الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في حضرة الذاكرة : وقائع في زمن وطني بقلم: محمد جبر الريفي

تاريخ النشر : 2019-01-18
في حضرة الذاكرة : وقائع في زمن وطني بقلم: محمد جبر الريفي
#في حضرة الذاكرة ....
صوت الريح له وقع خاص في دفتر الذاكرة ..بعد عصر ذلك اليوم من شهر مارس عام 56 من القرن الماضي هب ريح عنيف على مدينة غزة وقد صادف ذلك اليوم شديد البرودة انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع الذي احتلته في العدوان الثلاثي على مصر الشقيقة كرد فعل عدواني على قرار الرئيس عبد الناصر بتأميم قناة السويس.. ريح شديد بدأ بعملية فدائية جريئة في وسط مدينة غزة وعلى مقربة من دوريات الجيش الاسرائيلي في ميدان فلسطين ( ساحة التاكسيات تم فيها إعدام العميل ويدعى ( العرايشي) لكونه من سكان العريش المصرية ..انسحب الفدائيون بسرعة البرق في حين ظل العميل مرميا والدماء تغطي وجهه وملابسه يتفرج عليه الناس أمام بوابة مستشفي تل الزهور الذي أصبح الآن مقر بلدية غزة ..ريح بارد قطبي قادم من جهة الشمال استمر حتى ساعات الليل اهتزت من سرعته أسلاك الأعمدة الكهربائية في بعض الشوارع الرئيسية وكانت إعدادها قليلة حيث أغلب شوارع غزة كان يعمها ظلام دامس لتصبح بيئة مواتية للكلاب الضالة كي تركض في جماعات بعضها وراء بعض بحثا عن الطعام في أكوام القمامة ..ريح محملا بالاتربة الناعمة الدقيقة قادمة من صحراء النقب تتسرب للعيون والانوف و تتمايل من قوته اشجار البيارات وغابات الأحراش والحقول التي كانت تغطي في ذلك الزمن مساحات واسعه من الأراضي وقد اختلط صوت ذاك الريح بأصوات عربات الجيش الإسرائيلي المحملة بالجنود وهي تسير وراء بعضها البعض على الطريق الرئيسي المتجه إلى الشمال نحو بيت حانون لتعبر إلى داخل فلسطين 48 ..قبل غروب ذلك اليوم العاصف أعتلى أحد أفراد عائلة بستان ولا يحضرني اسمه الآن من سكان البيوت المجاورة للطريق ..اعتلى سطح منزله ليضع عليه بعض الاحجار خوفا من تطاير أحد ألواح الزينكو فما كان من أحد الجنود الإسرائيليين حين شاهده أن أطلق الرصاص عليه فارداه على الفور قتيلا وكان ذلك آخر شهداء العدوان الثلاثي في قطاع غزة ..اما علي القق ماسح الأحذية فما أن خرج من بيته القريب ايضا من( الصنافور) بالطريق الرئيسي الذي يعرف الآن بشارع صلاح الدين حتى أطلق عليه جندي إسرائيلي وهو في عربة النقل العسكرية مشطين من الرصاص لكنه لم يستشهد و بقى ينزف حتى حملته قوات الطوارئ الدولية واسعفته ليعيش بعدها لسنوات تزوج خلالها من الخرسة صبحية بنت الحارة وينجب طفلة جميلة سماها ندا هي الآن في الخمسين من عمرها ومتزوجة وام لأبناء وبنات ..في منتصف تلك الليلة السابع من مارس عام 56 سكت الريح وبدأت الأمطار تهطل بغزارة لتمسح قذارة الجيش الإسرائيلي الذي استمر زهاء أربعة شهور قاست به جماهير القطاع القمع والبطش فخرجت جموعها متدفقة فرادى وجماعات إلى الشوارع تهتف بالنصر على العدوان غير مبالية بالمطر الشديد الذي استمر بعد إلانسحاب لأيام وأيام كنت خلالها كغيري من الأطفال نشارك بها بفاعلية مبتهجين بالجلاء عن القطاع حيث أصبح ذلك اليوم عيدا وطنيا في غزة يحتفل فيه بعروض عسكرية ورياضية تقام في ملعب اليرموك كل عام. ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف