الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كامل حسني وأرشيف المحاكم بقلم:وجيه ندى

تاريخ النشر : 2019-01-22
كامل حسني وأرشيف المحاكم بقلم:وجيه ندى
كامل حسنى وارشيف المحاكم
وجيه ندى بحار كل الفنون و زجال الاسكندريه الشهير كامل حسنى - ظهرت جمالياته في تشكيل الصورة الفنية في أزجاله، وهى التي لا تعتمد على الموروث الشعبي وحده و إنما تمتد إلى الموروث الثقافي المتسع بما فيه من حوادث تاريخية ومنابع أسطورية وخلفية دينية. وبموازاة ثقافته الرفيعة اكتسب خبرة عريضة في التأليف الدرامي، ظهرت آثاره في بعض أزجاله، التى لها البعد الفكري والرؤية الفلسفية، مما لا نجده كثيراً في أعمال الزجالين من أقران كامل حسني، يتضح من هذا أن موهبته وثقافته و خبرته قد تجمعت ثلاثتها كي تحقق التفوق لزجال الإسكندرية الكبير. قال بيرم التونسي "تسألونني من أراه يخلفني في كتابة الزجل؟ أقول لكم: زجال سكندري شاب يُدْعَى كامل حسني، أرى أنه سوف يتفوق وتحققت نبوءة بيرم التونسي، فقد تفوق كامل حسني الذي ظهر في جيل من عمالقة الزجل من أمثال أبي بثينة – الذي يعد من أساتذته – والكمشوشي وأبي فراج وأبي رواش ومحمد البشبيشي والسيد عقل ورزق حسن وغيرهم. ولا يأتي التفوق من فراغ وإنما تكون له أسبابه، فبالإضافة إلى شعلة الموهبة المتوهجة حصّل كامل حسني ثقافة رفيعة، أهّلته لأن يجوب آفاقاً أكثر اتساعاً مما عرفها أساتذته وأقرانه وتحققت الشهرة للأستاذ كامل حسني بواسطة عدة منافذ أولها النشر فقد اهتم بنشر أزجاله منذ أن كان عمره أحد عشر عاماً – سنة 1940 – في جريدتي البعكوكة والمطرقة، وكانتا واسعتيّ الانتشار ولم يتوقف عن نشر إنتاجه. ثاني المنافذ تمثل في المنتديات الأدبية التي يلتقي فيها بالشعراء والأدباء والزجالين والفنانين والصحفيين وغيرهم، وكان لقاء اهل الزجل والذى يعقد بحى الأزاريطة على الرصيف أمام دكان أبي رواش من أهم اللقاءات، فقد واظب عليه كامل حسني ما يقرب من الخمسين عاماً أما ثالث منافذ شهرته فقد تمثل في جمعية أدباء الشعب التي ضمت عدداً كبيراً من الزجالين كباراً وصغاراً وانضم إلى عضويتها زجالون من القاهرة ومن محافظات مصر المختلفة، وكان فيها تلاميذ كامل حسني ومريدوه، يتجمعون حوله وينهلون من عطائه و كانت إذاعة الإسكندرية المنفذ الرابع الذي حقق له شهرة عريضة، وصار اسمه معروفاً لدى الجماهير في الإسكندرية والبحيرة، حيث كانت إذاعة الإسكندرية منتشرة بين الناس انتشاراً واسعاً حتى منتصف السبعينيات، فلما انتشر التليفزيون في البيوت تقلص مستمعو الإذاعة بالتدريج. وكامل حسني من رواد التأليف الإذاعي، وهو من كبار المؤلفين فى اذاعة الاسكندريه وقد تنوع عطاؤه، فهو صاحب أغنية ياما قالوا فى الغرام وكتروا فى الكلام انا قلت كلمه واحده باحبك والسلام : التي تغني بها مطرب الإسكندرية الأشهر (عزت عوض الله) وايضا اغنية الحبايب للحبايب والتى لحنها حلمى امين وغنى المطرب يوسف عوض يا عاشقين الليل من الحان يوسف المهدى وموسم 1955 غنى المطرب السيد حسنى من نظم شاعرنا كامل حسنى يالايم على قلبى والحان جلال حرب فى موسم 1957 – وغنت المطربه القديمه سهام بيقولوا ح ينسى الحان محمد غنيم و موسم 1957 وغنى المطرب عبد الرزاق ابراهيم بيلوموا عليا والحان محمد الحسينى وفى موسم 1956 غنت المطربه فايزه زين اسالونى من الحان محمد ابو سماره وغنت الفكاهيه كوكا وافى معلهش يازهر الحان صبحى شفيق وغنى المطرب البديع محمد الصغير سلم عليه وروح من الحان ابراهيم عبد الله فى موسم 1956 وادى الفنان مرضى ابو الحسن اللحن الدينى يانور النبى الحان فتحى جنيد وغنى عبد اللطيف التلبانى على قد العمر مايعدى والحان سيد زكى وغنى المطرب الواعد احمد عبدون وداع رمضان من الحان سعيد عيسى – وادت المطربه انتصار مجدى اللحن الدينى توبه من الحان سعيد عيسى وغنت تحيه زكى اجيب قلب منين والحان زوجها محمد غنيم فى موسم 1961 وغنت المطربه رقيه توفيق من نظم شاعرنا كامل حسنى ماهياش غريبه الحان فتحى جنيد - وغنت رسميه ابراهيم يا شمعه قيدى ومن الحان محمد الحسينى فى موسم 1956 وغنت زينب عوض الله اللى بينسى ومن الحان محمد الحسينى وغنى المطرب الشعبى سعيد طلبه سامحنى يارب من الحان شريف الابيض والمؤلف الكبير كامل حسنى قدم العديد من الاوبريتات و الصور و البرامج الغنائيه للاذاعه ومنهم البرنامج الغنائى الحارس الله و شارك الغناء عبد الرزاق ابراهيم و زينب عوض الله و المجموعه و محمد الصغير و اكرام ومن الحان حلمى امين ومن اخراج عبد الحميد حمدى و حسين ابو المكارم وكامل حسني هو مؤلف فى اشهر برنامجين قدمتهما إذاعة الإسكندرية، أولهما (من أرشيف المحاكم) الذي كان يجعل الناس – كبيرهم وصغيرهم – يلتفون حول الراديو، وكان برنامجاً أسبوعياً درامياً،) حتى الان ) كتب منه المئات من قضاياه ، وثانيهما برنامج (حميدو) الذي كتبه أكثر من عشر سنوات. كتب كامل حسني أيضاً أكثر من أربعين مسلسلاً شهرياً، بعضها مزج فيه بين الزجل والنثر مثل مسلسله الشهير (صالح وصالحة) الذي نال جائزة أحسن عمل إذاعي، وكتب ايضا للاذاعه السكندريه عمل مميز وهو تمثيلية ( امينه ) وكتب كلمات المقدمه والنهايه بصوت الثلاثى الاسمر وتلحين وغناء الموسيقار الوالد للثلاثى محمد ابو سماره ومن اخراج عبد الحى شحاته وواصل الكتابه حتى وصلت ابداعاته المطبعيه الى ألفين من النصوص الإذاعية الدرامية ما بين أوبريتات وسهرات وبرامج قصيرة وفوازير يُذكر لكامل حسني أنه كان أول من سعى إلى تجديد فن الزجل بالإسكندرية، فكتب نصوصاً تحررت من الشكل القديم للزجل الذي ظل هو فنه الأساسي. وقد نهج في بعض أزجاله نهج بيرم التونسي، مصوِّراً ما يدور أحياناً من شجار بين الجارات فيقول ياست هانم يا اصيله يا ام الجدعان عيب لما تعملى للحرب ميدان شباكك وويا جارتك تتناقروا بكلام خيبانوالحاره تسمع شتايمكم – عيب داانتم جيران معلقع فردة شبشب فوق الشباك وجنبها قرنين فلفل للجاره هناك تشوفهم الجاره تشعلل وياكى عراك وناركوا تعلا ويعمينا احنا الدخان والحاره تسمع شتايمكو – عيب دا انتو جيران فى كل يوم تنصبوا نصبه وزعيق وملام وتنقوا م الزفت شتايم – على كل لسان وتسمع الحاره فضايح عيب دانتوجيران من اعماله الزجليه الرائعه :وكامل حسني يعتز بأنه هو الذي حرّر موازين الزجل، فهو يدرك ما يفعله، ومع ذلك قال هذا المعنى في شكل الموال وهو من الأشكال القديمة للزجل، فكتب انا الذى فى الزجل حررت موازينه وكتبت فيه اللى هوه رايه بتزينه وانا اللى قلت اللى كل الخلق عايزينه يحكم عليه الزمن ومعاه سمير سرحان اقف غراب فى خراب بشتاك وفى طينه كان الدكتور محمد مصطفى هدارة لا يرى أن هناك شكلاً أدبيًّا اسمه شعر العامية، وإنما كان يسميه زجلاً، كل ما في الأمر أن هذا الزجل الجديد له أوزان غير أوزان الزجل القديم وكان هذا الرأي نفسه هو رأي كامل حسني، ويقول في زجل طوّر فيه الأوزان وتجلت فيه ثقافته حيث يقول: ومنين عينك دي ما تقيمها في معالمها تلقى آيات (ليوناردو دافنشي)في لوحاته إللى رسمها على الحيطان فن الرسم اللي ما خلاَّشي ولا بقَّاشي حاجة لحد عشان يرسمها فن وتحفة ما يعلمهاشي غير فنان والتماثيل اللي في وقفتها من دِقتها يتهيألك وانت معاها إنك على طول حتحدِّتها بحب كمان وكتب كامل حسني هذا الزجل في روما سنة 1962، والمقطع الأخير يدل دلالة قاطعة على الخلفية المعرفية عند كامل حسني، حيث يكاد الإنسان يتكلم إلى التماثيل من دقة صنعها، وهذا المعنى له بُعْدٌ في التراث الفني العالمي، فإن (مايكل أنجلو) حين فرغ من تمثال موسى، ورأى دقته، أمسك بمطرقته، وطرق على قدم التمثال بها طرقة خفيفة وقال له مقولته الشهيرة: "الآن.. تكلم" فهو لم يتبق غير أن يتكلم هذا التمثال، فإذا عرفنا أن كامل حسني كان فناناً يعشق الرسم أدركنا أنه كتب هذا المقطع وفي ذاكرته مقولة مايكل أنجلو.وعاش كامل حسني حياة حافلة ما بين مولده في 14 إبريل 1929 بمدينة السويس، حتى وفاته في 18 أغسطس 2008 بالإسكندرية، نتج عنها عدد كبير من تلاميذه ومحبيه، ونتج عنها رصيدٌ ضخم من الأعمال الإذاعية – الدرامية والغنائية – ورصيدٌ ضخم من الزجل. ويذكر التاريخ الأدبي لمدينة الإسكندرية أن كامل حسني هو خليفة بيرم التونسي، وأنه طوّر فن الزجل، وجعله حيًّا بين التيارات الأدبية الحديثة والمتنوعة بما امتاز به من موهبة متدفقة، وثقافة عميقة، وخبرة متنوعة، وأسس كامل حسني جمعية أنصار الزجل 1950 مع محمد مكيوي، ثم أسس جمعية أدباء الشعب 1954 لتستمر تحت رئاسته حتى وفاته .وسوف يظل كامل حسني قامة عالية في تاريخ الأدب السكندري.وتوفى 19 اغسطس 2008 رحمه الله واسكنه فسيح جناته بحار كل الفنون وجيـــه نـــدى وللتواصل  [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف