الأخبار
الإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفة
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التأطير بقلم:محمود الجاف

تاريخ النشر : 2019-01-16
التأطير  بقلم:محمود الجاف
بسم الله الرحمن الرحيم
التأطير
محمود الجاف
التَّأطير (Framing Theory ) نظرية اكتشفها غوبلز وزير الدعاية الألماني أبان حُكم هتلر واستُخدمت في السيطرة على العقول وأصبحت وسيلة مُهمة في تمرير السياسات فيما بعد ... وللتوضيح إليكم المثال التالي : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰﻭﺭ أحدا ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻳﺴﺄﻟﻚ : هل ﺗﺸﺮﺏ ﺷﺎﻱ ﺃم ﻗﻬﻮﺓ ؟ من المُستحيل ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﻋﺼﻴﺮ . ﻓقد حاصر ﻋﻘﻠﻚ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻣُﺤﺪﺩﺓ ﻓﺮﺿها ﻋﻠﻴﻚ وخطط لها مُسبقا . ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳُﻤﺎﺭﺱ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ وآخر ﺑذكاء ﻭلكن ﺍﻟﻘُﻮﺓ الحقيقية هي ﻋﻨﺪﻣﺎ أنفذها ﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮ . مثلا . ﺃﻡٌ تقول ﻟﻄﻔﻠﻬﺎ : ﻣتى تُريد أن ﺗخلد إلى النوم ؟ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ؟ ﺳﻮﻑ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ . ويشعر بالزهو والانتصار ولكنهُ لايعلم إن هذا ما كانت ﺗُﺮﻳﺪﻩُ ﻣُﺴﺒﻘﺎً ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪُ ﻣُﺠﺒﺮ ﻟﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ وﻳظُنُ ﺃﻧﻪُ صاحب اﻻﺧﺘﻴﺎﺭ . ﻭﻧﻔﺲ الأسلوب ﻳُﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ . ومن الأمور التي تدعو إلى السخرية مثلا ما قام به نابليون بونابارت عندما حاول غزو مصر عام 1798 م . فقد ادَّعى أنه قدم لتحريرهم من الظلم وخلع على نفسه لقب حامي الإسلام . ثم قال أنهُ مُسلم ويُحارب النصرانية في روما . ولم يمض وقت طويل حتى كانت خيولهم تدوس الجوامع وتضرب الثوار بكل قسوة وعنف ولاحظوا نص المنشور الذي وجهه إلى الناس حين وطئت قدماهُ مدينة الإسكندرية وهو يُعطينا صورة واضحة عن أساليب الحرب النفسية ...
( بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله ولا ولد له ولا شريك له في ملكه ... من طرف الفرنساوية المبني على أساس الحرية والتسوية والسر عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية بونابرته . يعرف أهالي مصر جميعهم أن من زمان مديد الصناجق الذين يتسلطون في البلاد المصرية يتعاملون بالذل والاحتقار في حق الملة الفرنساوية ويظلمون تجارها بأنواع الإيذاء والتعدي . فحضر الآن ساعة عقوبتهم وآخرنا من مدة عصور طويلة هذه الزمرة المماليك المجلوبين من بلد الأبازة والجراكسة يفسدون في الإقليم الحسن والأحسن الذي لايوجد في كرة الأرض كلها فأما رب العالمين القادر على كل شيء . فإنه قادر على انقضاء دولتهم يا أيها المصريون ...
قد قيل لكم أنني مانزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم . فذلك كذب صريح ...فلا تصدقوه وقولوا للمفترين : إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين وأنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى وأحترم نبيه والقرآن العظيم وقولوا أيضا لهم : أن جميع الناس متساوون عند الله وأن الشيء الذي يميز بعضهم عن بعض هو : العقل , والفضائل , والعلوم فقط , وبين المماليك والعقل والفضائل تضارب ... فماذا يميزهم عن غيرهم حتى يستوجبوا أن يتملكوا مصر وحدهم ويختصوا بكل شيء حسن فيها : من الجواري الحسان والخيل العتاق والمساكن المفرحة فإن كانت الأرض المصرية التزاما للماليك فليرونا الحجة التي كتبها الله لهم . ولكن رب العالمين رؤوف وعادل وحليم . وبعونه تعالى من ألآن فصاعدا لاييأس أحد من أهالي مصر عن الدخول في المناصب السامية وعن اكتساب المراتب العالية . فالعلماء , والفضلاء , والعقلاء بينهم سيدبرون الأمور وبذلك تصلح الأمة كلها وسابقا كان في ألأراضي المصرية : المدن العظيمة والخلجان الواسعة .... ومازال ذلك كله إلا الظلم والطمع من المماليك .
أيها المشايخ والقضاء وأئمة والجربجية وأعيان البلد ... قولوا لأمتكُم أن الفرنساوية هُم أيضا مُسلمون مُخلصون وإثبات ذلك أنهم نزلوا في رومية الكبرى وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث النصارى على محاربة الإسلام ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها الكواللرية الذين كانوا يزعمون أن الله تعالى يطلب منهم مقاتلة المسلمين ومع ذلك الفرنساوية في كل وقت من الأوقات صاروا مُحبين مُخلصين لحضرة السلطان العثماني وأعداء أعدائه دام الله ملكه ... ومع ذلك أن المماليك امتنعوا من إطاعة السلطان غير ممتثلين لأمره فما أطاعوا أصلا إلا لطمع أنفسهم ,, طوبى ثم طوبى لأهالي مصر الذين يتفقون معنا بلا تأخير فيصلح حالهم . وتعلى مراتبهم . طوبى أيضا للذين يقعدون في مساكنهم غير مائلين لأحد من الفريقين المتحاربين . فإذا عرفونا بالأكثر تسارعوا إلينا بكل قلب . لكن الويل ثم الويل للذين يعتمدون على المماليك في محاربتنا فلا يجدون بعد ذلك طريقا إلى الخلاص ولا يبقى منهم أثر )
تحريرا بمعسكر إسكندرية
في 13 شهر سيدور من إقامة الجمهور الفرنساوي
ومما يُؤسف لهُ أن بعض المُرتزقة من العُلماء ساعدوهُ في كتابة هذه الافتراءات بعد أن امتلأت بطونهُم من يد المُستعمر البغيض .
مهما كان غرض المُحتل خبيث شرير . قد يتخذ شكل الحمل الوديع أو حمامة السلام وهو ليس إلا حية تحمل سموم الفتك والدمار . ويسعى دائما قبل المعركة المُسلحة وفي أثنائها إلى أضعاف موقف الطرف الآخر عن طريق شن هجوم عنيف على القوى الروحية والنفسية لديه وفي الوقت نفسه إلى تقوية موقفه والأمريكان وعملائهم خبراء في هذا المجال الذي نفتقر له ولم تجد شعوبنا من يُوجهها الوجهة العلمية الصحيحة حتى الآن فالكثير من القادة يعتقدون أن المُقاومة يجب أن تقتصر على الجانب العسكري فقط . ورغم وجود مواقع إعلامية لكنها لا ترقى للطموح وغفلوا عن الجانب المخابراتي . وهو العمود الفقري الذي يمنحهُم الرؤيا الواضحة لكشف الألاعيب والخطط الآنية والمُستقبلية من أجل اتخاذ القرارات الصائبة لتجنب الوقوع في فخاخ المُحتل وعُملائه .
ﻓﻲ الحرب ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ هي الفاصلة . ولهذا ﻘﺎﻣﺖ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃنها ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ . وبدأ الجميع يترقبها ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ تم احتلال ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﺷﻌﺮوا ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ انتهى ﻭﻣﺎﺗﺖ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ رغم ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﻘﻂ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻭﺍﻵﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﻣُﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤُﻨﻬﻜﺔ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ وانعدام ﺍﻟﻮﻋﻲ . وهذا الأسلوب هو ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ الأساليب ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻧﺎ ... ﻭﻫﻮ ناجح ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﺗُﻘﻴِّﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻡ . ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﺎ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻳﺪﻋﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ .
فانتبه ﻟﻜﻞ ﺳﺆﺍﻝ . ﺃﻭ ﺧﺒﺮ . ﺃﻭ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺗﺼﻠك . لأنهم ﻗﺪ ﻳﺴﻠﺒوﻚ ﻋﻘﻠﻚ ﻭﻗﺮﺍﺭﻙ ﻭﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ . وﻛُﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻭﻋﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪُ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻃُﺮ ﻭﺍﻟﻘُﻴﻮﺩ وﻫي ﻟُﻌﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳيين لقيادتك ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻳُﺮﻳﺪﻭﻥ . ﻻ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺗُﺮﻳﺪ ﺃﻧﺖ . .
فتوقف . ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻭﺍﺻﻨﻊ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻚ ﻻ ﺍﻟﻘﻴﺪ
لأن من ﻳﻀﻊ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف