الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عالم يتفكك..والزلزال في الأفق !!بقلم:د.حذيفة المشهداني

تاريخ النشر : 2019-01-21
عالم يتفكك ...والزلزال في الأفق ..!!!د.حذيفة المشهداني 

عبر مسيرة التاريخ كانت العناية الالهية  تتدخل فيبعث الله الانبياء عندما  تصل البشرية الى نقظة اللاعودة،ولكننا اليوم نعيش مرحلة هي الاخطر في تاريخ البشرية منذ عهد نوح والى يومنا هذا،فقد انهارت كل المرجعيات الدينية والفكرية والاجتماعية والنظريات الشيوعية والبرجوازية والراسمالية والثقافية حتى وصلت الشعوب عبر  العالم الى نقطة عدم الاحتمال النفسي وابتدات مظاهر الزلزال تلوح في قلب العالم المتقدم،فلا الشعوب قادرة على الاحتمال،ولا الانظمة السياسية والحكومات والنظام الدولي قادرون على تقديم شيئ،فالجميع لايملكون شيئا يقدمونه للجماهير لانهم عاجزون عن تقديم المال لتغطية حاجات الناس كما انهم اليوم لايمتلكون شرعية اخلاقية تجعل الناس تتحمل خطابات النخب الفكرية التي كانت تستخدم بروغندا الفكر والثقافة والرواية والفن ليكون جزءا من وسائل اقناع الشعوب بالنظام القائم،فالجميع في مأزق  الشعوب وصل صبرها حد الذروة عند حافة الانفجار، والحكومات في مأزق ،فلم يعد العالم اليوم ليبراليا ولا اشتراكيا ولا راسماليا بل انه قرية صغيرة يمتلك فيها 6% من الاثرياء كل مقدرات الكون،واذا كانت الثورة الفرنسية هي ثورة البرجوازية لتفكيك سلطة الاقطاع والكنيسة وصولا لتدشين مرحلة الراسمالية  وهي تتسلح بثقافة عصر التنوير،واذا كانت الثورة الروسية هي ثورة البروليتاريا (الطبقة العاملة) لاقامة دكتاتورية البروليتاريا التي تتسلح بالماركسية  ومشروعها الفكري ،فان التسونامي اليوم هو ثورة طبقات الهامش التي تمثل 90% من سكان العالم وهؤلاء اليوم جميعا لايتسلحون باية فكر ولايؤمنون باي شرعية بل ان ثورتهم القادمة هي اصلا تهدف الى اقتلاع كل الشرعيات.
وقبل ان ان ادخل في صلب الموضوع استعير هذه المعلومة كي اضعها امام القارئ لتكون مدخلا لموضوعنا( فقد سجل الدين الوطني للولايات المتحدة نمواً سنوياً بنسبة 8.8% أي انه يمثل 6.3% من الناتج المحلي الإجمالي.ففي الوقت الحالي، تملك الولايات المتحدة ما يقرب من 21.6 تريليون دولار من الديون، مقابل اقتصاد تبلغ قيمته 20 تريليون دولار، ما يعني أن الديون أكبر من الاقتصاد. ويعتقد الخبراء أن الدين الداخلي الأمريكي أشبه بقنبلة زمنية موقوتة يمكن أن تنفجر في لحظة، حيث يزداد معدل الدين الامريكي بحوالي 1.4 مليار دولار يوميا، أي بحوالي مليون دولار كل دقيقة. وبشكل مبسط فإن الولايات المتحدة تتجه إلى الإفلاس)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العالم القديم يتفكك..!! 
يمكن ان نؤرخ بعضا من التحولات الكبرى في التاريخ الاوربي والتي القت بظلالها على العالم :
#أولا- تنصير الدولة الرومانية على يد الإمبراطور قسطنطين والذي اصدر مرسوم ميلانوعام 313 قبل أن يعلن المسيحية دينًا للإمبراطورية ويترأس مجمع نيقية عام 325.
#ثانياً- الثورة الفرنسية التي قضت على الحكم البابوي في العام 1789 بعد ما يقارب خمسة عشر قرنا من سلطة الكنيسة التي سادت في أوربا.وكانت الثورة الفرنسية نتيجة موضوعية للثورة الصناعية،بما اصطلح عليه عصر النهضة وايذانا بسقوط النظام الإقطاعي وشهادة وفاة النظام القديم وصعود الطبقة البرجوازية ووضع الاسس العملية للنظام الراسمالي . 
#ثالثا_ نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي،فيما أُطلق عليه تسمية نهاية التاريخ على يد منظر المحافظين الجدد في امريكا( فرانسيس فوكوياما) وأُطْروحَتهُ الأساسيَّة أن مبادئ الليبرالية الاقتصادية، تُشَكِّلُ مرحلة نهاية التطور الأيديولوجي للإنسان وبالتالي عولمة الديمقراطية الليبرالية كصيغةٍ نهائيةٍ للحكومة البشرية. 
وعلى الرغم من الجدل الذي أثاره فوكوياما الا ان احدا لم يتنبّه الى ماهو جوهري في طروحاته التي يعترف بها ضمنا وبلا وعي ان الراسمالية وصلت الى ذروتها وان كل ماتم كماله بدا نقصانه،فالراسمالية التي كانت تعتمد الفائض الصناعي والتجاري أساساً لها تحولت اليوم الى رأسمالية مالية بعد تدشين مرحلة مابعد الصناعة ومابعد التكنلوجيا .. (الرأسمالية تواجه الآن مشكلة أساسية من انخفاض قيمة رأس المال والانتقال إلى نظام القروض وإلى التقادم المحسوب، الذي يليه سباق في المضاربات المالية.ونموذج الاستهلاك من خلال الائتمان والقروض الذي بات يقترب من نهايته. وبعد أن دمرت كل شيء، فالرأسمالية، تماما مثل العقرب، لا بد أن تدمر نفسها من خلال تشبع السوق، وانفجار الديون، والاتجاه النزولي في معدل الأرباح، وانحدار أوروبا، والانتشار واسع النطاق في الوعي الزائف، وتفعيل عملية الفوضى من هدم الحضارة، فإن العالم يبدو قد دخل في مرحلة إندفاعية وختامية. أوروبا اليوم مع عدم وجود الأفق عندها في النمو هي بالفعل على شفا الركود، ويبدو أنها قريبة من الانهيار. فقاعة السندات الحكومية لجميع دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD تؤدي إلى الاستمرار في التضخم. هناك اليوم ما قيمته أكثر من 100 تريليون دولار " في السندات وأكثر من 555 تريليون دولار في المشتقات المالية. ماذا سيحدث عندما تنفجر "فقاعة السندات" هذه؟ إنه التدمير الذاتي للرأسمالية.) ** آلين دي بينويست ** 
وانظلاقا من تلك الحقيقة فان الجمهور اليوم على ضفتي الاطلسي بات يعيش حالة من انعدام الثقة بمؤسساته السياسية وفقدت النخبة الليبرالية قدرتها على التاثير في تشكيل الراي العام رغم الامكانات المالية والاعلامية التي تمتلكها،وقد بدا ذلك واضحا في تنامي التأييد الشعبي للحركات الشعبوية واليمينية المتطرفة في كل من امريكا واوربا،فظاهرة ترامب لم تأتِ من فراغ بل نجد جذورها في افكار كبير مستشاريه "ستيفن بانون" الذي ينتمي الى «اليمين البديل»، وهي حركة معادية للعولمة، جذبت عدداً كبيراً من القوميين البيض الأميركيين. وكانت قد سبقت ذلك، نقطة تحوّل أخرى بالنسبة إليه، هي الأزمة المالية، في عام 2008، التي رأى فيها خيانة للطبقة العاملة، فتبنّى «مبادئ ثورة حزب الشاي» المحافظة، ضد النخبة الجمهورية والديموقراطية. حتى وجد بانون نفسه قائداً لما أسماه «حركة حزب الشاي العالمية» ضد نخبة مالية وصفها بـ»حزب دافوس»، في إشارة إلى المنتدى الشهير الذي يستضيف حدثاً سنوياً يحضره لفيف من النخب الاقتصادية، إلى جانب رؤساء الحكومات والوزراء.
وفي خطاب بُثّ أمام مؤتمر عُقد في الفاتيكان، ثار على وول ستريت والطبقة الرأسمالية، التي لا يبتعد كثيراً عنها. «الطبقة الوسطى، الرجال والنساء العاملون في العالم... تعبوا من أن يكونوا مسخّرين لما نسميه حزب دافوس»، قال حينها. 
وفي ضوء هذه المعطيات يمكن تفسير تعاطف حركة ترامب بانون مع تطلعات الاحزاب اليمينية الشعبوية في اوربا والتي تدعو الى تفكيك الاتحاد الاوربي وصولا الى بلقنة اوربا .. ولأن إمكانية قيام حرب عالمية امر غير قابل للتحقق الان في ظل امتلاك الاطراف لاسلحة نووية من جهة ،وشعور كل الأطراف ان قواعد اللعبة في ادارة العلاقات بين الكبار لم تعد ذات جدوى بسبب تغير مساحات المصالح والتنافس،فلم يعد امام العالم واوربا خصوصا سوى الانتقال الى مرحلة الحرب بالنيابة،أو إعادة تفكيك المجتمعات لبناء منظومة جديدة من المفاهيم الاجتماعية والسياسية تحقق رغبات القوى الفاعلة ...
وهذه المرة ستكون اوربا مسرحا للاحداث ..ويكفي استذكار الاحداث التي سبقت الحربين العالميتين الاولى والثانية لندرك ان اوربا اليوم تسير بخطى ثابتة نحو التفكك والحروب الاهلية من جديد وستكون على طريقة حرب الثلاثين عاما في الامبراطورية الرومانية المقدسة التي انتهت بصلح وستفاليا (Peace of Westphalia) 1648. وكانت الضحية الخفية للحرب هي الكنيسة الكاثوليكية...
والضحية القادمة هي الراسمالية وادواتها والنخب والاحزاب الليبرالية التي فقدت شرعيتها.. انه عالم يتفكك ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد وصل العالم اليوم الى منعطف خطير يتمثل في ان قواعد اللعبة الدولية أصبحت غير ملائمة للقرن الواحد والعشرين خصوصا ان القاعدة المتعارف عليها تقول ان الهدف من الحرب العالمية عموما هو إنشاء نظام عالمي جديد،وفي ضوء هذا الوصف يمكن القول ان خارطة المصالح الاقتصادية والتناقضات الجيوسياسية والثقافية بلغت الذروة،وصارت "الاتفاقات والمواثيق" المكتوبة التي تحدد "طبيعة" النظام العالمي منذ الحرب العالمية الأولى،صارت مستهلكة بعدما انهار الاتحاد السوفيتي وخرجت الولايات المتحدة مهزومة من العراق وافغانستان وخروج الصغار عن نطاق القبة الحديدية ...إن ما لدينا اليوم هو سلام خادع تجري في اطاره حروب خفية في اطار "توافق عام" بين القوى الدولية على معادلة ثابتة توفر هامش من الصراع والتنافس لايصل الى مستوى المواجهة المباشرة التي صارت مستحيلة بسبب امتلاك السلاح النووي..وقد توصل كثير من الباحثين الى قناعة مفادها ان الرأسمالية في طريقها الى الانهيار،ولكنني اعتقد ان الاحداث ستتسارع بما لايمنح فرصة لكل الاطراف ان تستوعب الصدمة او امتصاص زخمها،لأن الانفجار قادم وهذه المرة سيكون في قلب العالم الاوربي وقلب القطب الامريكي،وان العالم سيشهد ماهو اخطر من الاحتباس الحراري او التسونامي .
ان مأزق العالم الغربي اليوم يتمثل في صورتين أحلاهما اكثر ظلاما من الأخرى فقد أصبحت أمريكا تشكل عبئا أخلاقياً على منظومة الحضارة الغربية من جهة وعلى الجانب الآخر فان انهيار أمريكا لايمثل خطرا على نفسها كدولة ولكنه يمثل حالة ترعب الكون بكامله لان هذا الانهيار سيؤدي الى انهيار منظومة التوازنات العسكرية والاقتصادية التي كانت تحكم العالم بموجب قواعد اللعبة التي يصنعها الكبار،حيث ستفقد المنظومة الكونية توازنها وسيؤدي ذلك الى كارثة شبيهة بانفلات الكواكب من مدارها،والأخطر من كل ذلك سيجد العالم نفسه امام انعدام مرجعية أخلاقية تحكمه بعد انهيار ثقافة الراسمالية والتي سبقها انهيار منظومة الفكر الشيوعي مما سيترتب عليه ان يعود العالم الى التصنيفات الدينية والقبلية التي سبقت قيام الحضارة،وهذا مايفسر الصعود المتسارع للاحزاب والحركات اليمينية المتطرفة في اوربا وعودة النازية الجديدة والحركات القومية لتهيمن على مسرح الاحداث في القارة العجوز التي وصلت هي الاخرى الى نقطة اللاعودة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف