الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا يهرب الغزيون إلى الزوايا الصوفية؟ بقلم سعيد أبو غــزة

تاريخ النشر : 2019-01-21
لماذا يهرب الغزيون إلى الزوايا الصوفية؟ بقلم سعيد أبو غــزة
لماذا يهرب الغزيون إلى الزوايا الصوفية؟

بقلم/ سعيد ابو غــــزة

على مدار السنوات السابقة كانت الزوايا الصوفية في قطاع غزة منزوية على بعضها، تُلملم القليل من روادها المنتميين للطريقة، و ربما الكثيرون لا يعرفون بها و يجهلون الطقوس الدينية التي تقام بها، خلال السنوات العشرة الماضية ذاع صيت الزوايا و تزايد مُريدوها و زوارها في غزة. الصوفية حالة زاد إنتشارها في العالم الإسلامي و العربي خلال السنوات العشر الأخيرة، يهرب إليها المُتعبون من الحياة نحو خلوة تأخذ ألباب القلب و تسرق جروح الروح اليومية، حيث لا حديث في السياسة و لا هموم و لا تنظير أيديولوجي، الهروب للزوايا الصوفية أخر خيط ديني عاطفي للناس ذويي الإلتزام الديني حيث إختلطت عليهم السياسة و الدين في ظل المتغيرات الدرماتيكية العربية، لقد ألغت السياسات الظالمة و الجماعات المتطرفة إيمان الناس بما يسمى الإسلام السياسي و خاصة بعدما أصبح هذا المصطلح فعل لا ضابط له بخروج جماعات و حركات أصولية متطرفة زادت من الحيرة العقائدية و العاطفية و أدت لعدم التوازن العقلي لدى الناس العاديين الذين لا يملكون المعرفة المُعمقة بالعقيدة و الشريعة السمحاء، لقد أصيبوا بعدم إتزان من الممارسات التى تقوم بها هذه الجماعات بما لا يستصيغه عقل المسلم العادي غير المتعمق مما أدى إلى أصابته بحالة من فقدان التوازن دفعته للهرب نحو الصوفية هرباً من جحيم التطرف و لإبقاء الخيط الأخير مع الله. الظلام السياسي و الظلم التطرفي أدى إلى هروب كافة الطبقات من متعلمين و غير متعلمين نحو الزوايا كونهم غير قادرين على فهم السلوكيات المدنية و خاصة سلوكيات الحركات المتطرفة و تأصيل أفعالهم وفق الشريعة، مما شوهت نضارة و سماحة الدين الذين تربوا عليه منذ نعومة أظفارهم. فالناس العاديين ضعفاء عقائديا لكنهم ملتزمون دينيا و معاملاتياً وفق تعاليم الدين الإسلامي السمح. بدخول الإسلام السياسي نطاق الصراع و إدارة الحكم ترك الخطباء و العلماء الحديث في العقيدة و الشريعة و المعاملات و تحدثوا في السياسة و الحُكم، تركوا العامة بين أنياب الإرهاب و التشتت العقائدي، فكان لابد للناس من اللجوء للزوايا الصوفية بحثاً عن أمان الله ليهدهد إضطراب صدورهم الواهنة القلقة، يسعون وراء السلام الداخلي ليحافظوا على ما تبقي من إيمانهم و تعاليم دينهم التي شوهتها العولمة الحديثة التي تقود الجماعات الدينية المتطرفة للنيل من وحدة و سماحة الدين الإسلامي العطرة.

الهاربين نحو الصوفية لا ينظرون إلى الفكرة أو التوجه أو المذهب أو الطريقة الحقّة أو الأصح و لا يعرفون مدى الإختلاف بين المذاهب في الإسلام، هم يهربون للصوفية التى لا تنطق بالسياسة، يلتجأون للطريقة التى تغرس المحبة الإنسانية و السلام بدل نشر الأحقاد و الكراهية، للمحافظة على دينهم السمح الذي تشوهه جهات دينية رسمية و حركات متطرفة.

حتى المثقفون و المتعلمون يهربون من الدماء و القتل و الظلم و تشتت الأفكار إلي الحُب و السمو البشري عبر قراءات القشيري و الشاذلي و إبن عربي و شمس الدين التبريزي و جلال الدين الرومي و التبريزي تلك المؤلفات التى قد تروي ضمأ الروح التى أفسدتها الحضارة و العولمة و التطرف و إنتكاسات الإسلام السياسي. حتى الفقراء و المظلومين و قليلي الحيلة يهربون للزوايا لينفظوا غبار الوجع في حلقات الذكر، غير أبهين إن كانت الطريقة عقائدية صحيحة أم لا، الأهم الهروب من ندبات الواقع المؤلم للسياسة دون الإلتفاتة للتزود بالمعرفة و العقيدة. الخلاصة أن هناك إتفاقاً واختلافاً لا يعرفه العامة بين الصوفية والسلفيين فيما يخص الشرك العقيدي، والصوفية أكثر وقوعاً فى الشرك العقيدي العملي بتقديس الأضرحة بينما أغلب الشرك عند السلفيين هو الشرك العلمى أى تقديس التراث ومؤلفاته وأئمة الفقه والحديث. الفارق الأكبر بينهما أن الصوفية لا يقعون فى الشرك والكفر السلوكى، فهم مسالمون لا يعتدون على أحد، ولا يقومون بإكراه الغير فى الدين، ويؤمنون بعدم الإعتراض وحرية الدين وتكوين الطرق الصوفية. أى لديهم تنوع واختلاف أما الوهابية السنية الحنبلية فهى معتدية تستحل الدماء والأموال والأعراض وتستخدم الدين للوصول الى التحكم فى الناس. 

في غزة الهروب من الواقع إلى الزوايا الصوفية حالة تتزايد لدى الناس من كافة طبقاتهم الإجتماعية، هروب نفسي و عاطفي من الحالة المزرية لإختلاط السياسة بالحُكم، و لإختلاط المفاهيم الدينية لدى علماء المسلمين بعد الربيع العربي، لتغيّر النمطي في ممارسة الفتاوي في أرض الحرمين، لتراخي الأزهر الشريف في ضبط الفتاوي، لدخول الحركات الإسلامية ضمن الحُكم، لحالة الفقر و القهر و ضيق اليد و الروح و الفكر، كل ذلك دفع الناس للحفاظ على سماحة و طهارة دينهم من خلال اللهروب نحو الزاوية الصوفية طلباً الله و الحب و الأمان.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف