الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح (النشأة والتاريخ) ح1 بقلم د. ناصر محمود الصوير

تاريخ النشر : 2019-01-21
حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح  (النشأة والتاريخ) ح1  بقلم د. ناصر محمود الصوير
حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح

(النشأة والتاريخ)

الحلقة الأولى

بقلم/ د. ناصر محمود الصوير

الباحث والكاتب والمحلل السياسي

==========================

من المسائل الشائكة في التأريخ لحركة فتح هو البت في التاريخ الذي نشأت فيه هذه الحركة، والذي يزيد الأمر تعقيداً هو أن فكرة تأسيس الحركة بدأت تراود أذهان البعض منذ عام1955، وأن مؤسسي الحركة لم يتواجدوا في مكان واحد في الوقت ذاته، ومن هنا نشأ التفاوت الزمني في تبلور فكرة الحركة وتجسدها في المناطق المختلفة التي نبتت فيها. ففي فبراير عام1955 اجتمع سراً عدد محدود من الطلبة الفلسطينيين الدارسين في الجامعات المصرية، ممن عرفوا بانتمائهم لحركة الإخوان المسلمون، كان من بينهم ياسر عرفات الذي عرف بأبي عمار((وهو الزعيم التاريخي الأول للحركة، ولد في القاهرة في4/8/1929م، وهو الابن السادس لتاجر فلسطيني ترك القدس عام 1927م، جاء إلى القاهرة واستقر مع عائلته في حي السكاكيني، وعندما بلغ الرابعة من عمره توفيت والدته، فأرسله والده إلي القدس لتتولى عائلته رعايته، قام خلال فترة دراسته في القاهرة بتكوين رابطة الخريجين الفلسطينيين، كما حارب مع الجيش المصري أثناء العدوان الثلاثي على مصر، انتخبه المجلس الوطني الفلسطيني رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في 3/2/1969، وذلك أثناء اجتماعه بالقاهرة بحضور الرئيس عبد الناصر الذي وافق على أن يقوم عرفات بتمثيل الشعب الفلسطيني سياسياً وعسكرياً، وفي 13/11/1974م، كان أول ممثل لمنظمة غير حكومية يلقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فكان حدثاً فريداً لم تشهده الأمم المتحدة منذ نشأتها عام 1945م ؛ قاد عرفات الكفاح الفلسطيني ضد الاجتياح الإسرائيلي للبنان الذي استهدف اقتلاع معاقل المقاومة الفلسطينية من جذورها في لبنان. وأُجبر في أغسطس1982م، على مغادرة لبنان بعد الحصار الشديد الذي فُرض عليها، وتوجه إلي تونس؛ أعلن عرفات في نوفمبر1988م، قيام الدولة الفلسطينية فوق أرض فلسطين وعاصمتها القدس؛ وفي أبريل1989م، وافق المجلس المركزي الفلسطيني على تكليفه برئاسة الدولة الفلسطينية المستقلة ؛ وفي أبريل1992م، نجا عرفات من حادث تحطم طائرته فوق جنوب ليبيا؛ وفي 13/9/1993م، وقع مع إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي، اتفاق السلام في احتفال تاريخي في البيت الأبيض، ورفع العلم الفلسطيني في القدس الشرقية؛ في أكتوبر1993م، نال جائزة نوبل للسلام، ونالها معه إسحاق رابين وشيمون بيريز؛ وفي20 /1/1996م تم انتخابه رئيساً للسلطة الفلسطينية في أول انتخابات عامة في تاريخ فلسطين؛ حاصرته إسرائيل في مبنى المقاطعة في رام الله لأكثر من عامين بسبب رفضه توقيع معاهدة سلام مجحفة في كامب ديفيد، ولم يخرج من المقاطعة إلا وهو في الرمق الأخير نتيجة تدهور وضعه الصحي، توفي في11/11/ 2004م، في مستشفى عسكري في باريس، نقل جثمانه إلى مصر لاستكمال ترتيبات الجنازة الرسمية ومن ثَم تم نقل الجثمان بطائرة خاصة إلى رام الله، وفيها دفن)).

وصلاح خلف الذي عرف بأبي إياد (( ولد صلاح خلف في مدينة يافا بتاريخ31/8/1933م، هاجرت عائلته من يافا الى غزة هرباً من القوات الصهيونية عام 1948، توجه عام1952 إلى القاهرة للدراسة، وهناك بدأ نشاطه النضالي المنظم؛ تعرف على الطالب ياسر عرفات، وتعاون الاثنان في النضال من خلال رابطة الطلاب الفلسطينيين ثم من خلال رابطة الخريجين الفلسطينيين، وفي تلك المرحلة واجه صلاح خلف الكثير من الصعوبات مع الأجهزة الأمنية في مصر، لكنه تمكن وهو ما زال طالباً من لقاء الرئيس جمال عبد الناصر ليعرض عليه مطالب الطلبة الفلسطينيين في مصر، ثم واصل نشاطه بعد عودته إلى غزة ليعمل مدرساً لفترة من الزمن قبل أن يسافر إلى الكويت ليعمل في مدارسها، وفيها بدأ مع ياسر عرفات وخالد الحسن وسليم الزعنون ومناضلين آخرين بناء تنظيم حركة فتح، وكان أبو إياد منذ ذلك الوقت وحتى استشهاده يوصف بأنه الرجل الثاني في فتح وفي منظمة التحرير الفلسطينية ؛ تفرغ أبو إياد للعمل النضالي من خلال حركة فتح وأنجز مهمات صعبة في كل مواقع تواجد الثورة في القاهرة ودمشق وعمان وبيروت،اتهم بأنه يقف وراء (منظمة أيلول الأسود) التي ضربت المصالح الصهيونية والمصالح الأمريكية في أرجاء العالم ؛ تسلم خلال وجوده في قيادة الثورة العديد من المراكز الحساسة ومنها رئاسته لجهاز الأمن الموحد للثورة الفلسطينية ؛ حاول جهاز الاستخبارات الإسرائيلي 'الموساد' اغتيال خلف أكثر من مرة لكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل؛ تمكن شخص تابع لجماعة المنشق صبري البنا (أبو نضال) يدعى "حمزة أبو زيد" من اغتيال صلاح خلف بتاريخ 14/1/1991م)).

وعبد الفتاح حمود (( ولد عبد الفتاح حمود في قرية التينة بقضاء الرملة عام 1933م، هجر مع عائلته إلى غزة في عام النكبة 1948، برز خلال دراسته في جامعة القاهرة كقيادي تجديدي داخل الاتجاه الإسلامي، ليكون أحد قيادات التيار الوطني الثوري الداعي إلى إبراز الشخصية الفلسطينية المستقلة، أصبح نائباً لرئيس رابطة الطلاب الفلسطينيين التي كان يرأسها ياسر عرفات في تلك الفترة لمدة خمس سنوات متتالية، انتقل للعمل في وزارة البترول في السعودية ومن ثم انتقل إلى الأمارات العربية ليعمل في شركات النفط، رافق ميلاد حركة" فتح" منذ الخطوات الأولى لتأسيسها، وشارك فيها فكراً وتخطيطاً وتنظيمياً وانخرط في كل تفاصيلها، انتقل الى الأردن متفرغاً للعمل النضالي والتنظيمي، استشهد في28/2/1968)).

وكمان عدوان ((ولد كمال عدوان في قرية بربرة القريبة من مدينة عسقلان عام1935م، لجأ مع عائلته إلى قطاع غزة بعد حرب1948، درس في مصر وتخرج كمهندس بترول واشتغل في السعودية وقطر، شارك في انطلاقة حركة فتح وانتخب في لجنتها المركزية عام1971م،اختير عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني سنة 1963، لعب دوراً مهماً بصفته مسئولاً عن مكتب الإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية. اغتالته فرقة من الوحدة المختارة في الجيش الإسرائيلي في 10/4/1973م، في عملية استهدفت أيضاً كمال ناصر وأبو يوسف النجار)).

اجتمع هؤلاء الرجال الأربعة للتباحث في تشكيل نواة لتنظيم فلسطيني من نوع جديد. وعندما عقد هذا الاجتماع كان التركيز ينصب بشكل أكبر على العمل المسلح بدلاً من العمل السياسي، وقد تم الاتفاق على تأجيل الإعلان عن تشكيل الإطار المذكور لما بعد تخرج الأعضاء المؤسسين من الجامعة حتى يتسنى لهم الاعتماد على أنفسهم. واتفق المجتمعون على التوجه بعد تخرجهم من الجامعة إلى الكويت ليقوموا بالعمل جدياً لإنشاء التنظيم، ولم يجد المجتمعون في هذا الوقت بالذات ضرورة لتحديد طبيعة العلاقة بين تنظيم الإخوان والإطار الجديد المقترح فقد كان واضحاً أن هذا الإطار الجديد لا يشكل اتجاهاً نقيضاً أو متعارضاً مع جماعة الإخوان المسلمون، حتى ولو اختلف معها بعض الشيء.

من جانبه أرجع سليم الزعنون وهو أحد الأعضاء المؤسسين في حركة فتح ، ويتولى منذ سنوات طويلة رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني، بالإضافة لعضويته السابقة في اللجنة المركزية لفتح وهى أعلى هيئة قيادية في الحركة. في مقابلة صحفية أن أساس فكرة إنشاء الحركة قامت مستندةً إلى تجربة المقاومة الشعبية، ذلك التحالف الذي قام لفترة قصيرة بين الإخوان المسلمون والبعثيين أثناء الاحتلال الإسرائيلي للقطاع أواخر عام 1956، ويشير إلى أن هذه التجربة القصيرة كانت مسئولة عن وضع الجنين الذي تحول فيما بعد إلى حركة فتح، حيث أن حوالي اثنا عشر شخصاً من أعضاء "جبهة المقاومة الشعبية" اجتمعوا في منزل بحي الزيتون في مدينة غزة ووضعوا خطة لإقامة تنظيم جبهوي فلسطيني كانت فتح هي صورته النهائية.

من جانبه ذكر خليل الوزير الذي عرف بأبي جهاد((من القادة المؤسسين لحركة فتح، ولد خليل إبراهيم محمود الوزير عام 1935م، في بلدة الرملة بفلسطين، غادرها إلى غزة مع أفراد عائلته عام1948، درس في جامعة الإسكندرية ثم انتقل إلى الكويت وهناك تعرف على ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح، وفي عام1963، غادر الكويت إلى الجزائر،حيث سمحت السلطات الجزائرية لحركة فتح بافتتاح أول مكتب لها وتولى أبو جهاد مسؤولية ذلك المكتب، تقلد أبو جهاد العديد من المناصب خلال حياته النضالية، فقد كان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني، وعضواً في المجلس العسكري الأعلى للثورة، وعضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائباً للقائد العام لقوات الثورة ؛ يعتبر أبو جهاد أحد مهندسي الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت في الضفة الغربية وقطاع غزة بتاريخ 9/12/1987، قامت إسرائيل في16/4/1988، باغتياله في منزله في تونس حيث مقر القيادة الفلسطينية بعد الرحيل عن بيروت عام1982)). أن اللقاء الأول للحركة قد تم في النصف الأخير من عام1957، حيث التقى في الكويت ستة فلسطينيين هم: ياسر عرفات وخليل الوزير ويوسف عميرة وعبد الله الدنان وعادل عبد الكريم وتوفيق شديد، جاءوا من مناطق مختلفة وشكلوا القاعدة التنظيمية الأولى التي كانت على ارتباط مع امتدادات تنظيمية في كل من مصر وغزة والأردن وسوريا ولبنان والسعودية وقطر والعراق.

أما صلاح خلف(أبو إياد) فقدم تاريخاً وسرداً مختلفين لظروف نشأة حركة فتح حيث قال: اجتمعنا في العاشر من شهر أكتوبر1959، بضعة أشخاص في منزل سري في الكويت لإيقاف منظمة فتح على قدميها، ثم عقدنا عدد آخر من الاجتماعات حضرها أقل من عشرين شخصاً قدموا من عدة بلدان عربية، تلاها مؤتمراً سرياً ضيقاً وفيه جرى التأسيس الشكلي لما سيصبح في أقل من عشر سنوات، أقوى منظمة تحرير وطني عرفتها فلسطين، غير أن مجموع تعداد المناضلين الممثلين في هذا المؤتمر الضيق لم يكن يبلغ(500 شخص) مضيفاً " أن انطلاقة فتح أو تشكيلها النهائي تم عام1961، نتيجة لتوحيد واندماج معظم الخمس وثلاثين أو الأربعين منظمة فلسطينية التي كانت قد نشأت في الكويت بصورة عفوية وضمت أكثرها مجموعة أو مجموعتين من الشباب؛ ونتيجة للاندماج الذي تم مع منظمات كانت قائمة في كل من قطر والسعودية يقودها يوسف النجار وكمال عدوان ومحمود عباس، الذين أصبحوا فيما بعد أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح.

أما خالد الحسن القيادي البارز في حركة فتح (( ولد خالد محمد سعيد الحسن في قرية إجزم قضاء حيفا عام 1928، وهو ابن لأسرة وطنية احتضنت خلال الثلاثينيات بعض اجتماعات الشيخ عز الدين القسام برفاقه الثوار. التحق عام 1947 بجامعة لندن ودرس الاقتصاد، هجر وعائلته عام 1948 على اثر النكبة الى لبنان، ثم الى سوريا، ويعتبر من رموز "حركة التحرر الوطني الفلسطيني- فتح" وأحد قادة النضال الوطني الفلسطيني. بعد وصوله الى سوريا قام بتأسيس "مجموعة تحرير فلسطين"، ثم ساهم، وشقيقه القائد السياسي هاني الحسن في تأسيس "حزب التحرير الإسلامي"، إلا أن الرئيس السوري آنذاك أديب الشيشكلي حظر هذا الحزب، مما اضطر أبو السعيد الى مغادرة سوريا الى الكويت.أثناء وجوده في الكويت التقى خالد الحسن ياسر عرفات وخليل الوزير وغيرهما، وشكلوا نسيجا قياديا لحركة "فتح" المزمع الإعلان عن انطلاقتها فيما بعد. شارك في أعمال المجلس الوطني التأسيسي الأول في القدس عام 1964، الى جانب ياسر عرفات كممثلين عن الجالية الفلسطينية في الكويت.وتبوأ مناصب تنظيمية عديدة، من بينها:رئيسا للدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بين عامي (1968-1974)، ومفوضا للتعبئة والتنظيم بين عامي (1971-1974)، ورئاسة لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1968، فضلا عن كونه عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح منذ عام 1967، كما تولى مسؤولية الإعلام الموحد في حركة "فتح" حتى وافته المنية في المغرب عام 1994.أصدر خالد الحسن أكثر من عشرين كتابا في السياسة والفكر)). فيذكر أن تاريخ التوحيد النهائي لقوات فتح الأساسية تم عام 1962م، وما نشأ قبل هذا التاريخ لم يكن أكثر من مجموعات محلية مستقلة......... يتبع







 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف