الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مقابر وقصور بقلم:خالد الناهي

تاريخ النشر : 2019-01-20
مقابر وقصور بقلم:خالد الناهي
مقابر وقصور

خالد الناهي

جاء الخميس، وعندما فتحت محفظتها، وجدتها فارغة، فأصابتها الحيرة، ,و أعتصر قلبها الحزن, فغدا الجمعة موعدها مع شغاف قلبها، منذ أن قرر تركها وولديه قبل أربعة سنوات.

لا تريد المال لتشتري فيه الطعام لنفسها، فقد اعتادت على أكل الخبز والشاي، ما تحتاجه فقط أجرة النقل من البصرة الى النجف لرؤيا فلذة كبدها، لكن حتى هذه لم تتوفر هذه المرة.

أنها الجمعة الأولى التي سوف لا تحدث فيها ولدها، ولم تبكي على قبره حتى تغيب عن الوعي، نظرت الى ولديه بعيون ذابلة متعبة، أخذت تبكي وتنوح بصمت، وتطلب من الله الا يحرمها من اللقاء بولدها.

فأستجاب لها ربها، وعند حلول الصباح، كانت قد فارقت الحياة، تجمع الناس حينها، فتبرع أحدهم بسيارته لأخذها الى الغري، فيما راح اخر يتبرع بالكفن، فيما بقي أبناء ولدها الشهيد، وكنتيجة متكررة أصبحت التقاطعات مكانهم الطبيعي الذي يتواجدان فيه.

ارض روتها الشباب بدمائها، لكن كانت هذه الأرض بخيلة جدا، فلم تقابل هذا العطاء بالجود لذويه.

دماء اخذها الفاسدون من الساسة، لا للتبرك بها، إنما ليلطخوا ثيابهم النجسة بدماء الشهداء الطاهرة، ويلبسون جلباب الجهاد.. لعلهم يتطهرون.

اشتروا دماء الشباب بثمن بخس، وتحت عناوين تقشعر لها الابدان من هيبتها، فهذا ينتسب للمنتظر وذاك ينتخي بزينب وثالث يا ثار الله وغيرها من العناوين التي تدعوا الى شحذ الهمم، ليبيعوها على المواطنين البسطاء، وما أكثرهم.

أم شهيد تفارق الحياة مقهورة، لأنها لا تملك أجرة النقل لزيارة قبر ولدها الشهيد، فيما اخذت أمواج الحياة تتقاذف ولديه وتتلاعب بهم كل ساعة باتجاه، فيما مدعي الجهاد، بعدما باعوا القضية، ووضعوا يدهم بيد القاتل، يسكنون القصور، وربما ان مر أحدهم بموكبه الكبير، وسياراته المصفحة، وشاهد ابن الشهيد يقترب من سيارته، ليمسح " الجام"، لعله يحظى بألف دينار، يأمر بأطلاق الرصاص عليه.

لا تقلقوا فالخبر سيكون عاجلا وفي قناته التي أنشأها من أموال الايتام ودمائهم، عن نجاة المجاهد البطل من محاولة اغتيال فاشلة، فيما تذهب الأصوات المأجورة بالزهيق والنهيق ببطولاته الوهمية.

ربما يعتقد سراق دماء الشهداء، انهم محصنون بتلك الدماء، ومن حقهم ان يسرقوا يقتلوا يهددوا، يفعلوا ما يشاءون في البلد، فحسب منظورهم ان الغلبة للصوت العالي، لكنهم نسوا ان القرآن يحدثنا عن أنكر الأصوات.

هيهات هيهات، سيوقفكم الامام يوم المحشر، ليقول لكم لوثتم اسمي، وستوقفكم سيدتي زينب يوم القيامة، وتطلب من الله ان ينزل بكم اشد العذاب، لأنكم خنتم الأمانة وتاجرتم بالدماء الزكية.

ولات حين مندم..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف