الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إسرائيل وسياسة فرض الأمر الواقع بقلم: محمد زهدي شاهين

تاريخ النشر : 2019-01-21
اسرائيل و سياسة فرض الامر الواقع
بقلم: محمد زهدي شاهين
إن خاصية التدرج او التدريج من أهم الخصائص ألتي تؤدي الى تقبل الاشخاص لامر ما يرادُ الوصول اليه دون احداث ضجة او ردات فعل قوية فيما لو حدث الامر فجأة دون اية مقدمات. ونحن نعلم ان هذه السياسة يتبعها وينتهجها الجانب الاسرائيلي بتعامله معنا كشعب فلسطيني خاصة والعربي بشكل عام، ومنذ فترات طويلة. فيقومون بممارسة سياسات التدريب والتهيئة النفسية علينا لنتقبل قضايا معينة وافكار جديدة تدريجياً. والامر اكبر واخطر من هذا بكثير، اذ ان الاحتلال الاسرائيلي يشن حرباً نفسية وهجوماً ثقافياً بكل ما اوتي من قوة للسيطرة على وعينا الثقافي من خلال تشويه الوعي لدينا، ويكون ذلك من خلال غزو فكري لعقولنا من اجل تطويعنا وتوجيهنا الى حيث يريد فيما يخدم مصلحته اولاً وأخيراً.
وهنا نلاحظ ان الاعلام الاسرائيلي لعب على هذا الوتر منذ زمن بعيد، فمنذ بدء العمل باطلاق موجة تبث باللغة العربية –والتي تعمل الان تحت مسمى دائرة العلاقات السياسية العامة، والتي يعمل بها اختصاصيون في علم النفس، ومختصون بشؤون المجتمع العربي- في اواخر خمسينيات القرن المنصرم، عمل الاعلام الاسرائيلي على ان يجعل اذان الجماهير العربية تستسيغُ السماع لاثيرها وكسر الحاجز النفسي من خلال التركيز على بث برامج دينية اسلامية، واغاني لمشاهير المطربين العرب، وما يزال الامر على ما هو عليه الى يومنا الحاضر فنرى الكثير ممن يستمعون لفيروز صباحاً، ولكوكب الشرق (ام كلثوم) مساءاً على الاثير الاسرائيلي.
ومع التقدم التكنولوجي الحاصل الان، وإنتشار وسائل الاتصال وتوفرها لدى الجميع اصبح الامر في غاية الخطورة، إذ يقوم جيش الاحتلال الالكتروني وتحت اسماء مستعارة بالسعي من اجل قلب المفاهيم الثقافية لدينا، والتي تعتبر جزء اصيل من ثقافتنا العربية والاسلامية. من خلال بث الاشاعات، واللعب على المتناقضات، وبث مقولات وعبارات تؤدي الى تفكيك النسيج المجتمعي والاسري، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر (الاقارب عقارب) وهذه المقولة تضرب بعرض الحائط مئات النصوص الدينية الواردة بالقرأن والسنة النبوية، والتي تؤكد على وجوب الترابط الاسري من خلال صلة الرحم وحسن الجوار. وهناك ايضاً مئات المصطلحات والمقولات التي ترمي الى تفكيك المجتمع ونزع الثقة من بين الافراد والجماعات، وبين الجماهير والفصائل والسلطة الفلسطينية، مما جعل من الثقافة التي تسود اليوم على الساحة السياسية الفلسطينية هي ثقافة الاختلاف والافتراق والانقسام. هذا عدا عن السياسة التي تمارس على ارض الواقع، كاقامة جدار الفصل العنصري، ووضع العوائق امام حرية التنقل والتعبد في المسجد الاقصى، وتضييق الخناق المعيشي على المواطن الفلسطيني اينما كان مكان تواجدة، وهذا كله يعتبر لعب على وتر العامل النفسي لشريحة كبيرة من الفلسطينيين.
وهذه السياسة المتبعة من قبل الجانب الاسرائيلي هي امتداد طبيعي لسياسة الاستعمار وتطبيق حرفي لمقولة فرق تسد. ونحن هنا لا نريد ان نجعل من الاحتلال شماعة لنلقي عليه اخطائنا وعثراتنا، فبكل اسف فنحن ايضاً نعتبر تربة خصبة لاطماعه ومآربه، اذ نجد الكثير ممن يتساوق مع هذا النهج. والاحتلال بكل تأكيد ليس بريئاً فهو يعمل ليل نهار على تذويب كثير من المفاهيم لدينا. وان صح القول يصبح من السهل جدا تصديق اكذوبةٍ ما تم سماعها مئات المرات، ومن الصعب جدا تصديق حقيقةٍ لم يتم سماعها ابداً.

محاولات تقزيم القضية الفلسطينية تدريجياً:
فلسطين قلب الأمة الاسلامية وبوصلة العاشقين، ومن اولى خطوات تقزيم القضية الفلسطينية هوعدم وصفها بانها قضية الامة الاسلامية وتسميتها بالصراع الاسلامي الصهيوني، فاطلق عليها الصراع العربي الاسرائيلي، اي ان الصراع قومي يخص الامة العربية، ورويدا رويدا وبافتتاح سفارات وقنصليات للكيان الاسرائيلي في عواصم العديد من الدول العربية، ومن خلال التطبيع السري الذي بتنى نرى ملامحه اليوم كالشمس الساطعة، وفي ظل ما يسمى بالربيع العربي وإلاقتتال الداخلي في كثير من البلدان العربية، اضمحلت هذه الصورة في اذهان البعض، إذ اصبح يعتقد بان إهتمام الشعوب العربية اصبح اهتماماً داخلياً وتم صرفه عن قضية الامة المركزية.
اسرائيل عملت جاهدة من خلال تدخلها في الشؤون العربية من خلال دعم الجماعات الارهابية لكي لا تعُد قضيتنا الفلسطينية ذات اولوية عربية ايضاً. وللوهلة الاولى قد يبدوا ذلك صحيحاً، وبالذات مع ظهور اصوات نشاز بتنا نسمعها بين الفينة والاخرى ممن يسمون انفسهم بالمفكرين والاعلاميين العرب القائلين بان القضية الفلسطينية شأنٌ فلسطيني. هذا المشروع الصهيوني الذي يهدف الى تقزيم قضيتنا وفرض واقع جديد سقط بحناجر الشعب اليمني الابي الذي ما زال ورغم الويلات والالام التي يعانيها يهتف باسم القدس وفلسطين.
لهذا يجب علينا كفلسطينيين الا نفقد الامل نهائياً بالشعوب العربية والاسلامية وبعدالة قضيتنا، وان نقف صفاً واحداً امام سياسة فرض الواقع بالاعتياد التي تمارسها علينا الصهيونية العالمية. ومن الضروريات التي لا بد منها هي تحقيق الوحدة الوطنية اولاً، وتعزيز ثقافة الولاء والانتماء للوطن لا للاحزاب والاشخاص، كضرورة شرعية ووطنية ثانياً.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف