شرط وحيد لرقصة مثالية
لَسْتَ بحاجة إذا بَدَأتَ الرقص أن ترسم بجسدك مثلثًا يتجه برأسه الأول إلى ميدان شهير تغرق كل يوم في ضجيجه وسحره، ورأسه الثاني إلى بيت "كاميليا" الغازية أو "كراميل" كما أطلق عليها المتفرجين من أهل المزاج لشرب البيرة والبانجو وكل المنكرات، ورأسه الثالث باتجاه حبيبتك "مارسيليا" التي تَرَكَتْكَ وذَهَبَتْ في جولة قصيرة مع أسرتها إلى مدينة "مارسيليا" استغرقت ثلاثة أشهر، رَفَعْتَ خلالها راية بيضاء كتبت عليها: أنا مجنون مارسيليا.
يمكنك أن ترسم بجسدك ضحكة، ضحكة متفائلة متسامحة، أن يقهقه الجسد قهقهات سخية، يتماوج ويرشها ذات اليمين وذات الشمال، تنفلت كفراشات ترف بأجنحتها حمراء، وصفراء، وبنفسجية، لحظتها تكون أقرب لرقصة مثالية، رقصة تستحضر فيها حبيبتك "مارسيليا" التي امتدت إقامتها هناك إلى ثلاث سنوات ولا زلت مجنونًا بها.
لَسْتَ بحاجة إلى عُرْس تحييه فرقة شعبية هزيلة يدق أعضاؤها موسيقية فظة، أو تقذفك ثلة من عيال الشارع في صالة ديسكو، ينتفض جسدك لشراسة النغم، تتمتع وأنت ترقص في عمق باحتها العريضة بشعر طويل، مصبوغ، مفلفل بأيدي متخصصين تجلس أمامهم الساعات صابرًا، أيديهم لبقة وناعمة، تلزمك ميوعة لم تمارسها من قبل، تشاركك الرقصة، والملابس الكاجوال، والميوعة فتاة، أو فتاتان، أو أكثر، تحدق إلى صدورهن البضة المتماسكة وهى تتقافز، تتمنى لو ترتد طفلا تنام على نعومتها.
لست بحاجة إلى كل ذلك، أنت بحاجة إلى الشعور وأنت ترقص بأنك مع كل حركة راقصة يتلوها جسدك أنك تتخلص مما يشدك إلى الأرض، تتخلص من الولد الذى كنته، في الشتاء يُسَخّرْ/تُسَخّرْ حواسك جميعها لبنت بيضاء لها بسمة مكتملة، لم تغلق مرة واحدة التليفون في وجهه/جهك، ترسل له/لك صورها وهى تقتل جحافل نمل تركض على الحيطان، وفى الصيف تمحو كل ما اقترفت يداه/يداك بالشتاء... مع كل حركة يتلوها جسدك تتخلص من دمك الأزرق المهراق في ساحة المؤامرات الدنيئة... تمحو كل الوجوه القبيحة الملتصقة بصفحة الفضاء أمامك، لحظتها تصبح خفيفًا كريشة يطيرها الهواء، وتشعر بأنك انعتقت من جاذبية الأرض، فيتساقط منك البشر اللذين تعرفهم وأنت ترتفع في الفضاء واحدًا وراء الآخر، قميئُا وراءه قميء، يسقطون صرعى لا يغيثهم أحد، تتساقط الشوارع التي وطأتها بقدميك، والمركبات والبنايات التي كثيرًا ما تطاولت عليك.
لا تقل شيئًا وأنت تشاهد نفسك ترتفع لأعلى... لأعلى وتشاهد كل ما كان خفيًا عن عيون الناس، تشاهد بواب العمارة وهو يقتل مدام "س" أستاذ علم الحشرات بجامعة عين شمس، تشاهد المقر السرى لجماعة المثليين ببدروم عمارة (...) بشارع (.......)، تشاهد واقعة اغتصاب مفتش تموين للآنسة "ع" زميلته في المكتب، تشاهد جرائم ومهاترات... مشاجرات ودسائس، حيل ومؤامرات...
لكنك ستبصق- وهذا ما أتوقعه تمامًا- على كل من حاول هزيمتك وإحباطك، لحظتها ستعرف أنك بذلك أخطأت كثيرًا، لحظتها ستسقط من علٍ... ابحث إذا عن المكان المناسب لتكون في استقبال سقوطك الكريم، وأنت تردد: فعلا.. كان ذلك شرطًا مناسبًا لرقصة مثالية.
لَسْتَ بحاجة إذا بَدَأتَ الرقص أن ترسم بجسدك مثلثًا يتجه برأسه الأول إلى ميدان شهير تغرق كل يوم في ضجيجه وسحره، ورأسه الثاني إلى بيت "كاميليا" الغازية أو "كراميل" كما أطلق عليها المتفرجين من أهل المزاج لشرب البيرة والبانجو وكل المنكرات، ورأسه الثالث باتجاه حبيبتك "مارسيليا" التي تَرَكَتْكَ وذَهَبَتْ في جولة قصيرة مع أسرتها إلى مدينة "مارسيليا" استغرقت ثلاثة أشهر، رَفَعْتَ خلالها راية بيضاء كتبت عليها: أنا مجنون مارسيليا.
يمكنك أن ترسم بجسدك ضحكة، ضحكة متفائلة متسامحة، أن يقهقه الجسد قهقهات سخية، يتماوج ويرشها ذات اليمين وذات الشمال، تنفلت كفراشات ترف بأجنحتها حمراء، وصفراء، وبنفسجية، لحظتها تكون أقرب لرقصة مثالية، رقصة تستحضر فيها حبيبتك "مارسيليا" التي امتدت إقامتها هناك إلى ثلاث سنوات ولا زلت مجنونًا بها.
لَسْتَ بحاجة إلى عُرْس تحييه فرقة شعبية هزيلة يدق أعضاؤها موسيقية فظة، أو تقذفك ثلة من عيال الشارع في صالة ديسكو، ينتفض جسدك لشراسة النغم، تتمتع وأنت ترقص في عمق باحتها العريضة بشعر طويل، مصبوغ، مفلفل بأيدي متخصصين تجلس أمامهم الساعات صابرًا، أيديهم لبقة وناعمة، تلزمك ميوعة لم تمارسها من قبل، تشاركك الرقصة، والملابس الكاجوال، والميوعة فتاة، أو فتاتان، أو أكثر، تحدق إلى صدورهن البضة المتماسكة وهى تتقافز، تتمنى لو ترتد طفلا تنام على نعومتها.
لست بحاجة إلى كل ذلك، أنت بحاجة إلى الشعور وأنت ترقص بأنك مع كل حركة راقصة يتلوها جسدك أنك تتخلص مما يشدك إلى الأرض، تتخلص من الولد الذى كنته، في الشتاء يُسَخّرْ/تُسَخّرْ حواسك جميعها لبنت بيضاء لها بسمة مكتملة، لم تغلق مرة واحدة التليفون في وجهه/جهك، ترسل له/لك صورها وهى تقتل جحافل نمل تركض على الحيطان، وفى الصيف تمحو كل ما اقترفت يداه/يداك بالشتاء... مع كل حركة يتلوها جسدك تتخلص من دمك الأزرق المهراق في ساحة المؤامرات الدنيئة... تمحو كل الوجوه القبيحة الملتصقة بصفحة الفضاء أمامك، لحظتها تصبح خفيفًا كريشة يطيرها الهواء، وتشعر بأنك انعتقت من جاذبية الأرض، فيتساقط منك البشر اللذين تعرفهم وأنت ترتفع في الفضاء واحدًا وراء الآخر، قميئُا وراءه قميء، يسقطون صرعى لا يغيثهم أحد، تتساقط الشوارع التي وطأتها بقدميك، والمركبات والبنايات التي كثيرًا ما تطاولت عليك.
لا تقل شيئًا وأنت تشاهد نفسك ترتفع لأعلى... لأعلى وتشاهد كل ما كان خفيًا عن عيون الناس، تشاهد بواب العمارة وهو يقتل مدام "س" أستاذ علم الحشرات بجامعة عين شمس، تشاهد المقر السرى لجماعة المثليين ببدروم عمارة (...) بشارع (.......)، تشاهد واقعة اغتصاب مفتش تموين للآنسة "ع" زميلته في المكتب، تشاهد جرائم ومهاترات... مشاجرات ودسائس، حيل ومؤامرات...
لكنك ستبصق- وهذا ما أتوقعه تمامًا- على كل من حاول هزيمتك وإحباطك، لحظتها ستعرف أنك بذلك أخطأت كثيرًا، لحظتها ستسقط من علٍ... ابحث إذا عن المكان المناسب لتكون في استقبال سقوطك الكريم، وأنت تردد: فعلا.. كان ذلك شرطًا مناسبًا لرقصة مثالية.