قصة الثقافة
المتأمل للطبيعة التي تأسر الألباب ، وهي تتزخرف بألوان عكستها من تحليل منشور الضور الساقط على هذه النباتات التي أبت إلا أن تتمثل طيف الشمس من خلال تلون بتلاتها ، فثمة نباتات رأت في لون الشمس الأصفر رداء لها ، ونباتات أخرى غازلت اللون الوردي فتجملت به ، وثالثة تدثرت باللون الأزرق ، ورابعة لم تحاكي مثيلاتها بل مزجت بين الأحمر والأزرق ليكون الأمل حليفها، ولعل قصة الثقافة لم تبتعد عن هذه الظاهرة الكونية ، فالثقافة في أبسط تعريف لها مجموعة المعارف والقيم والعادات والأخلاق والأنشطة العلمية والفكرية والإجتماعية والاقتصادية بألوان معرفتها التي تجملت بها كافة ، مثلما تجملت الطبيعة بديباجة ردائها الرائع ، وقديماً كانت الثقافة في العرف الأجنبي تعني الزيادة المعرفة المسكوبة على الطبيعة ، وقد ارتبط مسمى الثقافة بالطبيعة والفلاحة تحديداً ، ذلك بأن الإنسان يضيف على هذه الأرض لمسات إبداعية من خبرة اكتسبها مع مرور وكرور الأزمان، وبالتالي كانت الثقافة مرتبطة بالزراعة إن جاز التعبير، ولا تبتعد قصة الثقافة في معانيها التي ارتبطت بالزراعة والطبيعة عن تعريفها في لدى العرب القدماء عندما عبّروا عنها بثقف وثقافة ومثاقفة ، بالمعنى المادي لها قبيل أن يرتقي في سلم المعاني اللغوية ، ويقفز إلى سدة المجاز ليعني اصطلاحاً الأخذ من كل علم بطرف ويقترب من البلاغة اللغوية ، ومجموع العلوم في بوتقة واحدة تسمى حقل الثقافة ، فقد أطلق على المثقف بالحاذق والفطن ، ولو تبصرنا في كلمة حاذق شديد الفعل والتأثير ، ومنها أخذ البصل الحاذق والحرّيف ، وبات الناس يطلقون على الرجل المثقف حرّيفاً، وهذه الكلمات جاءت من ثقف الرمح قوَّمه وسوّاه ، وثقف السيف شحذه بحيث يبدو حاذقاً وحادّاً .
وحتى يكون الشخص حاذقاً وحريفاً ونحريراً يباري غيره في الفطنة والذكاء ويتفوق عليه ، فإنه يمتطي سيفاً أو رمحاً وينبري للمنازلة مع فارس آخر ويتغلب عليه يُعطى نوط الفروسية أو وسام الفرسة ، بالسيف الذي ثقفه واستعمله بمهارة وإتقان ، وبالتالي علا كعبه بين عشيرته وربعه، بأنه الفارس الماهر الفطن الحاذق، وينسحب ذلك على من تجند للمعرفة ينهل من معينها الذي لاينضب حتى إذا انبرى لغيره تفوق عليهم وكانت الحذاقة والفطنة في ركابه.
لهذا نجد قصة الثقافة قد خرجت من عباءة الطبيعة من خلال التعريف الأجنبي لها الذي انطلق من الطبيعة في الزراعة والفلاحة ، وكان ذلك من خلال تجريب المزروعات بالخبرة والخروج بالجديد الذي يبهر عقول من يستمع إلى نتاجه ، وبالتالي يحظى بلقب مثقف ويتغنى باسمه في المجالس والمحافل، ولا تزال فكرة الزراعة والإنتاج الرائع خبز الناس اليومي فالطبيعة ملهمة المثقف وكتاب مفتوح بفصوله الأربعة ، ألا ترى أنهم يقسمون الكتب إلى فصول كما تقسم الطبيعة إلى فصول وكل فصل يمهد للذي يليه.
وتقويم الرمح وشحذ السيف ليكون خفيفاً ومؤثراً ، وأحسب المثقف الذي يمتلك ثقافة ومعرفة يشعر من يخاطبه بالدماثة وخفة الروح ، ويتجلى ذلك من خلال سؤاله عن شيء ما ، تجده يفتر عن ابتسامة آسرة قبيل الشروع بالإجابة ، لكن الذي لا يمتلك الثقافة يكون ثقيل الظل من خلال الانتقادات غير المنطقية التي توجه لمن يطرح عليه سؤالاً استعصى عليه إجابته ، فالغضب يكسي صفحة وجهه ويمتقع وجهه إحمراراً تظن أن نار الخصام قد اشتعلت بين ضلوعه، فهو ثقيل الظل ومكفهر الوجه.
فقصة الثقافة تجعل الحياة تتلون بلون التفاهم والسعادة ، فمن يمتلك ثقافة لا يستوحش في غربة أو وطن ، نظراً لأنه يمتلك سلاحاً حاذقاً من سيف المعرفة أو رمح المهارة .
المتأمل للطبيعة التي تأسر الألباب ، وهي تتزخرف بألوان عكستها من تحليل منشور الضور الساقط على هذه النباتات التي أبت إلا أن تتمثل طيف الشمس من خلال تلون بتلاتها ، فثمة نباتات رأت في لون الشمس الأصفر رداء لها ، ونباتات أخرى غازلت اللون الوردي فتجملت به ، وثالثة تدثرت باللون الأزرق ، ورابعة لم تحاكي مثيلاتها بل مزجت بين الأحمر والأزرق ليكون الأمل حليفها، ولعل قصة الثقافة لم تبتعد عن هذه الظاهرة الكونية ، فالثقافة في أبسط تعريف لها مجموعة المعارف والقيم والعادات والأخلاق والأنشطة العلمية والفكرية والإجتماعية والاقتصادية بألوان معرفتها التي تجملت بها كافة ، مثلما تجملت الطبيعة بديباجة ردائها الرائع ، وقديماً كانت الثقافة في العرف الأجنبي تعني الزيادة المعرفة المسكوبة على الطبيعة ، وقد ارتبط مسمى الثقافة بالطبيعة والفلاحة تحديداً ، ذلك بأن الإنسان يضيف على هذه الأرض لمسات إبداعية من خبرة اكتسبها مع مرور وكرور الأزمان، وبالتالي كانت الثقافة مرتبطة بالزراعة إن جاز التعبير، ولا تبتعد قصة الثقافة في معانيها التي ارتبطت بالزراعة والطبيعة عن تعريفها في لدى العرب القدماء عندما عبّروا عنها بثقف وثقافة ومثاقفة ، بالمعنى المادي لها قبيل أن يرتقي في سلم المعاني اللغوية ، ويقفز إلى سدة المجاز ليعني اصطلاحاً الأخذ من كل علم بطرف ويقترب من البلاغة اللغوية ، ومجموع العلوم في بوتقة واحدة تسمى حقل الثقافة ، فقد أطلق على المثقف بالحاذق والفطن ، ولو تبصرنا في كلمة حاذق شديد الفعل والتأثير ، ومنها أخذ البصل الحاذق والحرّيف ، وبات الناس يطلقون على الرجل المثقف حرّيفاً، وهذه الكلمات جاءت من ثقف الرمح قوَّمه وسوّاه ، وثقف السيف شحذه بحيث يبدو حاذقاً وحادّاً .
وحتى يكون الشخص حاذقاً وحريفاً ونحريراً يباري غيره في الفطنة والذكاء ويتفوق عليه ، فإنه يمتطي سيفاً أو رمحاً وينبري للمنازلة مع فارس آخر ويتغلب عليه يُعطى نوط الفروسية أو وسام الفرسة ، بالسيف الذي ثقفه واستعمله بمهارة وإتقان ، وبالتالي علا كعبه بين عشيرته وربعه، بأنه الفارس الماهر الفطن الحاذق، وينسحب ذلك على من تجند للمعرفة ينهل من معينها الذي لاينضب حتى إذا انبرى لغيره تفوق عليهم وكانت الحذاقة والفطنة في ركابه.
لهذا نجد قصة الثقافة قد خرجت من عباءة الطبيعة من خلال التعريف الأجنبي لها الذي انطلق من الطبيعة في الزراعة والفلاحة ، وكان ذلك من خلال تجريب المزروعات بالخبرة والخروج بالجديد الذي يبهر عقول من يستمع إلى نتاجه ، وبالتالي يحظى بلقب مثقف ويتغنى باسمه في المجالس والمحافل، ولا تزال فكرة الزراعة والإنتاج الرائع خبز الناس اليومي فالطبيعة ملهمة المثقف وكتاب مفتوح بفصوله الأربعة ، ألا ترى أنهم يقسمون الكتب إلى فصول كما تقسم الطبيعة إلى فصول وكل فصل يمهد للذي يليه.
وتقويم الرمح وشحذ السيف ليكون خفيفاً ومؤثراً ، وأحسب المثقف الذي يمتلك ثقافة ومعرفة يشعر من يخاطبه بالدماثة وخفة الروح ، ويتجلى ذلك من خلال سؤاله عن شيء ما ، تجده يفتر عن ابتسامة آسرة قبيل الشروع بالإجابة ، لكن الذي لا يمتلك الثقافة يكون ثقيل الظل من خلال الانتقادات غير المنطقية التي توجه لمن يطرح عليه سؤالاً استعصى عليه إجابته ، فالغضب يكسي صفحة وجهه ويمتقع وجهه إحمراراً تظن أن نار الخصام قد اشتعلت بين ضلوعه، فهو ثقيل الظل ومكفهر الوجه.
فقصة الثقافة تجعل الحياة تتلون بلون التفاهم والسعادة ، فمن يمتلك ثقافة لا يستوحش في غربة أو وطن ، نظراً لأنه يمتلك سلاحاً حاذقاً من سيف المعرفة أو رمح المهارة .