الأخبار
وفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العرب
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في ذكرى وفاة أستاذي مصطفى أمين بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم

تاريخ النشر : 2019-01-20
في ذكرى وفاة أستاذي مصطفى أمين بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم
في ذكرى وفاة أستاذي مصطفى أمين
بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم
توفى أستاذي الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين في 13 إبريل 1997 بعد حياة حافلة ليلحق بتوأمه علي أمين والذي توفى عام 1976 م .
مصطفى أمين من مواليد 21 فبراير عام 1914 وسافر إلى أمريكا لإكمال دراسته والتحق بجامعة جورج تاون ودرس العلوم السياسية وحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية مع مرتبة الشرف الأولى عام 1938 ثم عاد إلى مصر وعمل كمدرس لمادة الصحافة بالجامعة الأمريكية لمدة أربع سنوات.
كانت الصحافة هي العشق الأول لمصطفى أمين وشقيقه وفي عام 1930 انضم مصطفى أمين للعمل بمجلة روز اليوسف وبعدها بعام تم تعينه نائباً لرئيس تحريرها وهو ما يزال طالباً في المرحلة الثانوية وحقق الكثير من التألق في عالم الصحافة ثم انتقل للعمل بمجلة أخر ساعة التي أسسها محمد التابعي وكان مصطفى أمين هو من اختار لها هذا الاسم.
كان مصطفى أمين صحفياً بارعاً يعشق مهنته ويتمتع بقدر كبير من الإصرار والمثابرة ويسعى وراء الخبر أينما كان وأصدر عدد من المجلات والصحف وشهد عام 1944 مولد جريدة أخبار اليوم بواسطة مصطفى وعلي أمين وكانت هذه الجريدة بمثابة الحلم الذي تحقق لهما وبدأ التفكير بها بعد استقالة مصطفى من مجلة الاثنين حيث أعلن عن رغبته في امتلاك دار صحفية تأتي على غرار الدور الصحفية الأوروبية وبالفعل ذهب مصطفى أمين إلى أحمد باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية ليتحدث معه في الصحيفة الجديدة وطلب منه ترخيص لإصدار صحيفة سياسية باللغة العربية باسم أخبار اليوم وبدأ مصطفي في اتخاذ الإجراءات القانونية لإصدار الصحيفة في 22 أكتوبر 1944 وجاء يوم السبت 11 نوفمبر ليشهد صدور أول عدد من أخبار اليوم وقد حققت الصحيفة انتشاراً هائلاً وتم توزيع عشرات النسخ منها مع صدور العدد الأول وقد سبق صدورها حملة دعاية ضخمة تولتها الأهرام وقد قام الأخوان أمين بعد ذلك بشراء مجلة أخر ساعة عام 1946 من محمد التابعي.
نذكر للتاريخ ما قام به الصحفي الوطني الجسور مصطفى شردي وما قام به الصحفي الكبير مصطفى أمين إزاء العدوان الثلاثي الذي قامت به انجلترا وفرنسا وإسرائيل على مصر في شهر أكتوبر عام 1956 فقد ظل مصطفى شردي داخل بورسعيد حاملا آلة تصوير وجعل الأفلام التي تفضح بشاعة العدوان وتسلل في ليل دامس في ملابس صياد وغاص في بحيرة المنزلة ووصل إلى دار أخبار اليوم في الفجر وسلم أفلام الدمار إلى الأستاذين مصطفي وعلي أمين وبأمر من القيادة حمل مصطفى أمين هذه الصور النادرة وطار بها ووزع الصور على كبرى صحف العالم لتنشر على صدر صفحاتها الأولى بفضح العدوان الثلاثي .. إنجلترا وفرنسا وإسرائيل.
من مؤلفات مصطفى أمين نذكر : تحيا الديمقراطية ومن عشرة لعشرين ومن واحد لعشرة ونجمة الجماهير وأفكار ممنوعة والآنسة كاف وست الحسن ولكل مقال أزمة وأسماء لا تموت وصاحب الجلالة الحب ولا والنحو الواضح للثانوي والابتدائي بالاشتراك مع الشاعر علي الجارم وبين الصحافة والسياسة.
كان للصحفي علي أمين وشقيقه علي العديد من النشاطات الخيرية والاجتماعية فنفذ الشقيقان مشروعاً خيرياً أطلقا عليه ليلة القدر كما كانا صاحبا الفضل في ابتكار فكرة يوم الأم ويوم الأب ويوم الحب وبدأ مشروع ليلة القدر في 15 فبراير 1954 بمقال نشره مصطفى أمين في أخبار اليوم جاء فيه : (في قلب كل إنسان أمنية صغيرة تطارده في حياته وهو يهرب منها إما لسخافتها أو لارتفاع تكاليفها، فما هى أمنيتك المكبوتة ؟ أكتب لي ما هى أمنيتك وسأحاول أن أحققها لك سأحاول أن أدلك على أقصر الطرق لتحقيقها بشرط ألا تطلب مني تذكرة ذهاب وإياب إلى القمر) وقد حقق هذا المشروع الكثير من النجاح حيث انهالت على الجريدة العديد من الخطابات وتم تلبية طلبات العديد من أصحاب الاحتياجات وتوسع هذا المشروع بعد ذلك وتفرعت أنشطته.
أنشأت جائزة مصطفى وعلى أمين الصحفية والتي تعتبر بمثابة التتويج الحقيقي لمشاعر الأب الذي يحتضن أبنائه ويشجعهم ويحفزهم على مزيد من النجاح في بلاط صاحبة الجلالة ولم يقتصر هذا التكريم على الصحفيين بل امتد للمصورين ورسامي الكاريكاتير وسكرتارية التحرير الفنية وأيضا الفنانون ومن الفنانين الذين حصلوا على جائزته فاتن حمامة ويحيي الفخرانى ونور الشريف وعبلة كامل ويحي العلمي وعمار الشريعى وغيرهم.
تزوج مصطفى وأنجب أبنتين هما رتيبة والتي أسماها على اسم والدته وصفية واسمها على اسم السيدة صفية زغلول والتي كان يعتبرها بمثابة الأم الثانية له حيث نشأ وترعرع هو وشقيقه في منزلها وفي ظل رعايتها لهما وقد عملت صفية بالصحافة أسوة بوالدها.
في سجنه كان مصطفى أمين يكتب إلى أبنته صفية العديد من الرسائل وعلى الرغم من القسوة والمعاناة التي كان يعانيها إلا أن رسائله كانت مفعمة بالتفاؤل فمن كتاباته لابنته قوله : إن حالته المعنوية عالية وأنه كلما توالت عليه الضربات يكون في أحسن حالاته وأن الأزمات والمحن تجدد شبابه وقد قامت ابنتيه رتيبة وصفية بزيارة إلى جيهان السادات مع أم كلثوم أملاً في التوسط من أجل الإفراج عن والداهما وذلك عام 1972 ولكنهم لم يوفقوا في الإفراج عنه فوراً ولكن قام السادات بإصدار قرار العفو عنه بعد هذه الزيارة بثلاث سنوات وبعد نصر أكتوبر 1973.
بدأت فكرة يوم الحب عندما خرج مصطفى أمين من السجن وتصادف يوم خروجه من السجن أن شاهد في حي السيدة زينب نعشا وراءه ثلاثة من الرجال فدهش مصطفى أمين لأنه يعلم مدى الترابط والتآخي بين أهالي حي السيدة زينب وسأل مصطفى أمين أحد المارة عن الرجل المتوفي ؟ فقال له : أنه رجل عجوز بلغ من العمر السبعين فتسآءل وحاور نفسه قائلا : سبحان الله أيصل الرجل إلى سن السبعين ولم يخرج من الدنيا إلا بثلاث؟ ومن ذلك اليوم أخذ مصطفى أمين على عاتقه المناداة والدعوة ليوم الحب يراجع فيه كل إنسان حساباته وعندما بدأ الكتابة عن يوم الحب لم تقابل فكرته بالحماس لأن المعارضين ظنوا أن مصطفى أمين ينادي بيوم للعشق والغرام؟ ولم يفطنوا إلى أن يوم الحب الذي يقصده هو يوم لحب الوطن وحب العمل وحب الخير .. حب الحق والتسامح والوقوف مع الضعفاء هو حب العمل والحنان والكلمة الحلوة التى تزيل المرارة من فم التعساء وفتح باب الأمل لمن سدت في وجوههم الأبواب .. وعندما عرفوا مايقصده مصطفى أمين من يوم الحب كتبوا عنه وشجعوه .
حاول مصطفى أمين أن يختار وقتا مناسبا ليوم الحب واستبعد العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى كما أستبعد أن يكون أول يناير لكونه رأس السنة ولم يجد شهرا يخلو من الاحتفالات سوى شهر نوفمبر واجرى استفتاء لاختيار اليوم المناسب وكان الاختيار محصورا بين يومي الثالث والرابع من شهر نوفمبر واستقر الرأي على أن يكون يوم الحب هو الرابع من نوفمبر .
ولاتستطيع أن تفرق بين أسلوب علي أو أسلوب مصطفى أمين وفي حديث للصحفي القدير مصطفى أمين قال : (كان علي إذا بدأ يكتب مقالا أستطيع أن أتمه دون أن أسأله ماذا كان يريد أن يقول وكان هو يفعل نفس الشىء) ومصطفى أمين الكاتب الوحيد الذي يستطيع أن يكتب وغرفته مليئة بالضيوف والصحفيين ويرد على التليفون ويحيي ضيوفه .
من أقوال مصطفى أمين نذكر : هل نحن في عصر الفلوس ؟ في الماضي كانت قيمة الإنسان بما في رأسه فهل أصبحت قيمة الإنسان بما في جيبه ؟ الدنيا تغيرت فأصبحت الشيكات أنفع من الدرجات العلمية والرصيد في البنوك أكثر احتراما من المؤلفات والمجلدات والأبحاث والفلسفات لكن الذي لاشك فيه هو أن القلب عندما يمتلىء بالعاطفة يكون أسعد ألف مرة من الجيب وهو ممتلىء بالأموال .
ويوم السبت 23 فبراير عام 1980 كتب في عموده الصحفي فكرة : ياولدي لاتتوهم أن الشهادة التي تحملها هى نهاية العلم بل هى بداية المعرفة إن الفرق بين العالم والجاهل ليس في شهادة يحملها بل هو عدد الكتب التي قرأها .. ياولدي لاتبحث عن الثروة السريعة فالذي يجىء بسرعة يذهب بسرعة ولاتحلم بالمستحيل بل أصنع المستحيل .. ياولدي أملأ قلبك بالإيمان .. قلب ملىء بالإيمان أغنى من خزائن البنك الأهلي .
كانت علاقات مصطفى أمين جيدة بالفنانين وكان أشهرها مع أم كلثوم التي وقفت بجوار إخبار اليوم في عثراتها المالية والموسيقار محمد عبد الوهاب ونجاة وكامل الشناوي وكمال الطويل وفاتن حمامة وكان عبد الحليم حافظ يتعامل مع مصطفى أمين كالوالد والأستاذ ويستشيره في كل شيء سواء في أغانيه أو في حياته الشخصية وكان عبد الحليم مناصر قوي لأمين أثناء فترة اعتقاله فكان يؤكد دائماً على براءته وبذل الكثير من الجهد من أجل الحصول على تصريح لزياراته في السجن وقال مصطفى أمين عن صداقاته للنجوم : إن الحياة بجانب النجوم مرهقة ومتعبة ولكنها لذيذة وأنت في بعض الأحيان لا تستطيع أن ترى جمال الصورة إلا إذا ابتعدت عنها فالأضواء الساطعة تعميك اننى أحب الناس كل الناس.
ونذكر أن الشاعر محمد حمزة كتب أغنية جديدة ليغنيها عبد الحليم حافظ لأول مرة في حفل الربيع بجامعة القاهرة عام 1974 ولحن الكلمات الموسيقار بليغ حمدي واستقر الرأي على ( جي الزمان ) ليكون اسما للأغنية وبالفعل طبعت أفيشات الأغنية وتكلفت الطباعة 15000 جنيها وذات مرة اتصل العندليب عبد الحليم حافظ بمنزل الشاعر الصحفي محمد حمزة فردت عليه الإعلامية فاطمة مختار زوجة الشاعر محمد حمزة فقالت للعندليب عبد الحليم حافظ : على فكرة ياحليم عنوان الأغنية غير مفهوم وأنا اقترح أن يكون عنوانها (أي دمعة حزن لا) وعلى الفور اتصل عبد الحليم حافظ بصديقه الصحفي الكبير مصطفي أمين وقص عليه مادار في المكالمة بينه وبين الإعلامية فاطمة مختار فطلب مصطفي أمين من عبد الحليم حافظ أن يقرأ عليه كلمات الأغنية وبعد أن استمع للكلمات رجح ( أي دمعة حزن لا ) فعلى الفور قام عبد الحليم حافظ بطبع أفيشات جديدة باسم الأغنية الذي وقع عليه الاختيار وكلفته الطباعة الجديدة 15000 جنيها مصريا مرة أخرى.
أيضا كان في خطة عبد الحليم حافظ تقديم فيلم بعنوان ( لا ) قصة مصطفى أمين ولكن القدر لم يمهل عبد الحليم .
في الخامس من شهر يونيو عام 1975 قام الرئيس السادات بافتتاح عودة قناة السويس أمام الملاحة العالمية بعد إعلاقها في يونيو عام 1967 لمدة 8 سنوات نتيجة للعدوان الإسرائيلي على مصر واحتلالها سيناء وبارك الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين هذا القرار وطلب الرئيس محمد أنور السادات من الموسيقار محمد عبد الوهاب تقديم أغنية خاصة تعبر عن فرحة الشعب بعودة الملاحة فى قناة السويس بعد تعطل لسنوات وطلب منه أن يلحنها ويغنيها العندليب عبد الحليم حتى يجتمع اثنان من العمالقة فى أغنية واحدة تعبر عن حدث وطنى مهم وتم وقد اختيار كلمات الشاعر الصحفي مصطفى الضمراني التي بعنوان ( المركبة عدت ) من بين عشرين نصا كانت بينها منافسة للتعبير عن الحدث وكانت رئيسة التليفزيون وقتها الإعلامية القديرة سامية صادق التى عبرت عن سعادتها بمعايشتها لهذا الحدث وقالت : إنها لحظات لا تنسى حيث أشرفت على تصوير الأغنية بشكل يعبر عن استبدال النكسة ولحن الكلمات الموسيقار محمد عبد الوهاب وغنى العندليب عبد الحليم حافظ المركبة عدت .
أذكر بعد أن انتهيت من دراستي الجامعية أخذت مجموعة من كتاباتي التى نشرتها في الدوريات المصرية والعربية وذهبت إلى الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين لأجل عملي صحفيا في أخبار فاستقبلني بحنان الأب وشجعني بل أهداني مجموعة من مؤلفاته وصورة شخصية وعليها كلمة ومازالت احتفظ بكل ذلك .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف