الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الانتخابات الإسرائيلية.. حلبة مصارعة بطلها نتنياهو بقلم:رازي نابلسي

تاريخ النشر : 2019-01-16
الانتخابات الإسرائيلية.. حلبة مصارعة بطلها نتنياهو بقلم:رازي نابلسي
الانتخابات الإسرائيلية ... حلبة مصارعة بطلها نتنياهو
رازي نابلسي 


لا تزال الخارطة السياسيّة الإسرائيليّة في مرحلة التفكيك على طريق إعادة بناء التحالفات من جديد استعدادًا لخوض الانتخابات البرلمانيّة المقبلة. وعلى الرغم من أن التحالفات والائتلافات غير واضحة المعالم بعد، ولا تزال بغالبيّتها مفاوضات لتكوين ائتلافات ومعسكرات غير مُكتملة، إلّا أن الخارطة الحاليّة لهذه المكوّنات تدلّل على أن الانتخابات الإسرائيليّة سيكون الصراع فيها بين يمين سياسيّ، ويسار اجتماعيّ لا يختلف عن اليمين من حيث السياسة والتعاطيّ مع القضيّة الفلسطينيّة. وبكلمات أخرى: لا برامج سياسيّة تختلف جذريًا عن البرامج السياسيّة لليمين الإسرائيليّ، أمّا "اليسار- وسط"، فهو كذلك اجتماعيًا بمفهوم رفاه اجتماعيّ وعدالة اجتماعيّة.

وهذا الأمر يضعنا أمام انتخابات يكون فيها اليمين، هو المهيمن بالمفهوم السياسيّ على الطرح والمُستقبل، في الوقت الذي يتغاضى فيه "اليسار- وسط" عن السياسة والتعاطي معها، ويختص في قضايا اجتماعيّة لا تؤثّر فعليًا على الصراع الفلسطينيّ- الإسرائيليّ، تاركًا الساحة السياسيّة بكُل قضاياها، كالاستيطان والمسار السياسيّ والحل، لليمين القوميّ والدينيّ، الذي بات يضع أجندات العمل السياسيّ الإسرائيليّ، ليلحقه الوسط لاسترضاء أصوات المستوطنين والمتديّنين، دون صراع فعليّ داخليّ إسرائيليّ على رؤية اليمين لحل الصراع.

سيعمل هذا المقال على قراءة الخارطة السياسيّة الإسرائيليّة الحالية قبل الانتخابات، وقبل تشكّل القوائم والائتلافات، وكذلك قراءة الحالة العامّة للانتخابات قبل إطلاق كافة الحملات الانتخابيّة، في مُحاولة لرصد الجو العام الانتخابيّ. ويرى في الانتخابات الحاليّة استمراريّة لتحوّلات سياسيّة - اجتماعيّة عميقة تتم في المجتمع والسياسة الإسرائيليّة، وتتميّز بالانزياح نحو اليمين، وانهيار تدريجيّ طويل لكافة الأحزاب "اليساريّة"، مُقابل انزياح المُجتمع والخارطة السياسيّة ككُل نحو اليمين، واليمين الدينيّ الجديد. وتشكّل حالة حزب "العمل" المثال الأفضل على هذا التراجع التدريجيّ لأحزاب المركز، التي لا تعرّف حالها كأحزاب يمينيّة، إذ وبعد تراجع طويل، من الممكن أن يحصل الحزب على عدد مقاعد لا يتعدّى العشرة، بحسب استطلاعات الرأي. وهذا، ما يشكّل استمراريّة لتراجع الأحزاب غير اليمينيّة لصالح اليمين واليمين الجديد تدريجيًا، حتّى بات الكثيرون من روّاد الحزب ذاته يحذرون من انهيار الحزب كليًا.

معسكر واحد ونجوم مفرّقة

حتّى الآن، لا يزال المُعسكر الوحيد المُتماسك إسرائيليًا هو معسكر اليمين، وهو أيضًا، المعسكر الوحيد الذي يملك بنية حزب أيديولوجيّ مُتماسك كالليكود، تضمن له استطلاعات الرأي الأغلبيّة، ومرشّحًا واحدًا لرئاسة الحكومة وهو بنيامين نتنياهو، الذي يحصل هو الآخر في استطلاعات الرأي على الأغلبيّة التي ترى فيه الأمثل لرئاسة الحكومة المُقبلة. وفي مُقابل مُعسكر اليمين الواحد والمُتماسك نسبيًا، يوجد نجوم وأفراد جميعهم تقريبًا ينافسون ضمن أحزاب حديثة التأسيس وتتميّز باثنين: أحزاب حديثة التأسيس تفتقد لرؤية حزبيّة مُتماسكة وطرح سياسيّ واضح من جهة؛ ومن جهة أخرى، هي أحزاب تقوم على الشخص الواحد النجم ولا تشكّل منظومات حزبيّة تقوم على الحزب ذاته وطرحه وتاريخه. وهذا ما يضعنا أمام واقع فيه يكون الليكود، وحكومته التي سيشّكلها، المُتماسك الوحيد، والقائد الوحيد الفعليّ في الخارطة السياسيّة الإسرائيليّة حاليًا لمُعسكر كامل يتشكّل من أحزاب اليمين والحاريديم. وهو ما يمنحه بالإضافة إلى الأصوات في الاستطلاعات، القدرة أيضًا على تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات.

وفي هذا السياق، من المهم الإشارة إلى أن التحقيقات الجارية ضد نتنياهو بشبهات فساد، من الممكن أن تؤثّر بقوّة على الدعم المُقدّم له، والتصويت إلى مُعسكر اليمين خصوصًا، خاصة في حال قدم أفيحاي مندلبيت، المُستشار القضائيّ للحكومة، لائحة اتهام ضد نتنياهو قبل الانتخابات، وفي خضم الحملة الانتخابيّة.

على الجانب الآخر، المُقابل للحزب الحاكم "الليكود" واليمين عمومًا، يوجد ثلاثة رؤساء قوائم كُل منهم يُنافس على رئاسة الحكومة، أو يدّعي ذلك: يائير لابيد الذي تمنحه الاستطلاعات بين 12- 14 مقعدًا؛ بيني غانتس، قائد هيئة الأركان السابق، الذي تمنحه الاستطلاعات بين 14- 16 مقعدًا؛ وآفي غباي، زعيم حزب العمل الحاليّ، الذي تمنحه الاستطلاعات بين 8- 9 مقاعد. وعلى الرغم من أن حزب "العمل" خرج من السباق، إلّا أنّه لا يزال الحزب الوحيد عمليًا، التاريخيّ الموجود في هذا المُعسكر.

ولعل أكثر ما يعبّر عن أزمة الحزب هو تصريح زعيمه الذي خرج للإعلام ليقول "الانتخابات بيني وبين نتنياهو"، كمحاولة أخيرة لطرح الحزب كقوّة في الساحة الإسرائيليّة، إلّا أن هذا لم يسعفه وبقي في تراجُع حتّى شهدت الفترة الأخيرة حراكًا داخل الحزب يُطالب بإقالة زعيمه غباي، الذي التحق بالحزب مؤخرًا، على اعتبار أنه المسؤول عن تفتّت الحزب وتراجعه بصورة تهدّد وجوده.

ومن المهم الإشارة هنا إلى أن غانتس هو الوحيد من بين الثلاثة الذي لم يصرّح حتّى كتابة هذه الورقة، بأنّه لن يجلس في حكومة واحدة مع نتنياهو، وامتنع عن هذا التصريح رغم إشارة بعض وسائل الإعلام إلى أن لابيد طالبه به كشرط لبناء تحالف، ما يُشير إلى أن غانتس لا يلغي إمكانيّة جلوسه في مُعسكر يمين مع نتنياهو في حال منحه الثانيّ وزارة أمن أو خارجيّة.

مُقابل هكذا حالة تشظيّ، يعيش اليمين الإسرائيليّ حالة من التماسُك النسبيّ: أولًا، يشكّل نتنياهو المرشّح الأساسيّ الذي تتوافق عليه كافة أحزاب اليمين ولا أحد يُناقش أنه مرشّح اليمين لرئاسة الحكومة. وثانيًا، تمنح استطلاعات الرأي أحزاب اليمين أرقامًا عالية من المقاعد نسبة إلى أحزاب "المركز- يسار"، فتمنح "اليمين الجديد" بين 9- 14 مقعدًا، والليكود بين 28 – 31 مقعدًا، هذا بالإضافة إلى أحزاب الحاريديم التي تمنحها استطلاعات الرأي بين 10- 12 مقعدًا، بالإضافة إلى حزب "كولانو" بزعامة موشيه كحلون الذي يفوز بحسب الاستطلاعات بـ5- 6 مقاعد، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أفيغدور ليبرمان، والحزب الجديد برئاسة أولي ليفي- أبوكسيس التي أسّست حزبها الجديد وغير واضح حتّى اللحظة إن كانت على يمين الخارطة السياسيّة، أو في معسكر آخر يعتبره "الليكود" يسارًا.

أمّا بالنسبة إلى القائمة المشتركة، فإنها لا تزال في مراحل المُفاوضات على إعادة تشكيلها من جديد بعد أن طالبت الحركة العربيّة للتغيير برئاسة د. أحمد الطيبيّ، بتغيير تركيب المقاعد، وإضافة حصّة الحركة في القائمة المُشتركة، وأعلنت لاحقًا انسحابها من القائمة بسبب تعثّر المُفاوضات على توزيع المقاعد في القائمة. ولا تزال، حتّى كتابة هذا المقال، القائمة المشتركة تخوض المُفاوضات التي ستكون نتيجتها الحاسمة بالنسبة إلى خوض الفلسطينيين في الأراضي المُحتلة العام 1948، الانتخابات بقائمة واحدة، أم قائمتين منفصلتين.

بالمُجمل، فإن استطلاعات الرأي تمنح القائمة المشتركة بين 12- 13 مقعدًا، وهو تقريبًا ذات الوضع الذي كانت عليه في الدورة السابقة. أمّا في حال حل القائمة وإنشاء قائمتين منفصلتين، فهذا سيتعلّق بتركيبة القائمتين والحملة الانتخابيّة التي ستقوم بها كُل منهما، ولكنه وفي المُجمل تشير بعض المصادر إلى أن تشكيل قائمة واحدة سيكون مفيدًا أكثر لكافة المركّبات، وللتمثيل السياسيّ للفلسطينيين الذين يُشاركون في انتخابات الكنيست.

يمين سياسيّ ويسار اجتماعيّ

هناك مميّز مهم في هذه الانتخابات، وهو أيضًا يُعد استمراريّة للتحوّلات التي تمر فيها السياسة الإسرائيليّة. ففي وقت كانت فيه الأحزاب غير اليمينيّة تسعى لأن تكون يمينًا طمعًا بأصوات المستوطنين ومجاراة للانزياح العام في المجتمع الإسرائيليّ نحو اليمين، هناك تحوّل في هذه الانتخابات من قبل الأحزاب المنافسة لليكود واليمين الجديد نحو الخطاب الاجتماعيّ كتعويض عن الخطاب السياسيّ، الذي هيمن عليه الليكود والخطاب اليمينيّ عمومًا. هذا بالإضافة طبعًا إلى الانزياح اليمينيّ الذي تم خلال الأعوام القادمة ولا يزال موجودًا حتّى الانتخابات الحاليّة. وهو عمليًا، الخطاب الذي يحمله لابيد وغباي، بالإضافة إلى أن المرشّح الأقوى بينهما، غانتس، لم يصرّح حتى كتابة هذا المقال بأي تصريح سياسيّ يدل على برنامج أو رؤية أو طرح للتعامل مع الحالة الفلسطينيّة، بل توجّه إلى إجراء مفاوضات مع موشيه يعالون، وزير الأمن السابق، المُقال من الوزارة والليكود، وصاحب الأجندات اليمينيّة من حيث رفض إخلاء أي مستوطنة في الضفّة الغربيّة. والأكثر، دعم الاستيطان والمستوطنين ورفضه القاطع لإقامة دولة فلسطينيّة على حدود العام 1967.

ومن هذا الباب، يمكن القول إن اليسار واليمين في إسرائيل موجود فعلًا، ولكنّه يسار ويمين بعيد كُل البعد عن اليسار واليمين السياسيّ بكُل ما يخص القضيّة الفلسطينيّة والصراع الفلسطينيّ- الإسرائيليّ. بل إنّه يسار اجتماعيّ بمفهوم رفاه وحل أزمات طرق وشق طرق جديدة، وغلاء معيشة، بالإضافة إلى أسعار الوقود وتوزيع الموارد والرعاية الصحيّة ومُحاربة الفساد ورئيس الحكومة الفاسد. أمّا الناشط الأساسيّ في الصراع، المُقرّر عمليًا لأجندات المجتمع والسياسة، فإنّه اليمين ذاته الذي يلحق به اليسار الاجتماعيّ العلمانيّ في مواقف أكثر يمينيّة وأكثر تطرفًا.

هذا بالإضافة إلى حقيقة أن الصراع السياسيّ بكُل ما يخص القضيّة الفلسطينيّة لم يعد صراعًا بين اليمين واليسار، بل بات بصورة أدق، صراعًا بين "يمين" و"يمين جديد": بين يمين قوميّ ويمين يسعى إلى الدمج ما بين القوميّ والدينيّ، بين العلمانيّ والدينيّ لبناء قاعدة أكبر. وهي تقوم على التوافق ما بين الأهداف السياسيّة- الدينيّة لليمين الدينيّ، والأهداف السياسيّة لليمين القوميّ، وهي بالأساس أهداف تقوم على إلغاء الفلسطينيّ وضم الضفّة الغربيّة دون ضم سكّانها. وهذا ما يجسّده بصورة غاية في الوضوح حزب "اليمين الجديد" الذي أطلقه كُل من الوزير نفتاليّ بينيت والوزيرة أييلت شاكيد، بدلًا من حزب "البيت اليهوديّ" الذي رآى كل منهما فيه حزب يمثّل اليمين، ويُقصي إلى حد بعيد جدًا العلمانيين. هذا التوجّه لبينيت وشاكيد، يقوم أساسًا على الدمج بين الأهداف السياسية للعلمانيين والمتديّنين، وهي أهداف في صلبها تقوم على إلغاء الوجود الفلسطينيّ كليًا.

التحريض على الفلسطينيّ كحملات انتخابيّة

يشكّل الفلسطينيّون في الانتخابات الإسرائيليّة الحاليّة، وقبل بدء الحملات والبرامج السياسيّة، المادّة الدسمة التي يقدّمها الساسة للمجتمع والقواعد الانتخابيّة. فعلى الرغم من أن الحملات الانتخابيّة بغالبيّتها، لم تُطلق بعد، إلّا أن وسم كُل من لا يشكّل حليفًا لليكود ونتنياهو باليساريّة مثلًا، لهو المثال الأفضل على المتوقّع من مثل هكذا انتخابات. فاليساريّة التي يُحرّض عليها نتنياهو غير موجودة فعليًا، وهي كما جاء سابقًا مجرّد يساريّة اجتماعيّة تهتم بأسعار المنتوجات والخصخصة، إلّا أنّها تشكّل أداة تحريض على الساسة، فالوسم باليساريّة يعني بالنسبة إلى المُجتمع الإسرائيليّ: إخلاء مستوطنات؛ توقيع اتفاقيّات مع الفلسطينيّين وانسحاب من أراض.

على الرغم من أن أحدًا من السياسيين الإسرائيليّين المركزيين لا يطرح مثل هكذا سيناريوهات، إلّا أنه لا يزال الهاجس الذي خلقه نتنياهو ولا يزال يستفيد منه، وكذلك الأمر بالنسبة إلى كُل من يوسَم باليساريّة: يستنكر، يدعم الاستيطان ويتموضع مُباشرة في موقع دفاع عن كونه غير يساريّ، فيلجأ بعدها إلى التعبير والتصريح عن صهيونيّته، كما حصل مع المُعسكر الذي أطلق على ذاته اسم "المعسكر الصهيونيّ". وكما حصل أخيرًا مع غانتس، الذي صرّح بأنّه سيعمل على تعديل قانون القوميّة، فهوجم على أنّه يساريّ، رغم أنه لم يطرح نهائيًا فكرة إلغاء القانون مثلًا. وعلى هذا الحال، تدور عجلة الانتخابات: اتهام باليساريّة، ثم إثبات براءة من تهمة اليساريّة، ثم أكثر يمينيّة بالخارطة برمّتها. والمثير للاهتمام، أن اليساريّة سياسيًا غير موجودة، ولكنّها تهمة يجب دحضها كإثبات حسن نيّة.

من المتوقّع أن يشكّل التحريض على الفلسطينيين المادّة الدسمة التي ستُحرّك عجلة الانتخابات الإسرائيليّة. فبدءًا من حملة ليبرمان التي بدأها بالاستقالة من الحكومة بسبب عدم شنّها عدوانًا على قطاع غزّة، مرورًا بحملة غلعاد إردان، وزير الأمن الداخليّ، التي استهلّها بعقوبات على الأسرى الفلسطينيين، حتّى الحملة التي شنّها الليكود وأحزاب اليمين على غانتس بسبب نيّته تعديل قانون القوميّة، يُمكن استشراف الجو العام الذي ستقوم عليه الانتخابات: التحريض سيكون لعبة اليمين؛ في الوقت الذي ستشكّل التحقيقات الجاريّة ضد نتنياهو، وتهم الفساد الموجّهة ضدّه، أداة المركز لكسب أصوات اليمين.

وفي هذا وذاك، الفلسطينيّ حاضر بصفته حملًا يجب التخلّص منه، ولعل تصريح غدعون ساعر، الوزير السابق وغريم نتنياهو في الليكود، بأنّه يتم تخيير إسرائيل بين نوعين من الموت: الموت برصاصة في الرأس وهو دولة فلسطينيّة؛ أم الموت شنقًا وهو دولة ثنائيّة القوميّة. التصريح الأكثر تعبيرًا عن نظرة الساسة الإسرائيليين إلى الفلسطينيّ: ثقل يجب التخلّص منه. كما أن تصريحات غبّاي التي صرّح بها مع توليه زعامة حزب العمل: بأنّه لن يتم إخلاء أي من المستوطنات، يشكّل مرّة أخرى دليلًا على أن إسرائيل بيمينها ويمينها الجدي لا تتحدّث عن حل سياسيّ، إنّما في أفضل الأحوال: انفصال عن الفلسطينيّ من خلال حصره في معازل الحكم الذاتيّ. وهو ما يقدّمه "العمل" وينفّذه تدريجيًا "الليكود".

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف