلى قصص ورؤى وتفاسير ومكونات جمعية ذهنية.

تمتاز اللغة الروائية بين التقريرية السردية والتكثيف والرمزية والوصفية بحسب الموقف والواقعة، وبدت واضحة غلبة السرد العاطفي الرمزي الوصفي المغرق في الصور الشعرية حين يتعلق الأمر بالأم أو الأب أو الحبيبة، وحين الولوج إلى وصف فضاءات اللحظة الإيمانية في الزاوية الصوفية، فيما نحى السرد دون أن يفقد وهجه نحو التكثيف عند الحديث عن الفضاء السياسي وتجربة الانتخابات وكواليس اللعبة. 

الرواية ليست سيرة ذاتية بالمعنى الحرفي، وإنما هي شهادة واعية للتحولات التي جرت خلال العقدين الماضيين، تشي وتدين بما أسس لما يعيشه الإنسان العربي من تشظِّ وتمزُّق وفقدان للبوصلة.

ويقول الكاتب عن الحد الفاصل بين الواقع والخيال في قِسْم البنفسج:

"حقيقة وبكل صدق مع القارئ أكشف وأعلن أني نفسي لا أعرف، أو للدقة لا أجزم أي من الأحداث أو الشخصيات في الرواية حقيقي وأيها نجمات خطفتها من سماوات الخيال.

وأعترف أن (فارس) بطل الرواية قريب لذاتي وروحي، وشقيقي في الوعي ورفيقي في الدفاع عن قيم الحق والخير والجمال، لكني لست هو فأنا أختلف معه في كثير من آرائه، وأؤكد أنه يدين لي بليال من الدموع التي سكبتها عيناي شفقة على أحلامه والظروف القاسية التي تعرض لها".      

وعن  الاستفادة من الخبرة الشخصية القانونية في الرواية:

"لا شك أن خبرتي أسعفتني في الجوانب القانونية الواردة في الرواية؛ لكن الخبرة وحدها لم تكن كافية؛ فقد لزمني البحث القانوني المتأني الطويل، وطلب الاستشارات المتخصصة من فقهاء القانون الجنائي ومقابلة كبار قضاة محكمة الجنايات الكبرى، لأني لم أنقل قضية من أروقة المحاكم إلى فضاء الرواية بل ما جرى أن الرواية حتمت إيجاد قضية شائكة لتتواشج وتتعدد منابع السرد لخلق مناخات (المصادفة الروائية).

كذلك في الجانب المتعلق في الجانب النفسي في الرواية فقد تم بناء العمل بعد استشارة العديد من أهم المستشارين في الطب النفسي، ما جعل أصوات الشخصيات تخضع لهذا التقييم الدقيق؛ فجاءت أفعال وردود أفعال هذه الشخصيات وفق الواقع العلمي الواقعي والذي لا تعني مخالفته إلى مغالطة وفشل في بناء الشخصية معرفيا".  

يشار إلى أن المؤلف من مواليد 1970، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب العرب، ونقابة المحامين، وترجمت قصته "ثقة" إلى الإنجليزية ضمن أفضل مئة قصة أردنية لأربعين قاصا العام 2007، وفاز الفيلم الذي كتبه بعنوان (جمال ناجي.. سفير الأرواح المنسية) بالجائزة الذهبية ضمن مهرجان القاهرة الدولي عام 2018.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف