الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عبود الجابري وتقديم الانتحار بقلم:رائد الحواري

تاريخ النشر : 2019-01-17
عبود الجابري
وتقديم الانتحار
هناك شعراء ـ أحيانا ـ لا نجرؤ، لا نريد أن نتقدم منهم، ليس لتواضع ما يقدمونه من شعر، بل لعدم استطاعتنا على تحمل ما يقدمونه، فهم يعرون الواقع ويكشفون حقيقة حالنا، ونحن نمارس النسيان، وبحاجة إلى تجاهل آلمنا وبؤسنا، وبكل تجرد أقول أن "عبود الجابري" من الذي (يجلدوننا وبقسوة)، فهو يستخدم كلمات متداولة، بعيدا عن الزخرفة، لكنها تصعقنا، تعيدنا إلى ما نهرب منه، وكأنه من خلال هذه اللغة ومن خلال الاختزال والتكثيف يشير إلى حالة (الامتعاض) التي يعيشها ونعيشها، لهذا نجد شعره يمثل الحقيقة التي نهرب منها ونحاول تجاهلها.
استوقفني مقطع شعري تحدث فيه عن الانتحار كان قد كتبه في عام 1012، وجاء فيه:
"الحياة شاهقة يا رب
فكيف تريدني
أن القي بنفسي
من هذا العلو"
يبدو لنا الشاعر (عاجز) عن الإقدام على فعل الانتحار، لهذا هو يرى الأشياء/الحياة شاهقة، والملفت للنظر أنه يرى الأشياء من أعلى، فأمامه الكثير، لهذا هو (يتردد/عاجز/يرفض) أن يقدم على الانتحار.
والحالة الثانية كتبها في بداية هذا العام 2019، وجاءت بهذا الشكل:
"لدي فكرة جميلة عن الانتحار
يمكن تلخيصها
بالصعود إلى سطح بناية عالية
والنظر بأسف شديد إلى ضآلة الأشياء
تلك التي رأيتها كبيرة
حين كنت على مقربة منها"
فهنا أيضا يقدم الشاعر لنفسه (تبريرا) لعدم القيام بالانتحار، فالأشياء تبدو تافهة وصغيرة، ولا تستحق الاقدام على هذا الفعل العظيم (الانتحار)، وإذا ما توقفنا عند الحالة الأولى التي رأى الأشياء شاهقة في عام 2012، والحالة الثانية التي رأى فيها تفاهة وضآلة الأشياء في عام 2019، يمكننا أن نعرف الحالة الصعبة التي وصل إليها الشاعر، فرغم أنه في كلتا الحالتين (يبرر) عدم إقدامه على الفعل، إلا أن هناك فرق كبير بين "الشاهقة" في الحالة الاولى و"ضآلة" في الحالة الثاني، وهذا يعكس ما وصل أليه من بؤس وضغط.
والملفت للنظر أن الشاعر يتحسر/يندم على الحالة الأولى التي (اعتقد) فيها كبر وعظمة الأشياء/الحياة، لأنها بدت له في الحالة الثانية تافهة ولا تستحق تلك (العظمة) التي وصفت بها:
"والنظر بأسف شديد إلى ضآلة الأشياء
تلك التي رأيتها كبيرة"
وهذا التحول من العظمة إلى الضآلة بالتأكيد هو المعبر الحقيقي عن واقعنا، لكن ليس هذه فقط هو المهم، بل الطريقة الرائعة التي قدم فيها "عبود الجابري" هذا الواقع.
الومضات منشورة على صفحة الشاعر على الفيس
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف