الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نصيحة من مُستبد بقلم:د. طاهر عبد المجيد

تاريخ النشر : 2019-01-20
نصيحة من مستبد
د. طاهر عبد المجيد


لا تُلقِ بنفسكَ في اليَمِّ
قَبْلَ التدريبِ على العَومِ

ولتبدأْ خطوتَكَ الأولى
نحو الحرِّيةِ بالرَّسمِ

وحسابِ الكُلْفَةِ والجَدوى
لبناءٍ يبدأُ بالهدمِ

قد تُؤذي الحرِّيةُ شعباً
لم يشبعْ من خبزِ العِلْمِ

كفطامِ رضيعٍ لم يأخذْ
حاجتهُ من لبنِ الأمِّ

خُذْ وقتَكَ لا تعجلْ أبداً
في أمرٍ لا بدَّ سيُدمي

ويقودُ خطاكَ إلى منفى
تتضورُ فيه من اليُتْمِ

العاقلُ لا يَشْرَبُ سُمَّاً
كي يَعْرِفَ أضرارَ السُّمِ

* * *

في قولكَ يا هذا حقٌّ
يَستَدرِجُ عقلي كالطُّعمِ

ما زِلتَ كما كُنتَ إلهاً
تتفرَّدْ وحدكَ في الحُكمِ

فلماذا الآنَ تُخاطبني
كأبٍ يتردَّدُ في الحَزْمِ

وتُحاولُ أن تُخفي قُبحاً
لا يَخفى بقناعِ الحِلْمِ

قَتْلِي بالظُّلمِ على مَهْلٍ
من شنقي أسوأُ في الطَّعْمِ

لكنِّي لا أُبْرِئُ نفسي
كشريكٍ في هذا الظُّلمِ

أنا منذ ملكتُ يدي وفمي
وفُطِمتُ بعقلي عن قومي

لمْ أُطعمْ حُلْمِي كي ينمو
أو يَبْقَى حيَّاً من لَحْمي

لمْ أَفتحْ يوماً نافذتي
للشَّمسِ لكي تَبْنِي عَظْمِي

لمْ آكلْ مما أَزرعهُ
بِيديَّ لكي يُقبَلَ صومي

لمْ أَصرخْ إلا في وادٍ
أو بين الموتى والصُّمِّ

وبقيتُ حَبيساً في ذاتي
أَقضي حاجاتي بالوهمِ

وأُروِّضُ سيفي وحصاني
لأخوضَ حروباً في نومي

أُولى خُطواتي تَجلدني
بِسياطِ الخوفِ من اللَّومِ

أَتُراني اخترتُ على عَجَلٍ
حُلماً هو أكبرُ من حَجمي؟

أم أنَّي لمْ أُخلقْ إلا
لأُؤدِّي دوراً في فيلمِ؟

لمْ أُولدْ عبداً فلماذا
أصبحت الحرِّيةُ همِّي؟

ولماذا أصبح لي ظلٌّ
يتململُ من صُحبة جسمي؟

هل سرُّ شقائي في قدرٍ
مازال يُصرُّ على لَجْمي؟

أم ماذا؟ فأجابتْ نفسي
بالقولِ تَرَيَّثْ في الحُكْمِ

العاجِزُ من يبحثُ دوماً
في القَدَرِ السَّابقِ عن خَصْمِ

ويُحاولُ أن يَبني عَبَثاً
مِتراساً من هذا الزَّعمِ

أُخْرُجْ من قبركَ مُبتسماً
كخروجِ الشَّمسِ من الغيمِ

لمْ يَحدثْ أن أَخطأَ مَيْتٌ
فلماذا تَشعرُ بالإِثمِ؟

ولماذا تخشى أخطاءً
هي خيرُ أداةٍ للفَهْمِ؟

إفعلْ ما شئتَ ولا تُنصتْ
لِحسودٍ ينعقُ بالذمِّ

لا يوجد في الدنيا غُنْمٌ
يَخلو من حسدٍ أو غُرْمِ

إن مِتَّ فلنْ تَخسرَ شيئاً
إلا إحساسَكَ بالعُقمِ

العُمرُ بأكملهِ يومٌ
والموتُ ذهابٌ للنومِ

* * *

هو هذا يا نَفْسُ فكوني
لي عوناً كي أَحْشِدَ عَزمي

وسأمضي صَوْبَ مغامرةٍ
لا رجعةَ عنها كالسَّهمِ

وسأبني لزماني صَرْحاً
يجعلهُ لا ينسى إسمي

لن أرضى لِغَدِي أن يمضي
ولأَمسي أن يَسْكُنَ يومي

يا هذا نُصْحُكَ لمْ يَبْلُغْ
منِّي ما رُمْتَ على الرُّغمِ...

فاتركني في اليَمِّ فهذا
هو أوَّلُ درسٍ في العَومِ
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف