شكوى العندليب وخيبة الأمل
عباس البخاتي
وقف البلبل يوماً بباب القاضي متوسلاً الحاجب أن يأذن له بالدخول ،فأجابه قائلاً وهو مشغولُ بجهاز الموبابل دون أن يرفع إليه راسه (الحجي مشغول تعال باجر) فتراجع البلبل الى الوراء وهو نادم على مجيئه من الباب وعدم دخوله من الشباك رغم قدرته على ذلك لصغر حجمه، ليقدم شكواه لجناب القاضي على من سرقوه!
بعد قليل خرج القاضي من غرفته، فوقف الجميع مطرقين بأدب وأنقطع الهمس ، فقال لمن حوله (فد ساعة وأرجع وإذا أكو مراجعين على باجر).. وجد البلبل عندها الفرصة سانحة لبث شكواه أمام القاضي دون مزاحمة أحد.
انطلق صائحا..سيدي القاضي.. سيدي القاضي..
تفضل بني (شنو مشكلتلك )؟
سيدي القاضي ، لقد سرقوا مني أجمل ما أملك، سرقوا مني سبب محبة الناس لي، تقمصوا أسلوبي في مناغاة الطبيعة، إنتحلوا ما وهبه لي الرحمن.
ايها البلبل عن ماذا تتحدث؟ من السارق؟ وما المسروق أصلا؟
سيدي القاضي، البرلماني والسياسي سرقوا مني التغريدة التي بها أمتاز بها عن بقية المخلوقات.. فبين حينُ وآخر تتناقل الأخبار والفضائيات خبراً مفاده (غرد الحمار وقال الثور في تغريدةٍ له على تويتر) نعم إنها تويتر شريكتهم في الجريمة.
ألم يكن الرغاء والنهيق من صفات بعضهم؟ فلمَ يصفهم الإعلام بالمغردين؟
قال القاضي بعد إطراقة تأمل طويلة.. نعم يا بني أنامتعاطف معك، لكنها الطين قراطية..فماذا أفعل!
أحد الحراس يهمس بأذن القاضي (عفواً سيدي الديمقراطية وليس الطين قراطية).
القاضي بصوت عالٍ كلا..إنها طين قراطية وليس ديمقراطية..وتلك حري بها أيضاً أن تقيم دعوى على الهمج الرعاع الذين علا شأنهم بإسمها.. فتحت ذريعتها أُبعد الناجح وقُرب الفاسد وأنتهك العرض الشريف ورُفع من شأن الوضيع ونٌهب المال العام.
إنها تعني عند الآخرين حكم الأغلبية وفي بلادنا تعني (لغو الاغلبية).. عندهم الآخرين تعني وضع الرجل المناسب في مكانه المناسب وهنا تمكن التافه من تبوء المنصب المرموق.
عد إلى عشك ايها العندليب وإلا أتهمت من قبل المتسلطين بتهمة البلاغ الكاذب وتأسى بكرام القوم الذين أزاحوا خفافيش الظلام من أرضنا ليتغنى المخنثون بأمجادهم، ويتباهى السراق بصولاتهم ويتسربلوا ثوب القداسة بعد ان جاءوا من المجهول.
عباس البخاتي
وقف البلبل يوماً بباب القاضي متوسلاً الحاجب أن يأذن له بالدخول ،فأجابه قائلاً وهو مشغولُ بجهاز الموبابل دون أن يرفع إليه راسه (الحجي مشغول تعال باجر) فتراجع البلبل الى الوراء وهو نادم على مجيئه من الباب وعدم دخوله من الشباك رغم قدرته على ذلك لصغر حجمه، ليقدم شكواه لجناب القاضي على من سرقوه!
بعد قليل خرج القاضي من غرفته، فوقف الجميع مطرقين بأدب وأنقطع الهمس ، فقال لمن حوله (فد ساعة وأرجع وإذا أكو مراجعين على باجر).. وجد البلبل عندها الفرصة سانحة لبث شكواه أمام القاضي دون مزاحمة أحد.
انطلق صائحا..سيدي القاضي.. سيدي القاضي..
تفضل بني (شنو مشكلتلك )؟
سيدي القاضي ، لقد سرقوا مني أجمل ما أملك، سرقوا مني سبب محبة الناس لي، تقمصوا أسلوبي في مناغاة الطبيعة، إنتحلوا ما وهبه لي الرحمن.
ايها البلبل عن ماذا تتحدث؟ من السارق؟ وما المسروق أصلا؟
سيدي القاضي، البرلماني والسياسي سرقوا مني التغريدة التي بها أمتاز بها عن بقية المخلوقات.. فبين حينُ وآخر تتناقل الأخبار والفضائيات خبراً مفاده (غرد الحمار وقال الثور في تغريدةٍ له على تويتر) نعم إنها تويتر شريكتهم في الجريمة.
ألم يكن الرغاء والنهيق من صفات بعضهم؟ فلمَ يصفهم الإعلام بالمغردين؟
قال القاضي بعد إطراقة تأمل طويلة.. نعم يا بني أنامتعاطف معك، لكنها الطين قراطية..فماذا أفعل!
أحد الحراس يهمس بأذن القاضي (عفواً سيدي الديمقراطية وليس الطين قراطية).
القاضي بصوت عالٍ كلا..إنها طين قراطية وليس ديمقراطية..وتلك حري بها أيضاً أن تقيم دعوى على الهمج الرعاع الذين علا شأنهم بإسمها.. فتحت ذريعتها أُبعد الناجح وقُرب الفاسد وأنتهك العرض الشريف ورُفع من شأن الوضيع ونٌهب المال العام.
إنها تعني عند الآخرين حكم الأغلبية وفي بلادنا تعني (لغو الاغلبية).. عندهم الآخرين تعني وضع الرجل المناسب في مكانه المناسب وهنا تمكن التافه من تبوء المنصب المرموق.
عد إلى عشك ايها العندليب وإلا أتهمت من قبل المتسلطين بتهمة البلاغ الكاذب وتأسى بكرام القوم الذين أزاحوا خفافيش الظلام من أرضنا ليتغنى المخنثون بأمجادهم، ويتباهى السراق بصولاتهم ويتسربلوا ثوب القداسة بعد ان جاءوا من المجهول.
