الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

النتاج الأدبي لا يمكن أن يكون موضوعيّا!بقلم:سليمان جبران

تاريخ النشر : 2019-01-16
النتاج الأدبي لا يمكن أن يكون موضوعيّا!بقلم:سليمان جبران
سليمان جبران: النتاج الأدبي لا يمكن أن يكون موضوعيّا !

التقيتُ بأحد الأصدقاء فبادرني محتجّا: لماذا تسمّي في كتابك الأخير أحد المفتّشين من تلك الأيّام البعيدة "طيّب الذكر"، والآخر تسمّيه "سيّئ الذكر"؛ ما سبب امتناعك عن ذكر الأسماء الصريحة لشخوص مذكّراتك؟ ولماذا لم تسرد  سيرة حياتك بالتفصيل؟

أجبتُ الصديق بما معناه: لم أذكر الشخوص التاريخيّة بالاسم في القسم الأوّل، "هذيك الأيّام"، من كتابي الأخير، لأكثر من سبب. الفصل ذاك، كما ذكرتُ هناك، هو فصل "تاريخي" فعلا. كلّ الوقائع المذكورة هناك هي وقائع حدثت لي. مع ذلك، أنا أكتبها من وجهة نظري أنا. وأنا إنسان قد أصيب وقد أخطئ طبعا. ليس هناك نتاج أدبي موضوعيّ تماما، ما دام مُنتجه خيال إنسان وعاطفته. الشخوص الواردة هناك هي عيّنات، من ذلك الزمان، تذكّر بما كان، ولكنّها في آخر الأمر مذكّرات أكتبها كما رأيتُها أنا! 

أمّا سؤالك الثاني فجوابه أنّي لم أقصد  أن أسرد على قرّاء هذه الأيّام كلّ ما جرى لي في ذلك الماضي االبعيد. اخترتُ من ماضيّ لوحات لا أكثر، لما فيها من عبرة لمن يقرؤها اليوم. بيّنتُ ذلك في المقدّمة هناك.  وأكرّر هنا، أنّ حياتي الشخصيّة، في رأيي، لا تهمّ القارئ ولا تعنيه في كثير من تفاصيلها. ماذا يهمّ القارئ من تزوّجتُ ومتى، واولادي وسيرتهم؟ لذا فقد أكّدتُ هناك، وأكرّر هنا، أنّي انتقيتُ من الماضي الذي عاينته ما فيه تذكير الناس بما كان؛ ما فيه عبرة ودرس لأبناء اليوم. 

- وقصائدك من الماضي البعيد؟ تريد تذكيرنا أنّك كنتَ يومها شاعرا؟

- أرأيتَ كم أنتَ سيّئ الظنّ؟ هل يمكن لناقد يحترم نفسه وقراءه معالجة الشعر، دونما معرفة دقيقة بالأوزان؟ هناك حولنا كثيرون من هذا الصنف، لكنّك تعرف أنّهم يهوّلون على قرّائهم بالهوامش الكثيرة المفعمة، وبالمراجع العربيّة والأجنبيّة، خوفا من الغوص في القصيدة ذاتها، في التراكيب ذاتها، فتنكشف عورتهم. كيف وصف القدماء عمر بن ربيعة؟  "يحوّم ولا يرد"!

        أمّا أنا، فأنتَ أوّل من يعرف أنّي كتبتُ الشعر في أوّل الطّريق. لكنّ الشعر كما ذكرتُ، في أحد الحوارات، لا يقبل ضرّة! قضيتُ العمر كلّه معلّما، فنسيتُ الشعر، وأنتقلتُ إلى كتابة نقده، مثل كثيرين غيري سبقوني. ويوم نويتُ إصدار هذا الكتاب، "ملفّات الذات"، نظرتُ في دفاتري القديمة فوجدتُ معظم ما كتبتُ من شعر سياسيّ أو اجتماعي هناك يبدو غريبا ناشزا في هذه الأيّام الغبراء! أمّا شعر الغزل، ولم أنشر منه في الكتاب غير مقطوعات  معدودة، فيعرض لقرّاء اليوم كيف كان الحبّ وشعر الحبّ يومها. كنّا يومها في حياتنا وشعرنا على السواء "رومانسيين" نعتبر القبّاني أجرأ شعراء الغزل!

أخيرا، ذكرتُ هناك أني لم أقصد كتابة ترجمة ذاتيّة، لكنّ النصوص كلّها في الكتاب تتناول جوانب من الحياة الماضية، والحاضرة ربّما، في نظر جيلنا. 

أخيرا، أرجو أن أكون  ساهمتّ في هذا الكتاب بالتذكير بحياة مضتْ ولن تعود. فلعلّ في تذكيرنا بالماضي  ما يعين على فهم الحاضر،ٍ بشكل أوفى وأعمق،  في مرآة الماضي بالذات!   

    [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف