الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بمناسبة اليوم الوطني للبلديات بقلم:مصباح(فوزي)رشيد

تاريخ النشر : 2019-01-20
بمناسبة اليوم الوطني للبلديات بقلم:مصباح(فوزي)رشيد
مصباح(فوزي)رشيد       

**
[email protected]
بمناسبة اليوم الوطني للبلديات .

**

( يوم  الخميس الموافق لـ : 17.01.2019 )

************************

"  أ أقف واعظا أمام سيّد الواعظين " هكذا قال الشّيخ ( كشك ) بمناسبة تأبين ( عمر التلمساني ) - رحمهما الله واسكنهما فسيح جنانه -  . " كفى بالموت واعظًا " كما جاء في الحديث اللشّريف .

في هذه الصّبيحة شاءت الأقدار أن تأخذ منا أحد الرّجال المعمّرين ، من خير ما أنجبت بلديّتنا ، ولم ينتبه كثرة المارّة إلى اللّوحة التي تشير إلى جنازة وقد تم وضعها على جانب الطّريق ، ولأن اليوم  ( خميس )  يوم سوق أسبوعي  ،  وأهم حدث بالنسبة لسكّان البلدية الذين لا يجمعهم سوى الموت أو السوق الأسبوعي فارقنا فيه الجار العزيز مبتسما حسب رواية بعض من وقفوا عند رجليه في اللّحظات الأخيرة . ولمّا حكيتها لأحد الأصدقاء ، قال لي بالحرف الواحد " إن الرّجل كان يعيش من عرق جبينه  " .

بقيت طول الوقت منشغلاً بهذه الرّواية ،  إلى أن دخل عليّ أحد الأبناء وقطع خلوتي ليسألني عن اليافطة قامت المعلّقة على أعمدة الكهرباء . وفي الحقيقة والحقّ يقال كنت أظنّه يتكلّم عن لوحة العزاء المنصوبة على حافّة الطّريق ، لأن اليافطات التي كان يعنيها هي لافتات البلدية التي تعوّدنا عليها ، وتعني أن هناك حدثًا ما ، أو مناسبة وطنية أو دينية أو حتى محلّية ، يتم الاعداد لها مسبقًا . غير أن الفضول دفعني إلى التحرّي عن حدث أو مناسبة ممكنة يعلمها غيري بينما أجهلها. وليس في مدينتنا المحترمة من مصدر آخر سوى العناوين التي تبثّها قنوات التلفزيون ، وحتى الأئمّة في المساجد لا يدلون بأسماء الموتى كي نتعرّف عليهم وعلى عناوينهم  ، ومن حسن حظّي ربما ، أنّني قد عرفت الحدث  من خلال حصّة قامت ببثّها إحدى القنوات الوطنية احتفاء  بذكرى  " اليوم الوطني للبلديات " . ولم أكن أعرف ذلك من قبل .

وكما هو الشّان بالنّسبة لمسؤولينا دائما ، فإنّه لا يكون الحديث مهمًّا عن البلدية ومشاكلها وعن صلاحيات مجالها المنتخبة إلاّ عندما يتعلّق الأمر بإحدى الاستحقاقات الوطنية ، والانتخابات واحدة منها ، أو تكون هناك مشاكل خطيرة تعجز الدولة عن إيجاد الحلول المناسبة لها . كأنّما تُريد السّلطات في هذه الدّولة أن تتخلّص من الأزمات التي لا تجد لها حلاّ إلاّ بالقائها على المنتخبين المحليّين . أو عند مناسبة من المناسبات كالانتخابات ، وهو عمل شعبوي بامتياز لا نجده إلاّ في الدّول التي تفتقر إلى الأساليب الحضاريّة الجديدة وإلى الرّؤى الاستشرافيّة المتينة .

في الحقيقة إن مجرّد الكلام عن جم المشاكل التي تعترض سبيل البلدية ، لا يمكن حصره في حصّة أو حصّتين في تلفزيون وطني لا يقبل بالرّأي الآخر . ويبقى  مجرّد كلام " شعبوي " و مناسباتي لا يرقى إلى مستوى الانشغالات الحقيقية التي يعاني منها المواطن بالدّرجة الأولى . وكم من ندوات عُقدت ، وكم من تقارير رُفعت إلى أعلى المستويات في أجهزة الدّولة ، كان مصيرها جميعًا الأدراج ، والتجاهل والنّسيان . السّلطة ، التي لا تبكي وتنوح على البلدية إلاّ في وقت الانتخابات أو عندما تعجز عن إيجاد الحلول المناسبة ، سلطة فاشلة بكل المقاييس . سلطة تصغي إلى المطبّلين والمطبّلات أكثر من إصغائها لمشاكل النّاس الحقيقيّة . وعندما يتعلّق الأمر بمنتخب محلّي فإنّها تثير الزّوابع أو تذر الرّماد في العيون في أحسن الظّروف . الأمر الذي أدخل البلاد في دوامة خلال  " العشرية السّوداء  " .

في أحد الأيام عاتبت صديقي المُنتخب على حالة التردّي التي تعرفها أحياء وشوارع المدينة ، وكان قريبا من مصادر التسيير، على حالة التردّي التي تغرق شوارع المدينة وأحيائها ، والذي قال لي بالحرف الواحد  " إن البلدية لا تستطيع صرف ملّيمًا واحدًا بسبب الرّقابة المفروضة عليها من طرف " القابض البلدي " . هكذا ورد اسمه في قانون البلدية ، لكن كونه ينتمي إلى وزارة الماليّة ، فهو يعمل عكس الاتّجاه ، ويناقض رئيس البلدية الذي يمتّع بصلاحيات أوفر منه ، فهو الآمر بالصّرف ولديه الضّبطيّة القضائية .

 ثمّ لماذا لاتقوم  الدّولة بإلغاء هذه الدّوائرالتي تفرض القيود على نشاطات البلدية وتقوّض من صلاحيات رؤسائها المنتخبين ، وهي التي لم يرد ذكرها أصلاً في القوانين المعمول بها. وليس لها من دور تلعبه سوى اللّهم  كتابة الرّسائل وتوجيهها أوتلقّي البريد وتعطيله على مستواها ، فهي عبارة عن علبة بريد لا أقل ولا أكثر . لكنّها في المقابل تستنزف من وقت وإمكانيات البلديات التي تشرف عليها ، وتجعل من رؤسائها المنتخبين مجرّد أعوان لديها . 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف