إلغاء الواجبات البيتية .. لكي يكون قراراً في الإتجاه الصحيح.
بقلم: د. سعيد أبو حرب.
منذ أن صدر قرار وزير التربية والتعليم إلغاء الواجبات البيتية انقسم التربويون، والأكاديميون، وخبراء التربية بين مؤيد ومعارض، وكل منهم له حجته ومبرراته، ووجهة نظره، ولكي نكون موضوعيين في مناقشة هذا القرار لابد من تبيان أهمية وأهداف الواجبات البيتية، فالواجبات البيتية جزءاً أساسياً ومهماً في عملية التعليم والتعلم؛ فهي من أهم الطرق التي يعتمد عليها غالبية المعلمين في تقييم طلابهم .
وتشير معظم البحوث إلى العلاقة الإيجابية الوثيقة بين الواجباتالبيتية ومستوى تحصيل الطلبة، كما أن لها دوراً جوهرياً في تلبيةاحتياجات الطلبة، وتحقيق توقعات أولياء الأمور والمجتمع من الطالبوالمدرسة.
ويحقق الواجب البيتي أهدافاً عدة منها:
اكتساب المعرفة وتحسين قدرات ومهارات الطلبة، وتعزيز ما يتلقاه الطالب من خبرات في غرفة الصف، وكذلك تهيئة الطالب لتلقيالدروس التالية (التحضير) ، وعلى الرغم من ذلك فإن معارضي الواجبات البيتية يرون أنه روتين أو عمل مجهد يستهلك وقت الطالب في البيت ولا يضيف أية منفعة ملموسة له، ويرون أن معظم المعلمين لا يتابعون هذه الواجبات، ويرون أنها تحرم الطالب من ممارسة حياته الاجتماعية بشكل طبيعي.
إلا ان الجميع من مؤيد ومعرض يرى أن الطفل في سنوات دراسته الأولى لا بد أن يتمتع بحقه الطبيعي في اللعب، وممارسة حياتهالاجتماعية، والأسرية بشكل طبيعي، ولذلك فإن معظم النظم التعليميةالمتقدمة اعتبرت المدرسة، وما يجري فيها من عمليات تعلم لا بد أنتكون منسجمة مع ميول الطفل ورغباته، وعوامل سعادته دون انفلات أو تسيب، وهنا لابد من النظر إلى قرار وزير التربية والتعليم بإلغاءالواجبات البيتية أنه قراراً له أهدافاً تربوية تسعى للاستفادة القصوىمن الموارد البشرية والمادية والتكنولوجية التي يفترض أن تكونمتوفرة في المدارس، وتجنيب الطالب والأسرة عوامل ضغط اضافية،ويسعي أيضاً الوزير من هذا القرار إلى تطوير النظام التعليمي في فلسطين ليصبح مواكباً للنظم التعليمية المتقدمة التي تطبق هذا النظام، ولكي يؤتي هذا القرار ثماره المنشودة لابد أن يطال التغيير أموراً أخرى مثل:
1-زيادة عدد ساعات الدوام المدرسي للمراحل الاولى.
2-تغيير البيئة المدرسية من مرافق، وملاعب، وحدائق، ومختبرات، وغرف مصادر، ومكتبات.
3-تخفيف الكثافة الصفية حيث سينعكس ذلك على العلاقة الفردية بين المعلم والطالب.
4-إيجاد نظام بديل للتواصل بين المدرسة، والبيت لكي تتحقق المتابعة المشتركة .
وفي الانظمة التعليمية التي ألغت الواجب البيتي مثلا هناك كتيب يوزع على الأهل في بداية الفصل الدراسي يشمل كل ما تخطط له المدرسة من مهارات، ومحتوى دراسي لكل صف باليوم والتاريخ يتمكن من خلالها الأهل المتابعة المستمرة واليومية لأبنائهم .. فهل أعددنا نحن كل هذه الأمور قبل أن نقرر نقل التجربة؟،لذلك فإنني أرى أن هناك ضرورة لإعادة النظر في طريقة وأسلوب،ونوعية، وأهداف، ومتابعة الواجب البيتي، وليس إلغاؤه بصورة مفاجئة، إلى أن نهيئ للطالب فرصة كاملة لممارسة أنشطة حياتية نفعية، وهذا يتطلب بيئة تعليمية مناسبة أهمها معلم قادر على التعامل مع منهاج مكثف، وأعداد صفية كبيرة، وكذلك نحتاج لمدرسة مؤهلة جيداً، وأولياء أمور مدركين لما يحدث في المدرسة، ومراكز ثقافية، ورياضية، وترفيهية تضع برامج معينة تحت إشراف خبراء تربويون يمارس فيها الطالب هواياته بعد عودته من يوم دراسي طويل.
بقلم: د.سعيد إبراهيم أبو حرب.
مدير تربية وتعليم ومدير عام سابق في وزارة التربية والتعليم العالي .
بقلم: د. سعيد أبو حرب.
منذ أن صدر قرار وزير التربية والتعليم إلغاء الواجبات البيتية انقسم التربويون، والأكاديميون، وخبراء التربية بين مؤيد ومعارض، وكل منهم له حجته ومبرراته، ووجهة نظره، ولكي نكون موضوعيين في مناقشة هذا القرار لابد من تبيان أهمية وأهداف الواجبات البيتية، فالواجبات البيتية جزءاً أساسياً ومهماً في عملية التعليم والتعلم؛ فهي من أهم الطرق التي يعتمد عليها غالبية المعلمين في تقييم طلابهم .
وتشير معظم البحوث إلى العلاقة الإيجابية الوثيقة بين الواجباتالبيتية ومستوى تحصيل الطلبة، كما أن لها دوراً جوهرياً في تلبيةاحتياجات الطلبة، وتحقيق توقعات أولياء الأمور والمجتمع من الطالبوالمدرسة.
ويحقق الواجب البيتي أهدافاً عدة منها:
اكتساب المعرفة وتحسين قدرات ومهارات الطلبة، وتعزيز ما يتلقاه الطالب من خبرات في غرفة الصف، وكذلك تهيئة الطالب لتلقيالدروس التالية (التحضير) ، وعلى الرغم من ذلك فإن معارضي الواجبات البيتية يرون أنه روتين أو عمل مجهد يستهلك وقت الطالب في البيت ولا يضيف أية منفعة ملموسة له، ويرون أن معظم المعلمين لا يتابعون هذه الواجبات، ويرون أنها تحرم الطالب من ممارسة حياته الاجتماعية بشكل طبيعي.
إلا ان الجميع من مؤيد ومعرض يرى أن الطفل في سنوات دراسته الأولى لا بد أن يتمتع بحقه الطبيعي في اللعب، وممارسة حياتهالاجتماعية، والأسرية بشكل طبيعي، ولذلك فإن معظم النظم التعليميةالمتقدمة اعتبرت المدرسة، وما يجري فيها من عمليات تعلم لا بد أنتكون منسجمة مع ميول الطفل ورغباته، وعوامل سعادته دون انفلات أو تسيب، وهنا لابد من النظر إلى قرار وزير التربية والتعليم بإلغاءالواجبات البيتية أنه قراراً له أهدافاً تربوية تسعى للاستفادة القصوىمن الموارد البشرية والمادية والتكنولوجية التي يفترض أن تكونمتوفرة في المدارس، وتجنيب الطالب والأسرة عوامل ضغط اضافية،ويسعي أيضاً الوزير من هذا القرار إلى تطوير النظام التعليمي في فلسطين ليصبح مواكباً للنظم التعليمية المتقدمة التي تطبق هذا النظام، ولكي يؤتي هذا القرار ثماره المنشودة لابد أن يطال التغيير أموراً أخرى مثل:
1-زيادة عدد ساعات الدوام المدرسي للمراحل الاولى.
2-تغيير البيئة المدرسية من مرافق، وملاعب، وحدائق، ومختبرات، وغرف مصادر، ومكتبات.
3-تخفيف الكثافة الصفية حيث سينعكس ذلك على العلاقة الفردية بين المعلم والطالب.
4-إيجاد نظام بديل للتواصل بين المدرسة، والبيت لكي تتحقق المتابعة المشتركة .
وفي الانظمة التعليمية التي ألغت الواجب البيتي مثلا هناك كتيب يوزع على الأهل في بداية الفصل الدراسي يشمل كل ما تخطط له المدرسة من مهارات، ومحتوى دراسي لكل صف باليوم والتاريخ يتمكن من خلالها الأهل المتابعة المستمرة واليومية لأبنائهم .. فهل أعددنا نحن كل هذه الأمور قبل أن نقرر نقل التجربة؟،لذلك فإنني أرى أن هناك ضرورة لإعادة النظر في طريقة وأسلوب،ونوعية، وأهداف، ومتابعة الواجب البيتي، وليس إلغاؤه بصورة مفاجئة، إلى أن نهيئ للطالب فرصة كاملة لممارسة أنشطة حياتية نفعية، وهذا يتطلب بيئة تعليمية مناسبة أهمها معلم قادر على التعامل مع منهاج مكثف، وأعداد صفية كبيرة، وكذلك نحتاج لمدرسة مؤهلة جيداً، وأولياء أمور مدركين لما يحدث في المدرسة، ومراكز ثقافية، ورياضية، وترفيهية تضع برامج معينة تحت إشراف خبراء تربويون يمارس فيها الطالب هواياته بعد عودته من يوم دراسي طويل.
بقلم: د.سعيد إبراهيم أبو حرب.
مدير تربية وتعليم ومدير عام سابق في وزارة التربية والتعليم العالي .