*الثقافة والتعصب*
عندما نتأمل في تعريف الثقافة لغة نعرف معنى جوهر المثقف وحقيقته ،إذ تعرف لغة بأنها كلمة مشتقة من الجذر الثلاثي (ثقف)فيقال ثقاف الرماح بمعنى تسويتها وتقويم اعوجاجها و أيضا تستخدم مع تثقيف العقل ومن معانيها ما يفيد الحذق
والفطنة والذكاء،يقال ثقف الشيء أي عرفه وحذقه ومهر فيه،والثقيف هو الفطين وثقف الكلام أي فهمه بسرعة وتوصف الرجل الذكي بأنه ثقف.
أما اصطلاحا فتوجد العديد من التعريفات منها:
هي مجموعة من العقائد والقيم والقواعد التي تقبلها أفراد المجتمع وأيضا هي المعارف والمعاني التي تفهمها جماعة من الناس وتربط بينهم.
من خلال التعريف اللغوي يتجلى لنا معنى المثقف الحقيقي وهو الذي يقوم بعملية إزالة كل اعوجاج فكري وسلوكي إما على المستوى الشخصي حتى يكون قدوة لغيره،أو على المستوى الجماعي بحثه على الاستقامة وأكبر اعوجاج يمس فكر المثقف هو التعصب والانغلاق على الذات ورفض الآخر أيا كانت ثقافته وإيديولوجيته.
فالتعصب الثقافي ينطلق من القراءة الخاطئة للفكر والواقع والتاريخ وقد تكون هذه القراءة سطحية دون تأمل وتفكير فيكون الحكم برفض الآخر والتحريض عليه مهما تعددت الأسباب والظروف.
إن ثقافة التعصب تنشأ في بيئة الانغلاق والعنف الرمزي والتفكير الأحادي والسخرية من الأقليات والأعراق وتنتج لنا مثقفا مهما كان اهتمامه الفكري والفني همه الوحيد تكسير الطابوهات ،يرفض قيم المجتمع المتعارف عليها من دين ولغة وتاريخ واستهزاء بالهويات وفي منظوره أنه مثقف متنور يبشر بالمدينة الفاضلة التي تحارب التطرف وينسى هذا الحمال للثقافة أنه هو المتطرف الحقيقي لأن أي إلغاء للآخر هو تطرف بأي مسمى كان.
الثقافة الحقة هي الثقافة التي تبشر بقيم الحب والخير والعدل والجمال وتدعو إلى الحفاظ على هوية المجتمع و تقاليده وأعرافه،فكل عنصر مشكل لهذا الوطن من إسلام وعربية أمازيغية هي عناصر تشكل لوحة فسيفسائية بهية ،بديعة،وأي إلغاء أو مس بجزء من هذه اللوحة معناه التشويه وإزالة كل جمال عنها.
فما أتعس مثقف العصبية والانغلاق والتيه في دروب الإيديولوجيات القاتلة التي تخدم الأجندات الأجنبية على حساب وحدة واستقرار الوطن!.
*الكاتب والباحث في التنمية البشرية:شدري معمر علي *
[email protected]
عندما نتأمل في تعريف الثقافة لغة نعرف معنى جوهر المثقف وحقيقته ،إذ تعرف لغة بأنها كلمة مشتقة من الجذر الثلاثي (ثقف)فيقال ثقاف الرماح بمعنى تسويتها وتقويم اعوجاجها و أيضا تستخدم مع تثقيف العقل ومن معانيها ما يفيد الحذق
والفطنة والذكاء،يقال ثقف الشيء أي عرفه وحذقه ومهر فيه،والثقيف هو الفطين وثقف الكلام أي فهمه بسرعة وتوصف الرجل الذكي بأنه ثقف.
أما اصطلاحا فتوجد العديد من التعريفات منها:
هي مجموعة من العقائد والقيم والقواعد التي تقبلها أفراد المجتمع وأيضا هي المعارف والمعاني التي تفهمها جماعة من الناس وتربط بينهم.
من خلال التعريف اللغوي يتجلى لنا معنى المثقف الحقيقي وهو الذي يقوم بعملية إزالة كل اعوجاج فكري وسلوكي إما على المستوى الشخصي حتى يكون قدوة لغيره،أو على المستوى الجماعي بحثه على الاستقامة وأكبر اعوجاج يمس فكر المثقف هو التعصب والانغلاق على الذات ورفض الآخر أيا كانت ثقافته وإيديولوجيته.
فالتعصب الثقافي ينطلق من القراءة الخاطئة للفكر والواقع والتاريخ وقد تكون هذه القراءة سطحية دون تأمل وتفكير فيكون الحكم برفض الآخر والتحريض عليه مهما تعددت الأسباب والظروف.
إن ثقافة التعصب تنشأ في بيئة الانغلاق والعنف الرمزي والتفكير الأحادي والسخرية من الأقليات والأعراق وتنتج لنا مثقفا مهما كان اهتمامه الفكري والفني همه الوحيد تكسير الطابوهات ،يرفض قيم المجتمع المتعارف عليها من دين ولغة وتاريخ واستهزاء بالهويات وفي منظوره أنه مثقف متنور يبشر بالمدينة الفاضلة التي تحارب التطرف وينسى هذا الحمال للثقافة أنه هو المتطرف الحقيقي لأن أي إلغاء للآخر هو تطرف بأي مسمى كان.
الثقافة الحقة هي الثقافة التي تبشر بقيم الحب والخير والعدل والجمال وتدعو إلى الحفاظ على هوية المجتمع و تقاليده وأعرافه،فكل عنصر مشكل لهذا الوطن من إسلام وعربية أمازيغية هي عناصر تشكل لوحة فسيفسائية بهية ،بديعة،وأي إلغاء أو مس بجزء من هذه اللوحة معناه التشويه وإزالة كل جمال عنها.
فما أتعس مثقف العصبية والانغلاق والتيه في دروب الإيديولوجيات القاتلة التي تخدم الأجندات الأجنبية على حساب وحدة واستقرار الوطن!.
*الكاتب والباحث في التنمية البشرية:شدري معمر علي *
[email protected]