الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من قصص: يوميات عائلة أسير بقلم: نسيم زهدي شاهين

تاريخ النشر : 2019-01-16
من قصص: يوميات عائلة أسير بقلم: نسيم زهدي شاهين
...........يــــومــيــات عــائــلــة أسير...................
"بعد 27 عاماً لُــغـــزّ في زنزانة"........
بقلم: نسيم زهدي شاهين (15-1-2019)
دخل أستاذ "بيتر" القاعة، وطلب منا جميعا أن نعيره الاهتمام، ومن ثم طرح علينا سؤالاً: كم زراً في قميص كل واحد منكم؟ بُهتنا جميعاً لسؤاله ولم نتمكن من الإجابة، فبعدها منحنا الجواب وسرد علينا قصة المكفوف صاحب الأزرار السبعة. وفي قصة أخرى، ذات يوم كنت برفقة والدتي الحبيبة أطال الله بعمرها وأن يمنحها فرحة حرية أخي قريباً، كنا ذات يوم نتسوق، وفي طريقنا مررنا بإحدى المحلات التجارية وهي عبارة عن ملحمة، كانت تتزين معلقاتها من اللحوم بضُمم البقدونس الأخضر، وكان شكلها شهياً، فقلت: يا أمي، أنظري كم هي جميلة وشهية، فقالت لي والدتي الحبيبة حينها: "يا ابنتي كم من فقير ومن ضاقت به الحال مرّ من هنا! ولم تسعفه الحياة بتذوقها؟ هذه الكلمات أصابتني في مقتل!، لا أبالغ إن قلت لكم أن هذين الأمرين مضى عليهم سنوات طويلة، لكن تعلمت منهم أن أعيد النظر في تقييمي لأمور الحياة في كل جوانبها، وأهمية الإحساس بالآخر، وتذوق نعم الله علينا، ومعرفة قيمة الشيء مهما بدى لنا صغيراً، لأننا سنحتاج إليه في حياتنا يوماً ما، مهما كانت ظروفنا ميسورة الحال.وكي نعود إلى روايتنا "لغز في زنزانة"، فإن الكثير منا ينعم بالحرية خارج قلاع الأسر، وفي مناسبات عده وبشكل خاص في الشهر الفضيل تبدأ المواعظ والإرشادات بعدم التبذير في شتى أنواع الأطعمة أو الفواكه والحلويات، رغم أنه لا يتوقف على شهر بذاته، لأنها الصفة الغالبة في ثقافة المجتمع. وبناء على ما رويته عليكم، دعونا نتسلل سوياً إلى احدى الزنازين التي يقبع بها أسرانا "أسرى فلسطين الأبطال" لنكتشف اللغز الذي حير مجموعة من أسرانا في تلك الزنزانة:العم "فخري البرغوثي" أبا شادي، سرد علي هذه القصة بعد بلوغه عامه 27 في الأسر، والزنزانة التي يسكنها برفقة 11 أسيراً آخر تكسوها الرطوبة، ومساحتها لا تتعدى 4*4، وفي إحدى جوانب هذه الغرفة تتوفر مساحة ضيقة جداً عبارة عن "دورة المياه والمكان المخصص للإستحمام"، غرفة مقفلة لا يوجد بها تهوية، بدأ الأسرى بسماع خطوات السجان، وإذ به يفتح باب غرفتهم ليدخل لهم كمية قليلة من الطعام عبارة عن وجبة الغداء، لم يكترث الأسرى لذاك الأمر، فكل واحد منهم على البرش الخاص به، لكن بعد دقائق بدأت رائحة غريبة جداً تنتشر في زنزانتهم، كونهم لم يشتموا مثلها ما يزيد عن 27 عاماً، نظرا جميعا إلى طبق الطعام الذي أدخل إليهم، فإذا بحبة فاكهة غريبة بين الطعام، بدأو جميعا يتساءلون: ما هذه؟ هل هي إجاصة أم حبة جوافه؟ بقي 12 أسيراً في حيرة من أمرهم: حتى اقتربوا منها: ليكتشفوا أن هذه الرائحة التي أخذتهم إلى حيفا ويافا وحقول فلسطين الجميلة في أقل من دقيقة، ما كانت إلا حبة "جوافه"، وهذه الحبة دخلت زنزانتهم بعد 27 عاماً، لم يقف بهم الحال هنا، كم كانت فرحتهم لإشتمام عطرها الطيب، عدا أنها حبة واحدة يصعب تذوقها من قبل 12 أسيراً، فقرروا جميعا على إبقائها قيد الحياة حتى تنتهي وحدها، وذلك كي تعطر زنزانتهم، ليشتموا عبرها رائحة الحرية، وبدأ كل واحد منهم يسافر عبر ذاكرته إلى الاماكن التي أحبها حراً في فلسطين الحبيبة، لذا، وصلت حبة الجوافة إلى التعفن وانتهى عمرها، وبقيت ذاكرة رائحتها في أنوفهم جميعاً، يستنشقون منها عبق الحرية ولقاء الأحبة بعد سنين طال انتظارها.
أصدقائي وكل من يقرأ لي الآن، أتدركون معنى هذا الأمر وحجم حرمان أسرانا في تلك الزنازين المقيتة، 27 عاماً نسي خلالها أسرانا أشكال وأسماء الفاكهة، فما بالكم بأمور الحياة الأخرى، وهل تدركون أيضاً معنى أن يعلن أسرانا إضراباً مفتوحاً عن الطعام، لتحسين ظروف حياتهم المؤبدة في تلك الزنازين المقيتة، لذا أتمنى أن تكون هذه القصة لامست قلوبكم جميعاً، ورسالتي لكم، لا تخذلوا أسرانا في أحلامهم بالحرية وآمالهم بوقفتكم الانسانية النبيلة مع قضيتهم العادلة، فاصدقوهم الكلمة والموقف معاً.... وحتى قصة أخرى في يوميات عائلة أسير لكم مني جميعاً كل المحبة.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف